أبو الغيط يحدد المخاطر التي تهدد أمن المنطقة العربية

TT

أبو الغيط يحدد المخاطر التي تهدد أمن المنطقة العربية

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن المنطقة «ما زالت تتعافى من حالة الاضطراب غير المسبوقة التي ضربتها سنة 2011»، واصفاً ما حدث بأنه «انهيار مفاجئ ومروع لمنظومات سياسية وأمنية كانت مستقرة ومسيطرة».
وشدد أبو الغيط، خلال كلمة ألقاها أمس في كلية الدفاع الوطني بسلطنة عمان على أن «أمن المنطقة العربية سلسلة واحدة متصلة الحلقات، واستهداف الصواريخ الحوثية المصنعة إيرانياً أمر خطير، يُشكل تهديداً للدول العربية جميعها، وليس فقط للمملكة العربية السعودية، وكذلك قضية القدس، بكل ما تمثله، لا تخص الفلسطينيين وحدهم، كما أن تعرض مصر بما يمثله عدد سكانها (ربع العرب) لخطر يتهدد أمنها المائي، يُعد تهديداً للأمن القومي العربي، وخصماً للقوة العربية الشاملة».
ودعا أبو الغيط إلى «النظر للتهديدات من منظور شامل، ومن زاوية تتسع لتشمل المنطقة الممتدة من مسقط إلى الدار البيضاء»، لافتاً إلى معاناة المنطقة من «حالة فراغ هائل في السلطة داخل مناطق شاسعة يقطنها الملايين من البشر، خاصة في كل من ليبيا وسوريا، حيث تم توظيف هذا الفراغ واستغلاله لصالح التنظيمات الإرهابية، مثل (داعش) حتى وصلت إلى مناطق في المغرب العربي».
وأوضح الأمين العام للجامعة العربية أن «حالة الفراغ في المشرق العربي غذت أطماع إيران، فوجدت لنفسها موطئ قدم وسط الفوضى السائدة، ووضوح الفراغ الاستراتيجي جعل المنطقة عرضة للتدخلات الإقليمية من جانب، وفريسة للجماعات الإرهابية من جانب آخر».
كما أكد أبو الغيط أن «الأحداث أثبتت أن ما يجري في ليبيا ليس بعيداً عما يجري في سوريا، والفوضى في اليمن ليست بعيدة عن التطورات في بيروت... الخطر واحد والهم مشترك، ولذلك علينا أن نحول هذا الإدراك إلى واقع ملموس يسمح للعرب بأن يتحركوا ككتلة مؤثرة، لها وزنها وثقلها وكلمتها المسموعة»، مشددا على أنه «لا سبيل لمواجهة هذه التدخلات أو التصدي لتلك الجماعات إلا بمعالجة السبب الأول والعلة الأصلية التي أدت لانتشارها، وهي إضعاف الدول الوطنية وتآكل سيطرتها على بعض ترابها الوطني». وأبرز أبو الغيط أن «الخطوة الأولى نحو نظام أمني عربي هي أن تدرك كل دولة أن المخاطر التي تتهدد جيرانها وأخواتها من الدول العربية هو تهديد لأمنها، والمعنى الأبسط لأي منظومة تقوم على الأمن الجماعي».
كما أبدى أبو الغيط تفاؤله بـ«تحسن الأوضاع، رغم خطورة التهديدات التي تواجه المنطقة العربية»، موضحاً أن قدرة المنطقة العربية على حشد جميع مواردها وجهودها لمواجهة التهديدات والتصدي لها «ما زالت جد محدودة، ما يستوجب تفعيل النظام الأمني العربي، والعمل على معالجة الخلافات العربية العربية، الذي ما زال حلماً مؤجلاً، رغم أن الحاجة تشتد إلى ذلك اليوم أكثر من أي وقت مضى».


مقالات ذات صلة

هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

تحليل إخباري مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط) play-circle 02:28

هل يشغل الشرع مقعد سوريا في الجامعة العربية؟

تزامناً مع الاستعداد لزيارة وفد من جامعة الدول العربية إلى دمشق، أثيرت تساؤلات بشأن ما إذا كان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع سيشغل مقعد بلاده بالجامعة

فتحية الدخاخني (القاهرة)
خاص مقر جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)

خاص الجامعة العربية لـ«زيارة استكشافية» لسوريا الجديدة

وسط تحركات دبلوماسية متواصلة و«انفتاح» عربي على سوريا الجديدة، تتجه جامعة الدول العربية نحو إيفاد مبعوث خاص إلى دمشق بهدف «استكشاف الأوضاع وعقد لقاءات».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
الخليج شعار الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب (واس)

«مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب» يعقد اجتماعه الأول في الرياض... الاثنين

تستضيف السعودية، ممثلة بالهيئة الوطنية للأمن السيبراني، الاثنين، الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، بحضور المسؤولين المعنيين بمجال الأمن…

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي الجامعة العربية تُحذر من تدهور سريع للوضع الإنساني في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

الجامعة العربية تُحذر من تفاقم «المجاعة المروعة» في غزة

حذرت جامعة الدول العربية، الأحد، من تفاقم «المجاعة المروعة» و«الكارثة الإنسانية» في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي إردوغان متحدثاً عن التطورات في سوريا في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

إردوغان: دمشق هدف فصائل المعارضة ونأمل استكمال مسيرتها دون مشكلات

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إدلب وحماة وحمص أصبحت بيد فصائل المعارضة السورية، وإن هدف المعارضة بالطبع هو دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
TT

السيطرة على حريق في خط بترول شمال القاهرة

حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)
حريق في خط ناقل لمنتجات البترول بمصر (محافظة القليوبية)

سيطرت قوات الحماية المدنية المصرية على حريق في خط «ناقل لمنتجات البترول»، بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، الثلاثاء، فيما أعلنت وزارة البترول اتخاذ إجراءات احترازية، من بينها أعمال التبريد في موقع الحريق، لمنع نشوبه مرة أخرى.

وأسفر الحريق عن وفاة شخص وإصابة 8 آخرين نُقلوا إلى مستشفى «السلام» لتلقي العلاج، حسب إفادة من محافظة القليوبية.

واندلع الحريق في خط نقل «بوتاجاز» في منطقة (مسطرد - الهايكستب) بمحافظة القليوبية، فجر الثلاثاء، إثر تعرض الخط للكسر، نتيجة اصطدام من «لودر» تابع للأهالي، كان يعمل ليلاً دون تصريح مسبق، مما تسبب في اشتعال الخط، حسب إفادة لوزارة البترول المصرية.

جهود السيطرة على الحريق (محافظة القليوبية)

وأوضحت وزارة البترول المصرية أن الخط الذي تعرض للكسر والحريق، «ناقل لمُنتَج البوتاجاز وليس الغاز الطبيعي».

وأعلنت محافظة القليوبية السيطرة على حريق خط البترول، بعد جهود من قوات الحماية المدنية وخبراء شركة أنابيب البترول، وأشارت في إفادة لها، الثلاثاء، إلى أن إجراءات التعامل مع الحريق تضمنت «إغلاق المحابس العمومية لخط البترول، وتبريد المنطقة المحيطة بالحريق، بواسطة 5 سيارات إطفاء».

وحسب بيان محافظة القليوبية، أدى الحريق إلى احتراق 4 سيارات نقل ثقيل ولودرين.

وأشارت وزارة البترول في بيانها إلى «اتخاذ إجراءات الطوارئ، للتعامل مع الحريق»، والتي شملت «عزل الخط عن صمامات التغذية، مع تصفية منتج البوتاجاز من الخط الذي تعرض للكسر، بعد استقدام وسائل مخصصة لذلك متمثِّلة في سيارة النيتروجين»، إلى جانب «الدفع بفرق ومعدات إصلاح الخط مرة أخرى».

ووفَّرت وزارة البترول المصرية مصدراً بديلاً لإمدادات البوتاجاز إلى محافظة القاهرة من خلال خط «السويس - القطامية»، وأكدت «استقرار تدفق منتجات البوتاجاز إلى مناطق التوزيع والاستهلاك في القاهرة دون ورود أي شكاوى».

وتفقد وزير البترول المصري كريم بدوي، موقع حريق خط نقل «البوتاجاز»، صباح الثلاثاء، لمتابعة إجراءات الطوارئ الخاصة بـ«عزل الخط»، وأعمال الإصلاح واحتواء آثار الحريق، إلى جانب «إجراءات توفير إمدادات منتج البوتاجاز عبر خطوط الشبكة القومية»، حسب إفادة لوزارة البترول.

تأتي الحادثة بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية القبض على تشكيل عصابي من 4 أفراد قاموا بسرقة مواد بترولية من خطوط أنابيب البترول، بالظهير الصحراوي شرق القاهرة. وقالت في إفادة لها مساء الاثنين، إن «إجمالي المضبوطات بلغ 3 أطنان من المواد البترولية، و25 ألف لتر سولار».