برشلونة يفك عقدة سوسييداد ويغرد منفرداً في الصدارة

بعد أن انتفض بشكل مذهل ليعوض تأخره بهدفين ويهزم ريـال سوسييداد 4 - 2، يتفوق برشلونة بفارق تسع نقاط عن أقرب منافسيه في صدارة الدوري الإسباني لكرة القدم ويبدو كل شيء ورديا مرة أخرى.
وبعد هزيمة مذلة 5 - 1 أمام ريـال مدريد في النتيجة الإجمالية لكأس السوبر الإسبانية في أغسطس (آب)، لم يكن من الممكن تصور الموقف الحالي.
وفقد الفريق الكاتالوني مهاجمه البرازيلي نيمار لصالح باريس سان جيرمان وفشل في ضم هدفه الأول في الانتقالات الصيفية فيليب كوتينيو. لكن صانع لعب ليفربول السابق أصبح الآن لاعبا في برشلونة، بينما في الملعب تحسن كل شيء بشكل مذهل.
ولم يخسر برشلونة بقيادة مدربه إرنستو فالفيردي في 29 مباراة رغم أن هذه السلسلة بدت في طريقها للنهاية أثناء تأخره بهدفين باستاد أنويتا معقل ريـال سوسييداد، وهو ملعب لم يحقق فيه الفريق الكاتالوني الفوز في الدوري منذ 2007.
وفك برشلونة الذي لم يخسر هذا الموسم في البطولات المحلية (الدوري والكأس) ودوري أبطال أوروبا، عقدة ملعب أنويتا وحقق فوزه الأول فيه منذ 2005 في 11 مباراة في الدوري، بأهداف البرازيلي باولينيو في الدقيقة 39، والأوروغواياني لويس سواريز (50 و71) والأرجنتيني ليونيل ميسي في الدقيقة 82، بينما سجل البرازيلي ويليان جوزيه في الدقيقة (11) وخوانمي (34) هدفي سوسييداد.
وكانت المباراة التي لم يشارك فيها البرازيلي فيليبي كوتينيو، نزالا بين رجلين يعرفان بعضهما بعضا كلاعبين دافعا عن ألوان العملاق الكاتالوني، وكمدربين أشرفا عليه هما أوزيبيو ساكريستان وإرنستو فالفيردي.
ومثل ساكريستان برشلونة كلاعب من 1988 إلى 1995، وكمدرب من 2003 إلى 2008، وفالفيردي كلاعب من 1988 إلى 1990، وكمدرب اعتبارا من نهاية الموسم الماضي خلفا للويس انريكي.
وعلق لاعب وسط برشلونة سيرجيو بوسكيتس على الفوز الأخير والانطلاقة الرائعة لفريقه قائلا: «مرت سنوات كثيرة منذ انتصرنا هنا في الدوري وبدا الأمر سيتكرر عندما تأخرنا بهدفين في النتيجة، لكن رد فعلنا كان جيدا. نحن في مستوى ممتاز وبعض منافسينا تراجعوا.. بعضهم أكثر من الآخر. لم نخسر وحققنا الفوز في ملاعب صعبة. نجحنا في المضي قدما بعد كأس السوبر وما قيل بعدها».
وأصبح برشلونة فريقا بإمكانه الفوز بعدة طرق، سواء عن طريق أداء رائع مثل الذي قدمه في الفوز 5 - صفر على سيلتا فيغو في كأس ملك إسبانيا يوم الخميس الماضي أو عبر عرض أكثر واقعية مثلما فعل في سوسييداد.
ومع وجود باولينيو في الفريق أضاف برشلونة طاقة وقوة على خط الوسط وأصبح أكثر صلابة، كما ساهم اللاعب البرازيلي في تسجيل الكثير من الأهداف أيضا (ثمانية أهداف في الدوري هذا الموسم) ليتفوق بذلك على البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريـال مدريد (4 أهداف).
ويبدو أن ريـال مدريد الذي أطلقت جماهيره صيحات الاستهجان ضد اللاعبين بعد الخسارة في سانتياغو برنابيو 1 - صفر أمام فياريـال يوم السبت أنه يعيش أزمة حقيقية حيث يبتعد بفارق 19 نقطة عن برشلونة المتصدر.
ورغم اقتناص رونالدو الشهر الماضي الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم في 2017 للمرة الخامسة في تاريخه ليعادل رقم ليونيل ميسي لكن أداء كل منهما هذا الموسم يختلف تماما عن الآخر.
ميسي يواصل تألقه ويتصدر قائمة هدافي الدوري برصيد 17 هدفا بينما سجل رونالدو أربعة أهداف فقط حتى الآن.
ويتحدد أداء ريـال مدريد بناء على رونالدو، ومنذ الخسارة 3-صفر في الكلاسيكو، يظهر النجم البرتغالي البالغ عمره 32 عاما تراجعا كبيرا.
وليس رونالدو اللاعب الوحيد الذي تراجع أداؤه في ريـال مدريد لكن البرازيلي مارسيلو، الذي كان أحد أفضل من يشغل مركز الظهير الأيسر في العالم في السنوات الأخيرة، تراجع أيضا والكثير من الأهداف التي سكنت شباك الفريق جاءت من ناحيته.
وكريم بنزيمة مثل رونالدو يعاني من غياب التهديف، بينما افتقدت تمريرات توني كروس في وسط الملعب الدقة على عكس المعهود.
ولا تزال تشكيلة ريـال مدريد قوية على الورق لكن عندما يتراجع أداء اللاعبين المؤثرين يعاني الفريق بالكامل.
ونال ريـال مدريد الكثير من الإشادة بسبب نشاطه في سوق الانتقالات خاصة بتعاقده مع لاعبين واعدين صغار السن مثل تيو هرنانديز وداني سيبايوس. ومع ذلك ورغم أنهما قد يفيدانه مستقبلا فإن الفريق الأول ذاته لم يتطور.
ويعتمد المدرب زين الدين زيدان على ذات التشكيلة التي كانت تحت تصرفه الموسم الماضي بينما أنعش المنافسون تشكيلتهم حيث تعاقد برشلونة مع عثمان ديمبلي ثم كوتينيو، بينما ضم أتلتيكو مدريد دييغو كوستا وفيتولو. ويحظى زيدان باحترام كبير بين لاعبي ريـال مدريد بسبب شخصيته القيادية وتاريخه الرائع في الملاعب، ولا شك أن هذا ساعد الفريق في التتويج بلقب دوري الأبطال عامين متتاليين وأول ألقاب النادي في الدوري منذ 2012.
لكن زيدان أصبح الآن تحت ضغط النتائج السلبية ولن يكون غريبا إذا دفع الثمن بالإقالة في ناد اعتاد على الإطاحة بأعتى الأسماء بعد أن حققت نتائج كبيرة.