شهد عام 1941 متابعة 90 مليون شخص لمباريات كرة السلة في الدوري الأميركي الذي يعتبر أقوى دوري موجود حول العالم.
وذكرت شبكة الـBBC أن 17 مليون شخص تابعوا المباراة النهائية لبطولة ويمبلدون لكرة المضرب، حيث شهدت البطولة تتويج النجم آندي موراي كأول بريطاني يتوج بها منذ 77 عاما.
الألعاب المختلفة في الأندية السعودية، عانت طوال العشرين سنة الماضية من غياب الجماهير بشكل ملفت للأنظار، حيث من الممكن أن يسمع لاعب كرة السلة أو الطائرة صدى صوته داخل الصالة المغلقة.
واستحوذت كرة القدم على النصيب الأكبر من الاهتمام من بين أخواتها كرة اليد والسلة والطائرة والماء والتنس وألعاب الدفاع عن النفس، فيما لا تزال عوائل لاعبي الألعاب المختلفة، تنتظر المباريات على شاشات التلفاز من أجل رؤية أبنائها داخل الملاعب بينما توارت الجماهير عن الأنظار.
وافتتحت قبل شهر في السعودية قناة "كل الألعاب" الرياضية وسط فرحة غامرة من المنتمين لتلك الألعاب من لاعبين واتحادات وإدارايين ومسؤولين، بيد أنه وسط هذه الفرحة، لا يزال يتذكر المنتمون للألعاب المختلفة تجاهل الاهتمام الفضائي بالألعاب المختلفة في جميع الأندية.
وأكد المختصون في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الضعف الإعلامي يأتي نتاجا لعدد من المسببات، مثل قلة المواهب، وسوء القاعدة السنية، وانعدام الموارد المالية، الأمر الذي يفقد الألعاب المختلفة التشويق اللازم ويقضي على بذرة بناء جماهيرية لمتابعتها.
«الشرق الأوسط» التقت عددا من اللاعبين الدوليين الذين مثلوا أنديتهم والمنتخبات الوطنية، حيث أكدوا على رغبتهم في عودة الإعلام والجماهير جنبا إلى جنب كي تأخذ اللعبة مسارا صحيحا من أجل الصعود لمنصة البطولات ومعانقة الذهب في المحافل الدولية والقارية والإقليمية قبل المنافسة المحلية.
في البداية، قال محمد المبيريك، قائد فريق الاتحاد حاليا واللاعب السابق في المنتخب السعودي لكرة السلة، ان الحضور الجماهيري بات ضعيفا للغاية، حيث لم يعد يحضر إلى الصالة المغلقة لمشاهدة مباريات السلة سوى عدد يسير من المشجعين الذي يشغرون مقاعد محدودة بين 5 آلاف مقعد فارغ.
وأكد المبيريك أن الاهتمام باللعبة أصبح ضعيفا لعدم وجود نقل تلفزيوني للمباريات، مبديا امتعاضه من عدم نقل أكبر مباراة لكرة السلة بين فريقي أحد والأنصار الأسبوع الفائت، على سبيل المثال، برغم تواجد ست قنوات رياضية حكومية عاملة حاليا.
وأرجع المبيريك سبب التجاهل الإعلامي وخاصة النقل التلفزيوني إلى احتمالية ضعف القاعدة الجماهيرية لمتابعة كرة السلة، التي ربما تعود لعدم تواجد كشافين في الأندية وملاعب الأحياء مما أدى إلى قلة المواهب وندرتها.
وأشار المبيريك إلى شركة (كسّاب) التي كانت تقدم الجوائز من اشتراكات وهواتف نقالة ما بين عامي 2001 و 2004، وأسهمت الشركة برعايتها آنذاك في حضور الجمهور وارتفاع مستوى كرة السلة في المملكة.
