المغرب يصادق على اتفاقيات استثمار بقيمة 3.3 مليار دولار

TT

المغرب يصادق على اتفاقيات استثمار بقيمة 3.3 مليار دولار

أعلن حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار المغربي عن مصادقة اللجنة الوطنية للاستثمارات خلال اجتماعها أمس على 48 اتفاقية استثمار بقيمة 32.32 مليار درهم (3.3 مليار دولار). وأضاف أن الصناعة استأثرت بحصة 59 في المائة من هذه الاستثمارات، يليها قطاع تحلية مياه البحر بحصة 11 في المائة، ثم قطاع النقل والبنيات الأساسية بحصة 10 في المائة.
وعلى مستوى التوزيع الجهوي، أبرز العلمي أن منطقة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية، استأثرت بحصة 53 في المائة من هذه الاستثمارات، متبوعة بمنطقة الدار البيضاء بحصة 29 في المائة، ثم الرباط بحصة 10 في المائة، فمراكش بحصة 8 في المائة.
وأوضح العلمي خلال لقاء صحافي عقده عقب اجتماع اللجنة الوطنية للاستثمار، الذي جرى تحت رئاسة سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، أن هذا التوزيع يعكس التوجهات الاستراتيجية الجديدة للحكومة في مجال الاستثمار. وأوضح أن المجهود الحكومي في مجال دعم الاستثمار أصبح موجها لإعطاء الأولوية للاستثمارات المدرة لفرص العمل، والموجهة للتصدير، والهادفة إلى زيادة القيمة المضافة المنتجة داخليا، التي تخدم سياسة التصنيع والاندماج الصناعي، إضافة إلى عنصر التوزيع الجهوي للاستثمارات، والسعي لتوجيهها نحو المناطق الأكثر حاجة بدل تركيزها في المناطق التي تتوفر فيها التسهيلات كافة كالدار البيضاء.
وحول مصدر الاستثمارات، أشار العلمي إلى أن 85 في المائة من هذه الاستثمارات مغربية المصدر، فيما تعود حصة 2 في المائة من هذه الاستثمارات إلى الإمارات العربية، وحصة 1 في المائة إلى السعودية، والباقي لشركاء دوليين خصوصا إسبانيا وفرنسا وبريطانيا.
وأشار العلمي إلى أن هذه المشروعات، التي تمت المصادقة عليها في إطار دعم الحكومة للاستثمارات، ستتمخض عن خلق 6190 عملا مباشرا ونحو 14 ألف عمل غير مباشر.
وأوضح أن المشروعات التي تمت المصادقة عليها جاءت نتيجة مفاوضات بين الهيئة الحكومية المكلفة الاستثمار في إطار تنفيذ الاستراتيجيات التنموية للمغرب. وقال: «لكي ندعم الاستثمار يجب أن تلتقي مصالحنا. فالمستثمر لا يأتي للمغرب حبا في عيوننا وإنما لأن لديه مصالح، ونحن لا ندعم إلا الاستثمارات التي تخدم مصالحنا وأهدافنا، خاصة التشغيل والتصدير وخلق الثروة محليا والتوزيع بين الجهات».
وفي كلمة خلال افتتاح أشغال اللجنة الوطنية للاستثمار، نوه رئيس الحكومة، بأهمية المشروعات الاستثمارية المعروضة على اللجنة وتنوعها، مشيرا إلى أن هذا المعطى يؤشر مرة أخرى على استمرار ثقة المستثمرين المغاربة والأجانب في الاقتصاد الوطني.
وأكد العثماني أحقية تحسن ترتيب المغرب في التقرير السنوي للبنك الدولي حول ممارسة الأعمال (دوينغ بيزنيس) الصادر في أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، الذي منح المغرب المرتبة 69 عالميا من بين 190 دولة، مما يشجع على مواصلة الجهود لتمكين المغرب من تحقيق هدف ولوج دائرة الاقتصادات الخمسين الأوائل عالميا في هذا التقرير في أفق سنة 2021. وأشار إلى أن اجتماع هذه اللجنة ينعقد في سياق خاص يتميز بالدينامية الجديدة التي دشنها العاهل المغربي الملك محمد السادس في مجال دعم الاستثمار بالمغرب، من خلال إطلاق ورشات إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار، وتأهيلها للقيام بمهامها في تحفيز الاستثمار والنهوض بالتنمية، واستغلال الإمكانات الاستثمارية الكبيرة التي يتيحها الاقتصاد الوطني، ومواكبة التطور الذي يعرفه المغرب.
وأوضح العثماني أنه تنفيذا للتعليمات الملكية، تم تشكيل لجنة ستعكف على إعداد تصور شامل لإصلاح المراكز الجهوية للاستثمار يقوم على منح هذه المراكز دورا أكثر ديناميكية في تشجيع الاستثمار ويعزز أدوارها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى الجهوي، بما ينسجم مع أهداف الجهوية المتقدمة، مضيفا أنه سيتم رفع تقرير حول هذا التصور إلى نظر العاهل المغربي داخل الأجل المحدد.
كما استعرض العثماني مجموعة من الإجراءات التي تروم تحفيز الاستثمار التي عملت الحكومة على تنزيلها، مشيرا على الخصوص إلى إحداث الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، وإحداث وكالة التنمية الرقمية، وانطلاق عملهما.
وأوضح العثماني في السياق ذاته أنه يتم حاليا وضع اللمسات الأخيرة على الإطار القانوني والتقني لنظام إحداث المقاولة عبر الخط، الذي سيمكن من تبسيط المساطر، وتحسين آجال الخدمة وتبادل المعلومات بين الإدارات المعنية بشكل سهل ورقمي.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.