طارق صالح يخض الحوثيين بظهور أول ويتعهد التمسك بوصايا عمه

ابن شقيق الرئيس السابق قدم العزاء لأسرة الزوكا مع شيوخ قبائل

طارق صالح في صورة تداولها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي أمس لدى تقديمه العزاء لأسرة الزوكا في شبوة
طارق صالح في صورة تداولها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي أمس لدى تقديمه العزاء لأسرة الزوكا في شبوة
TT

طارق صالح يخض الحوثيين بظهور أول ويتعهد التمسك بوصايا عمه

طارق صالح في صورة تداولها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي أمس لدى تقديمه العزاء لأسرة الزوكا في شبوة
طارق صالح في صورة تداولها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي أمس لدى تقديمه العزاء لأسرة الزوكا في شبوة

بعد ما يربو على شهر من تضارب الأنباء حول مصيره؛ ظهر العميد طارق محمد صالح قائد حراسة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وابن شقيقه الأكبر، في مقطع فيديو تداوله ناشطون ووسائل إعلامية لتقديم العزاء لأسرة أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا.
وخض ظهور طارق مسعى ميليشيات الحوثي الرامية لـ«حوثنة» حزب المؤتمر الشعبي العام والسيطرة على قراره، ليخلط العميد أوراق الجماعة والقيادات المؤتمرية في صنعاء التي تتهم بأنها «مخطوفة القرار»
ورغم صعوبة الجزم بموعد ومكان الزيارة التي قالت المصادر وتداول الناشطون والمقربون من «المؤتمر» إنها جرت في محافظة شبوة مسقط رأس الزوكا أمس، إلا أنها تعتبر أول مرة يظهر فيها طارق علنيا منذ مقتل عمه في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إذ ذكّر الحوثيين بتعهدات عمه وأنه سائر لتحقيقها، وأن اليمن لن ينسلخ عن عروبته.
وفي مقطع مصور مقتضب تم تداوله عبر تطبيقات التراسل الفوري ذكّر طارق وتعهد - وسط هتافات مرافقيه - بالسير على نهج عمه ورفيقه الزوكا وعدم التفريط في وصايا صالح الأخيرة، في إشارة إلى ما تضمنه آخر خطاب له قبل مقتله.
وكان صالح دعا في الخطاب إلى مواجهة الحوثيين عسكريا وفض الشراكة معهم، وأبدى استعداده للحوار مع دول التحالف لإنهاء الحرب وفتح صفحة جديدة.
وأظهرت الصور ابن شقيق صالح وذراعه العسكري في حالة جيدة وسط أقارب الزوكا الذي لقي نفس مصير صالح بعد اقتحام الميليشيات الحوثية لمنزل الأخير وتصفيته مع العشرات من أعوانه وحراساته.
وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن موكب طارق صالح وصل إلى مدينة عتق في محافظة شبوة.
ومنذ مقتل صالح كانت الأنباء تضاربت حول مصير قائد حراسته، وللوهلة الأولى نعاه أقاربه رسميا مع قيادات في حزب «المؤتمر» قبل أن تتوارد الأنباء بعد أيام بأنه استطاع النجاة من قبضة الحوثيين ووصل إلى مكان آمن، ورجحت المصادر وقتها أنه لجأ إلى إحدى المناطق القبلية الواقعة غرب محافظة مأرب في حماية زعيم قبلي بارز من الموالين لعمه.
وذهبت مصادر أخرى إلى أنه غادر مأرب إلى دولة الإمارات العربية لتلقي العلاج، وزعمت مصادر غيرها أنه غادر إلى سلطنة عمان، وتحدثت وسائل إعلام محلية عن روايات مغايرة قالت إنه استقر به المقام في عدن بعد إفلاته من الحوثيين.
