تونس: عجز الميزان التجاري يتجاوز 15 مليار دينار في 2017

مستوى غير مسبوق في تاريخه

TT

تونس: عجز الميزان التجاري يتجاوز 15 مليار دينار في 2017

سجل عجز الميزان التجاري في تونس بنهاية العام الماضي مستوى قياسيا عند 15.5 مليار دينار (نحو 6.2 مليار دولار)، وقال المعهد التونسي للإحصاء (مؤسسة حكومية) إن هذا المستوى غير مسبوق في الميزان التجاري.
وكان عجز الميزان التجاري خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من السنة الماضية وصل إلى 14.3 مليار دينار تونسي.
وتعود هذه الزيادة في العجز في جانب كبير منها إلى ارتفاع العجز التجاري لقطاع الطاقة، الذي يقترب من 25 في المائة من إجمالي العجز بقيمة تتجاوز 4 مليارات دينار تونسي.
وباستبعاد عنصر الطاقة يظهر عجز ميزان التجاري متراجعا بنهاية العام الماضي إلى نحو 11.5 مليار دينار تونسي، بحسب بيانات المعهد التونسي للإحصاء.
وخلال السنة الماضية سجلت الواردات ارتفاعا بنحو 19.2 في المائة، فيما زادت الصادرات بنسبة 17.3 في المائة.
ومن العوامل التي تزيد الضغوط على الميزان التجاري لتونس قدرة بلدان مثل الصين وتركيا على اقتحام أسواق البلاد، خاصة في ظل إبرام تونس اتفاقيات للتبادل التجاري الحر، لكن تونس اتجهت قبل أشهر لتعليق تلك الاتفاقيتين للتبادل التجاري مع البلدين بهدف استرجاع توازن المبادلات التجارية.
وفي السياق ذاته، سجل الميزان التجاري الغذائي خلال السنة الماضية تراجعا طفيفا، حيث بلغ 71 في المائة مقابل 72 في المائة خلال سنة 2016.
ويأتي هذا التراجع رغم الارتفاع في قيمة الواردات الغذائية بنسبة 22.1 في المائة، وخاصة المواد الأساسية التي مثلت نسبة 75 في المائة من قيمة تلك الواردات مقابل 70 في المائة خلال سنة 2016.
وسجلت الصادرات الغذائية نموا بنسبة 20.6 في المائة، لكنها لم تكن كافية لتخفيض مستوى عجز الميزان الغذائي بقوة، والذي بلغ بنهاية العام الماضي نحو 1.3 مليار دينار تونسي ومثل 8.7 في المائة من إجمالي عجز الميزان التجاري.
وشهدت البلاد قبل أيام موجة احتجاجية اعتراضا على إجراءات لتقليص الدعم في ميزانية 2018، لكن ذلك لم يثن الحكومة عن المضي في سياساتها لكبح العجز.
وفي مستهل 2018 اتجهت تونس لرفع أسعار الوقود، لكنها تراجعت عن مخططات سابقة لزيادة أسعار الخبز.



تعاون استراتيجي سعودي أذربيجاني لتعزيز الاقتصاد والطاقة المتجددة

جاء حديث نائب وزير الخارجية الأذربيجاني على هامش مشاركته في «كوب 16» الذي اختتم أعماله مؤخراً بالرياض (الشرق الأوسط)
جاء حديث نائب وزير الخارجية الأذربيجاني على هامش مشاركته في «كوب 16» الذي اختتم أعماله مؤخراً بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

تعاون استراتيجي سعودي أذربيجاني لتعزيز الاقتصاد والطاقة المتجددة

جاء حديث نائب وزير الخارجية الأذربيجاني على هامش مشاركته في «كوب 16» الذي اختتم أعماله مؤخراً بالرياض (الشرق الأوسط)
جاء حديث نائب وزير الخارجية الأذربيجاني على هامش مشاركته في «كوب 16» الذي اختتم أعماله مؤخراً بالرياض (الشرق الأوسط)

أكدت أذربيجان أهمية تطوير شراكتها الاستراتيجية مع السعودية في مختلف المجالات، خاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والطاقة المتجددة، بما يعكس توجه البلدين نحو تعزيز التعاون الإقليمي والدولي.

