أنباء عن ترشح سامي عنان للرئاسة المصرية تثير جدلاً

سامي عنان
سامي عنان
TT

أنباء عن ترشح سامي عنان للرئاسة المصرية تثير جدلاً

سامي عنان
سامي عنان

سادت حالة من الجدل أجواء الانتخابات الرئاسية المصرية، المقرر إجراؤها في مارس (آذار) المقبل، بعد تردد أنباء حول ترشح الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، لخوض هذه الانتخابات.
ورغم تأكيد سامي بلح، أمين عام حزب «مصر العروبة»، أن «الفريق عنان سيخوض الانتخابات، وأن أعضاء الحزب سيبدأون اليوم (السبت) جمع توكيلات تأييد ترشحه»، فإن مصادر مقربة من الفريق نفت ذلك. وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع الفريق عنان أمس، لكن لم يتسنَ لها ذلك.
وأعلنت صفحة منسوبة لعنان على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وحزب «مصر العروبة»، ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، الليلة قبل الماضية.
وقال بلح لـ«رويترز»: «الهيئة العليا للحزب، وكل قيادات الحزب أخذوا قراراً بترشيح الفريق سامي عنان... ‬تم إبلاغ الفريق سامي عنان بالقرار، وليست هناك مشكلة أو أي اعتراض». وينص قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية الذي أقر عام 2014 على ضرورة أن يحصل الراغب في الترشح على تزكية 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب (البرلمان) حتى تقبل أوراق ترشحه، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها.
وقال مراقبون إن «عنان قد يجد صعوبة كبيرة في الحصول على تأييد من البرلمان الذي وقع أكثر من 500 من أعضائه البالغ مجموعهم 596 عضواً على استمارات تزكية لترشيح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة ولاية ثانية». وحتى الآن، لم يعلن الرئيس السيسي، الذي تنتهي فترة رئاسته في يونيو (حزيران) المقبل، موقفه بشأن الترشح للانتخابات التي ستجري على مدى 3 أيام، من 26 إلى 28 مارس المقبل، لكن من المرجح بشكل كبير أنه سوف يخوض الانتخابات، ويفوز بفترة ولاية ثانية.
وتصدر هاشتاغ «سأنتخب السيسي 2018» قائمة الأكثر تداولاً في موقع التغريدات القصيرة «تويتر»، وذلك بعد الإصلاحات الاقتصادية والمشاريع القومية التي قدمها، ودفعت المواطنين لدعمه بصورة واضحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب المغردون: «صوتي لمن أعاد هيبة الدولة على كل الأصعدة العربية والأفريقية والدولية»، «السيسي تصدى للإرهاب والفساد، ونهض بالبلاد ليضعها في مصاف الدول الحديثة، وأعاد للاقتصاد قوته».
وتبدأ الهيئة الوطنية للانتخابات في تلقي طلبات الترشح بدءاً من 20 يناير (كانون الثاني) الحالي، ولمدة 10 أيام، وستعلن قائمة المرشحين النهائية في 20 فبراير (شباط) المقبل. وقال الأمين العام لحزب «مصر العروبة الديمقراطي»، والمتحدث باسم الحزب، إن «الهيئة العليا للحزب وكل قيادات الحزب اتخذوا قراراً بترشيح الفريق سامي عنان، وأنه تم إبلاغ الفريق سامي عنان بالقرار، ولا يوجد أي اعتراض»، لكن مصادر مقربة من عنان نفت ذلك، مؤكدة أنه لن يخوض الانتخابات.
وكان عنان قد أعلن خوضه للانتخابات الرئاسية في 16 فبراير عام 2014، لكنه انسحب منها معللاً قراره بالانسحاب بأنه «إعلاء للمصلحة الوطنية، وبسبب المخاطر التي تحيط بالبلاد».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».