بري من طهران: اقتراحي حول مرسوم الضباط مفيد للجميع

سفير السعودية لدى لبنان وليد اليعقوب سلّم وزير الخارجية جبران باسيل دعوة لاجتماع  وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة في 21 الشهر الجاري (دالاتي ونهرا)
سفير السعودية لدى لبنان وليد اليعقوب سلّم وزير الخارجية جبران باسيل دعوة لاجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة في 21 الشهر الجاري (دالاتي ونهرا)
TT

بري من طهران: اقتراحي حول مرسوم الضباط مفيد للجميع

سفير السعودية لدى لبنان وليد اليعقوب سلّم وزير الخارجية جبران باسيل دعوة لاجتماع  وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة في 21 الشهر الجاري (دالاتي ونهرا)
سفير السعودية لدى لبنان وليد اليعقوب سلّم وزير الخارجية جبران باسيل دعوة لاجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة في 21 الشهر الجاري (دالاتي ونهرا)

لا تزال أزمة «مرسوم الضباط» التي نشبت بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري تراوح مكانها، في ظل إصرار بري على «لا دستورية» صدور المرسوم من دون توقيع وزير المال، وتشبث عون بدستورية موقفه، كرر بري عند وصوله إلى طهران أمس، للمشاركة في مؤتمر اتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي، تمسكه بمخرج اقترحه رأى فيه «انه مفيد للجميع وللبنان ولا يضر أي شخص ولا يعطي غلبة لأحد وآمل أن يقبل».
ووفق المعلومات فإن اقتراح بري ينص على دمج مراسيم الترقية ومنح الأقدمية لضباط العام 1994 وتوقيع وزير المال عليها إضافة إلى الوزراء المعنيين ورئيسي الجمهورية والحكومة، وهو الأمر الذي لا يبدو أبدى عون تجاوبا بشأنه. وأكدت مصادر مقرّبة من رئيس مجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، أن «أزمة مرسوم إعطاء أقدمية لضباط دورة العام 1994، ليست عند الرئيس بري، بل عند الفريق الآخر». وسألت: «ما دام أنهم يعتبرون أن المرسوم دستوري ولا تشوبه شائبة لماذا لم يصدر؟ ولم التأخير بنشره في الجريدة الرسمية؟». وقالت: «ما دام المرسوم لم يأخذ طريقة للتنفيذ، فهذا يعني أن هناك خطأ، وعلى من ارتكب هذا الخطأ تصحيحه»، وشددت على أن «المشكلة ليست في تخطي توقيع الوزير الشيعي، بل بمخالفة المادة 54 من الدستور، التي تنصّ على أن المراسيم توقّع من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزير أو الوزراء، وهذا يعني أن ثمّة توقيعاً مفقوداً في المرسوم، يعيق تنفيذه». وكشفت مصادر بري أن الأخير «أعطى رأيه في المبادرة التي قدمها النائب وليد جنبلاط، والأمر متوقف على قرار الطرف الآخر».
وفي حين يرى بري أن عدم توقيع وزير المال على المرسوم الذي وقعه هو ورئيس الحكومة سعد الحريري، خرقا للدستور، يدعو عون المعترضين إلى اللجوء للقضاء لحسم الموضوع، وهو ما رد عليه بري بالقول: «الضعيف يلجأ إلى القضاء». وأمل بري في تصريح أدلى به في صالون الشرف في المطار عند وصوله إلى طهران «أن نصل إلى نتائج في هذا المؤتمر الضخم والجامع لعله يكون مانعا للأعداء أيضا في الوقت نفسه، وخصوصا بعد الذي جرى لقطعة من السماء في الأرض وهي القدس الشريف. علنا نستطيع أن نصل فعلا ليس إلى مقررات وتوصيات كالعادة، بل إلى تنفيذ هذه المقررات والتوصيات».
وعن الاقتراحات التي يمكن أن تطرح في مؤتمر البرلمانات الإسلامية، أجاب بري: «المسلمون عموما والعرب خصوصا لا تنقصهم القرارات ولا التوصيات ولا الخطابات والبيانات، ينقصهم دائما أن ينفذوا ما يقولونه. نأمل في هذا المؤتمر، كما عبرت، المهم جدا وخصوصا في هذا الظرف وقدس المقدسات الفلسطينية والعربية والإسلامية في خطر شديد أن ينفذ شيء مما يقولونه».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».