وزيرة الدفاع الألمانية من الأردن: يتعين علينا مواصلة مكافحة «داعش»

رغم التقهقر العسكري لتنظيم داعش، تعتزم ألمانيا مواصلة مشاركتها في مكافحة التنظيم الإرهابي. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين أمس، خلال زيارتها لجنود بلادها في قاعدة «الأزرق» الجوية بالأردن: «سيتعين علينا مواصلة مكافحة داعش»، مؤكدة ضرورة الحيلولة دون توطن «داعش» مجدداً في المناطق التي تمت استعادة السيطرة عليها، مضيفة أن الخلافة الافتراضية لم تُهزم بعد. وأردفت الوزيرة، التي يرافقها وفد من البرلمان الألماني، قائلة: «من الواضح من هذا المنطلق أن المهمة ستستمر، مهمة المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب ومهمة إحلال الاستقرار طويل المدى في المنطقة»، مضيفة أنه ستجرى مواصلة هذه المهام حتى إذا تغيرت سمات التكليفات الخاصة بها على الدوام. وقالت: «من المهم بالنسبة لي أن تؤكد ألمانيا هنا أننا جديرون بالثقة». تجدر الإشارة إلى أن الجيش الألماني يدعم انطلاقاً من قاعدة «الأزرق» في الأردن الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش بـ4 طائرات استطلاع من طراز «تورنادو» وطائرة تزود بالوقود. وكان الجيش الألماني ينفذ طلعاته الاستطلاعية في هذه المهمة من قاعدة «إنجرليك» التركية الجوية في أول الأمر، إلا أنه نقل مهمته إلى الأردن بسبب رفض تركيا المتكرر لزيارة نواب من البرلمان الألماني للجنود الألمان في «إنجرليك». وتباشر القوات الألمانية مهمتها بطائرات «تورنادو» من قاعدة «الأزرق» منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتلتقط طائرات «تورنادو» صوراً استطلاعية لدعم قوات التحالف في قصف مواقع لـ«داعش». وتم دحر تنظيم داعش في سوريا والعراق إلى حد كبير. وعلى هذه الخلفية اتفق التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، في مذكرة نتائج المباحثات الاستطلاعية لتشكيل ائتلاف حاكم في ألمانيا التي نشرت أول من أمس، على إجراء خفض واضح في الحد الأقصى لعدد الجنود الذين يشملهم تفويض مهمة مكافحة «داعش» التي تهدف إلى دعم وتخفيف العبء عن الحلفاء، خصوصاً فرنسا.
ويبلغ الحد الأقصى لتفويض المشاركة الألمانية في المهمة 1200 جندي. وينتشر حالياً في قاعدة الأزرق 320 جندياً. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير يعتزم زيارة الأردن ولبنان نهاية هذا الشهر.
ووصفت أورزولا فون دير لاين، وزيرة الدفاع الألمانية، خطط السياسة الأمنية التي تضمنتها ورقة محادثات تحالف لمستشارة أنجيلا ميركل المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، بأنها تمثل أساساً جيداً للجيش الألماني.
وخلال زيارة لجنود بلادها في الأردن، قالت فون دير لاين، القيادية في حزب ميركل المسيحي الديمقراطي، أمس، إن هذه الخطط تستند إلى الخطة المالية رقم 51 «التي توفر أساساً جيداً لمهام الجيش الألماني». وطالبت فون دير لاين بأن يتم إجراء مفاوضات الميزانية (الخاصة بالدفاع) خلال الدورة التشريعية من عام لآخر بين وزارة المالية والبرلمان، وتابعت أن المهم بالنسبة للقوات الألمانية هو أن يتوافر لها التجهيز والتدريب والدعم بأفضل قدر ممكن. وقالت الوزيرة الألمانية: «سنحتاج إلى نفس طويل حتى يتم ملء الهياكل المجوفة في الجيش على مدار سنوات». يشار إلى أن الورقة التي تفاهم عليها، أول من أمس، حزب ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري والحزب الاشتراكي، في المفاوضات الاستكشافية لتشكيل ائتلاف جديد، تنص على رفع الميزانية المخصصة لنفقات الدفاع والتطوير بمقدار ملياري يورو حتى عام 2021، ولم تتضح بعد النسبة التي سيتم تخصيصها للجيش. وذكرت فون دير لاين أنه كانت هناك حاجة ماسة، بالنسبة إلى القوات، إلى هذه التحولات، وذلك بعد سنوات من عملية تقليص الموازنات.
من جهة أخرى، زارت الوزيرة قاعدة ألمانية في مزار شريف بشمال أفغانستان منتصف الشهر الماضي، حيث اطلعت على الأوضاع وتواصلت مع العسكريين.
تجدر الإشارة إلى أن عدد العسكريين الألمان في أفغانستان يبلغ نحو ألف شخص، وترابط غالبيتهم في مزار شريف. وتشهد أفغانستان في الفترة الأخيرة تردياً للأوضاع الأمنية، حيث يقوم مسلحون بهجمات في مناطق متفرقة من البلاد بشكل يومي تقريباً. وقد تعرض عسكريون ألمان لإطلاق النار بالقرب من مزار شريف الأسبوع الماضي دون وقوع ضحايا في صفوفهم.