وشدد يالتشين رفييف، نائب وزير الخارجية الأذربيجاني لشؤون الأمن الدولي والتعاون الاقتصادي، على أن البلدين يواصلان استكشاف فرص جديدة لتوسيع مجالات التعاون المشترك، ولا سيما في قطاع الطاقة المتجددة والمناخ.

وأوضح رفييف، في حديث، لـ«الشرق الأوسط»، خلال مشاركته في مؤتمر المناخ «كوب 16» بالرياض، أن المشاورات الثنائية السنوية بين الرياض وباكو تسهم في تقييم وتطوير العلاقات بين البلدين. وناقش، مع نظيره السعودي وليد الخريجي، ونائب وزير الطاقة ماجد العتيبي، الخطط المشتركة لتعزيز التعاون، بما يشمل تنفيذ مشاريع منسقة بين البلدين.

وأشار رفييف إلى نجاح الشراكة بين أذربيجان والسعودية في مجال الطاقة المتجددة، حيث تقود شركة «أكوا باور» السعودية مشروع تطوير محطة طاقة الرياح البحرية بقدرة 240 ميغاواط في أذربيجان. كما شهد مؤتمر المناخ الأخير توقيع مذكرة تفاهم بين «أكوا باور» و«مصدر» الإماراتية وشركة «سوكار غرين» الأذربيجانية لتطوير مشاريع طاقة الرياح البحرية بقدرة 3.5 غيغاواط في بحر قزوين، وهو المشروع الأول من نوعه في أذربيجان.

وأضاف المسؤول الأذربيجاني أن بلاده أصبحت مركزاً إقليمياً في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى، حيث تعمل بصفتها بوابة لربط دول الخليج بآسيا الوسطى. وأكد أن أذربيجان تسهم بشكل كبير في الأجندة الدولية، من خلال دورها في حركة عدم الانحياز، التي ترأستها لأكثر من أربع سنوات، ودورها الفاعل في تحقيق أهداف تمويل المناخ للدول النامية.

يالتشين رفييف نائب وزير الخارجية الأذربيجاني لشؤون الأمن الدولي والتعاون الاقتصادي

وشدد رفييف، في حديثه، على أن أذربيجان تسعى لتوسيع شراكاتها مع السعودية، معتمدين على موقعها الجيوسياسي وقدراتها في المساهمة بالاقتصاد العالمي، في ظل تصاعد دورها الإقليمي والدولي.

وتابع: «عُقد مؤتمر (كوب29) في باكو، في أذربيجان، وكان منصة مهمة للتواصل بين البلدين لتعزيز المصالح المشتركة». وقال: «نجح المؤتمر بفضل دعم إخوتنا وأخواتنا السعوديين، وانبثق من ذلك تصور جديد للتعاون بين البلدين، وهو قيد الدراسة».

وتابع رفييف: «أذربيجان بوابة لدول الخليج إلى آسيا الوسطى. سنلعب دوراً مهماً في ربط هاتين المنطقتين المهمتين مع بعضهما البعض، حيث تسهم أذربيجان بشكل كبير في الأجندة العالمية، من خلال مساهمتها الأخيرة في المفاوضات المناخية الدولية، التي أسفرت عن جمع هدف مالي جديد بقيمة 300 مليار دولار من الدول المتقدمة للدول النامية».

واستطرد في الحوار حول دور بلاده في المهام الدولية، وقال: «لعبت أذربيجان دورًا مهماً بصفتها رئيساً لحركة عدم الانحياز لأكثر من أربع سنوات. قمنا برئاسة هذه المنظمة التي تضم 121 دولة عضواً، وخلال فترة أربع سنوات ونصف السنة أثبتنا، مرة أخرى، أننا قادرون على لعب دور عالمي».

وزاد: «استطعنا أن نجمع الدول المتقدمة والنامية معاً، بما في ذلك أثناء فترة جائحة (كوفيد-19). وخلال الوباء، حوّلنا التحديات المتعلقة بالجائحة إلى فرص تعاون. أطلقنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان قراراً حَظِي بدعم جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالإجماع. وكل هذا أظهر أن أذربيجان ليست أذربيجان السابقة، إنها الآن أقوى وقائدة إقليمية».