الجزائر توقع اتفاقاً مع «فيتول للنفط» لخفض فاتورة استيراد الوقود

من خلال تكرير الخام في الخارج

الجزائر توقع اتفاقاً مع «فيتول للنفط» لخفض فاتورة استيراد الوقود
TT

الجزائر توقع اتفاقاً مع «فيتول للنفط» لخفض فاتورة استيراد الوقود

الجزائر توقع اتفاقاً مع «فيتول للنفط» لخفض فاتورة استيراد الوقود

قالت «سوناطراك الجزائرية»، أمس الثلاثاء، إن شركة النفط المملوكة للدولة وقعت اتفاقا مع شركة تجارة النفط «فيتول» لتكرير الخام في الخارج مع سعي البلاد لخفض فاتورة واردات الوقود التي بلغت مستوى قياسيا.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«سوناطراك الجزائرية»، عبد المؤمن ولد قدور، إن الشركة ستسدد تكلفة التكرير قبل إعادة الوقود المكرر للجزائر، وإنها تتفاوض على شراء أسهم في مصفاة أجنبية، لكنه لم يخض في تفاصيل.
وأبلغ الصحافيين أن الهدف هو خفض واردات البلاد من البنزين، لأنها مرتفعة للغاية.
ووفقا لـ«رويترز»، من المقرر أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ أوائل فبراير (شباط). ولم تتضح على الفور الكميات التي سيتم تكريرها. و«سوناطراك» المنتج المحلي الوحيد للنفط في الجزائر.
ونقلت «رويترز» عن مصادر تجارية مطلعة، إن «فيتول» ستحصل على ما بين 1.5 مليون ومليوني برميل من النفط الخام شهريا من شركة سوناطراك الجزائرية المملوكة للدولة، وفي المقابل ستسلم وقودا للجزائر، في اتفاق نادر للبلد العضو في منظمة أوبك.
وذكر أحد المصادر أن من المقرر بدء سريان الاتفاق في الأول من فبراير، مع قيام أكبر شركة لتجارة النفط في العالم بتحميل شحنة حجمها مليون برميل.
وتهدف الجزائر إلى خفض فاتورة وارداتها من الوقود من خلال عقدها مع «فيتول»، الذي سيستمر حتى نهاية العام. وكانت «فيتول» ضمن تسعة متنافسين على الصفقة، ومن بينهم عدد من كبرى شركات النفط وبعض منافسيها من الشركات التجارية.
وتحتاج الجزائر تلبية الطلب المحلي المتنامي، ودفعت 800 مليون دولار، مقابل واردات الوقود في 2016. لكن الفاتورة زادت لأكثر من ثلاثة أمثالها العام الماضي، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 2.5 مليار دولار بسبب مشكلات التكرير، وفقا لما ذكره مصدر من «سوناطراك».
كان ولد قدور يتحدث أثناء زيارة إلى مجمع الغاز الجنوبي في تيقنتورين، الذي تديره «سوناطراك» و«بي بي» و«شتات أويل»، حيث قال إن الإنتاج مستقر عند 8.8 مليار متر مكعب سنويا، وهو ما يقل قليلا عن الطاقة الإنتاجية القصوى البالغة نحو تسعة مليارات متر مكعب.
ووفقا لمسؤولين في «سوناطراك»، صدرت الجزائر، وهي أحد موردي الغاز الرئيسيين لأوروبا، 55 مليار متر مكعب من الغاز في 2017، بزيادة طفيفة من 54 مليار متر مكعب صدرتها البلاد في 2016، وتأتي زيارة ولد قدور في الذكرى السنوية الخامسة لهجوم شنه متشددون على صلة بتنظيم القاعدة في تيقنتورين، وأسفر عن مقتل 40 شخصا معظمهم متعاقدون أجانب.
وقال ولد قدور إن «سوناطراك» تطور علاقاتها مع الشركاء الأجانب، وإنها حلت ما يزيد على عشر حالات من أصل 15 حالة تقاض.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.