وكانت الميليشيات الحوثية عممت صورا له مع قادة آخرين على نقاط التفتيش التابعة لها باعتباره الشخص الأول المطلوب للجماعة من العسكريين لجهة مسؤوليته عن قيادة الانتفاضة المسلحة التي كان دعا إليها الرئيس السابق في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) الماضي والتي انتهت على نحو مأساوي بمقتله والتنكيل بأقاربه والمئات من أعضاء حزبه.
ولم يكشف حتى الآن عن الطريقة الفعلية التي نجا بها طارق صالح من صنعاء، إلا أن مصادر عسكرية قريبة تقول إنه خرج من منزل عمه الواقع في منطقة حدة جوار مركز الكميم التجاري بعد إصابته وإثر انهيار النسق الأول من حراسة المنزل أمام القصف الحوثي، على متن سيارة مدرعة مع مجموعة من مرافقيه العسكريين الذين تولوا مهاجمة نقاط التفتيش الحوثية المحاصرة للمنطقة.
وتزعم هذه الرواية أن قريب صالح الذي كان مصدر قلق وخوف للحوثيين تخلص في أحد أحياء صنعاء من السيارة المدرعة واتبع طرقا للتخفي والتمويه حتى وصل منزلاً متواضعا في أطراف العاصمة من جهة الجنوب، يملكه أحد الجنود الموالين له، حيث مكث فيه يومين على الأقل قبل أن يجري اتصالاته مع أطراف قبلية استطاعت إخراجه إلى منطقة «خولان» جنوب شرقي صنعاء.
وتقول المصادر إن قريب صالح حظي بتسهيلات وحماية من الشيخ محمد الغادر وهو أحد أبرز زعماء قبلية خولان، قبل أن يسلك طرقا جبلية وعرة مشيا على الأقدام لبضعة أيام، تحاشيا لنقاط الحوثيين المنتشرة على الطرق الرئيسية إلى مأرب، وصولاُ إلى مأمنه في منطقة صرواح.
وكشف شقيقه يحيى صالح الموجود خارج اليمن قبل أيام على صفحته في «فيسبوك» أن طارق يخضع للعناية الطبية في مكان آمن مؤكدا أنه تعرض لإصابات ثلاث في الصدر والبطن والساق جراء شظايا قذيفة حوثية، لكنه لم يكشف عن المكان الموجود فيه.
وقالت المصادر إن وفدا من كبار زعماء القبائل في مأرب كانوا رفقة طارق صالح لتقديم العزاء، من أبرزهم الشيخ علي بن سعيد معيلي، والشيخ ذياب بن معيلي - وزير النفط السابق في حكومة الانقلاب غير المعترف بها - والشيخ منصور الصيادي والشيخ سيف بن حمد بن عقار والشيخ الحمدي بن طعيمان والشيخ حسن بن ناصر بن عوشان والشيخ علي صالح العرادة والشيخ صالح بن جابر الشبواني والشيخ أحمد مبارك بن طعيمان والشيخ علي بن مبارك بن جردان والشيخ دارس بن عبد الله.
وكان طارق صالح إبان حكم عمه صالح للبلاد قائدا للحرس الرئاسي على رأس ثلاثة ألوية تعد من أقوى ألوية الحرس الجمهوري عتادا وتدريبا، وبعد خروج عمه من السلطة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 بموجب «المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية» وتولي الرئيس عبد ربه منصور هادي سدة الحكم أقاله الأخير من الحرس الرئاسي وعينه قائدا لأحد الألوية في محافظة حضرموت إلا أنه لم يقبل بالمنصب وفضل البقاء جوار عمه صالح قائدا لحراسته.
ويرى مراقبون أن ظهور نجل شقيق صالح في شبوة لعزاء آل الزوكا مؤشر على أنه سيبدأ في لملمة صفوف العسكريين الموالين له تمهيدا للانخراط في المعارك التي تقودها الحكومة الشرعية وقوات التحالف ضد الجماعة، في سياق الانتقام لدم عمه المسفوك ومن قتل معه من أنصاره المدنيين والعسكريين.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.