وحدد فريج الجدعاني، اللاعب السابق لفريق الأهلي والمنتخب السعودي لكرة الطائرة نسبة 75 في المائة من التجاهل الإعلامي، نتيجة ما خطفته كرة القدم من لدى إعلام الألعاب المختلفة، حيث وضح عجز الإعلام عن تغطية الأحداث الرياضية لكرة الطائرة وغيرها.
وعزا الجدعاني ذلك إلى دخول الاحتراف في كرة القدم، على نقيض الألعاب المختلفة، موضحا أنه منذ ذلك الحين صب الإعلام اهتمامه على لعبة كرة القدم تاركا الألعاب المختلفة في فضاء مجهول بالرغم من المحاولات الخجولة للتغطية الإعلامية لاسيما التلفزيونية.
وقال الجدعاني في تبريراته للموقف: "قبل 15 سنة كانت ثمانية فرق من بينها الصفا والمحيط والأهلي والهلال والتعاون والاتحاد، تتنافس على لعبة كرة الطائرة، فيما هبط المستوى الآن بشكل كبير بسبب عدم الاهتمام الإعلامي".
واستثنى الأندية التي يوجد فيها لاعبون من عائلة واحدة مثل عائلة السيهاتي في نادي النور والسريحي والينبعاوي في النادي الأهلي؛ فتلك الألعاب تعتمد على سياسة المضي والمنافسة وتبني المواهب العائلية.
وأكد لاعب الأهلي السابق لكرة الطائرة أن خطوة قناة الرياضية ستكون إيجابية وستعيد المنافسة مجددا، إذ أن اللاعبين والإداريين والمدربين يتحفزون للنقل التلفزيوني ويبدون أقصى الجهود الممكنة.
وخالف عبدالرحمن عايد، القائد السابق لفريق الأهلي والمنتخب السعودي لكرة اليد، كل الآراء السابقة، حيث أوضح أن السبب الرئيسي في تراجع الاهتمام بتلك الألعاب هي إدارات الأندية التي استحوذ اهتمامها بكرة القدم فقط، بجانب ابتعاد اللاعبين المخضرمين ولتواضع القاعدة السنية وغياب الموارد المالية وابتعاد الجمهور. فيما اعتبر عايد أن الإعلام أحد المسببات ولكن ليس المسبب الأول.
وبين عايد أن هبوط مستوى فرق الخليج والنور ومضر والأهلي في لعبة كرة اليد على سبيل المثال، سببه عدم امتلاك البديل الجاهز؛ لأن المواهب أصبحت قليلة وليست مثلما في السابق.
وامتعض عايد من النقل التلفزيوني، حيث هناك ست قنوات رياضية، وبالرغم من ذلك فإن النقل لا يرتقي لطموح اللاعبين والجماهير، منوها بالدور الذي كانت تلعبه الصحافة سابقا، باعتبارها مصدرا للأخبار والتغطيات، حيث كانت تخصص صفحتين للألعاب المختلفة. وقال عايد: "تغير الوضع الآن فالصحف لا تنشر سوى مائتي كلمة عن جميع الألعاب".
ويرغب عايد في إشراف خبراء اللعبة على كل فريق بالنادي حتى تعود اللعبة لمستواها الطبيعي مع وجود الحوافز المهمة للمنافسة.
من جهة اخرى، ألقى نايف الجدعي لاعب فريق الاتحاد والمنتخب السعودي لكرة تنس الطاولة، التهم على الإعلام، واستغرب عدم معرفة أصدقائه وبعض الجماهير عن البطولات التي يسافرون لها شرقا وغربا،
وقال نايف ان الوضع محبط حين الذهاب إلى بطولة خارجية أو التجهيز لمعسكر، ولا يعلم أحد عن ذلك، وفي كثير من الأحيان يتم تحقيق بطولة والجماهير آخر من تعلم.
وطلب الجدعي خمسة في المائة فقط مما تحظى به كرة القدم، مشيرا إلى أن الجماهير تحضر مباريات التنس، خصوصا دربي مدينة جدة بين الاتحاد والأهلي.
وبحسب وصف الجدعي، فإن اللاعبين يرتفع مستواهم حين رؤية الجمهور الذي يهتف ويصفق لهم، مما يحسّن من معنوياتهم بشكل مبهج. وطالب الجدعي بالتفاتة إعلامية بسيطة توفي لهم حقوقهم كلاعبين يخوضون مباريات تنس الطاولة بشكل أسبوعي.
واستغرب بندر الزهراني، قائد فريق الاتحاد والمنتخب السعودي لكرة الماء، عدم نقل القناة الرياضية السعودية مباريات الدوري في الفترة الماضية. وقال الزهراني: "اللاعبون ينتظرون أن تنقل القنوات مباراتهم في بطولة الدوري، حيث تبقى مرحلتان على ختام المنافسة، ووصف أحاسيس اللاعب بالسعيدة حين يعلم بأن الكاميرات ستظهر ما يفعله داخل المسطّح المائي".
وأكد الزهراني أن اللعبة ازدهرت بشكل ملفت قبل ثلاث سنوات حين وجد نقل تلفزيوني منتظم، متسائلا عن انحسار وجود الجماهير، التي تعتبر عاملا ضاغطا على إدارات الأندية لتطوير اللعبة.
وشدد الزهراني على ضرورة توفير برامج احترافية لتطوير اللاعب كي تواصل كرة الماء انجازاتها مثل ما نالت الميدالية البرونزية في بطولة العالم الرابعة للجائزة الدولية قبل خمسة شهور.
من جهته، دافع خالد الدوس، نائب مدير القنوات الرياضية السعودية، عن التهم الموجهة خاصة بعد انطلاق قناة كل الألعاب التي تم تدشينها قبل شهر من الآن، مؤكدا أن عدم نقل المباريات للألعاب المختلفة يعود لسببين مهمين، الأول سوء التنسيق بين الاتحادات الرياضية مع إدارة النقل داخل القناة الرياضية السعودية، والسبب الثاني تزامن توقيت لعب المباريات المختلفة في وقت واحد؛ مما يعني صعوبة النقل.
وشدد الدوس أن طلال الجبير مدير قناة الألعاب المختلفة، ونائبه عبدالله العدوان، يحرصون حاليا وبشكل مكثف على نقل جميع المباريات، ولكن بشرط التنسيق قبل أربعة أيام، حتى يتم إرسال عربة النقل إلى الملعب وتجهيز الكاميرات وتكليف المذيعين والمراسلين والمعلقين.
واستغرب الدوس، من إقامة نهائي بطولة كرة السلة أو التنس أو اليد أو الطائرة في نفس التوقيت، مما يعني استحالة نقل المباريات لتزاحمها في وقت واحد، مناشدا أمناء الاتحادات الرياضية بإرسال نسخ من جدول المسابقات التي يرغبون في نقلها تلفزيونيا، مشيرا إلى أن القناة مفتوحة لكل الألعاب في أوقات مختلفة.
وأكد الدوس أنهم يرغبون في عملية نقل منظمة وسلسة، مشيدا في الوقت ذاته باتحادي السلة والطائرة الذين يخاطبون القناة بأوقات كافية ويتم تلبية طلباتهم، واختتم الدوس حديثه بتخصيص برنامج لكل لعبة حتى تشبع القناة رغبات المشاهدين واللاعبين والجمهور المهتم والمتيّم بالألعاب المختلفة.
«السلة» و«اليد» و«الطائرة» و«التنس».. ألعاب جماعية ومنفردة تشكو الأهمال بسبب «كرة القدم»
لاعبون يرجعونها للتجاهل الإعلامي .. ومسؤول حكومي يعزو الواقع لسببين
«السلة» و«اليد» و«الطائرة» و«التنس».. ألعاب جماعية ومنفردة تشكو الأهمال بسبب «كرة القدم»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة