صحيفة إسبانية: محمد صلاح في طريقه لريـال مدريد

كشفت صحيفة «أ س» الإسبانية أمس الأربعاء أن نادي ريـال مدريد يسعى إلى ضم اللاعب المصري محمد صلاح، الذي وصفته الصحيفة بأنه من أفضل لاعبي العالم في الوقت الراهن. وقالت الصحيفة إن ريـال مدريد يحتاج إلى تصحيح مساره بشكل يسمح له باستعادة الثقة في نفسه استعدادا لمواجهته المرتقبة مع باريس سان جيرمان الفرنسي الشهر المقبل في بطولة دوري أبطال أوروبا وأن ذلك قد يكون من خلال عقد صفقات شراء لاعبين جدد، على رأسهم نجم المنتخب المصري وليفربول الإنجليزي.
ورغم رفض الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريـال مدريد، دعم فريقه بلاعبين جدد في سوق الانتقالات الشتوية، تتحدث تقارير الصحف الأوروبية عن أن صلاح هو أحد أهداف النادي الملكي. وذكرت شبكة «سكاي سبورت» الإيطالية التلفزيونية أن ريـال مدريد لا يحتاج إلى صلاح كلاعب موهوب وحسب، بل إنه يسعى إلى التعاقد معه هذا الشهر من أجل الرد على تعاقد غريمه التاريخي برشلونة مع نجم الوسط البرازيلي، فليبي كوتينيو.
وقالت «أ س» أنه بما أن كرة القدم لا تعرف المستحيل، فإن صفقة صلاح قد تتم إذا لم يصر ليفربول على تعقيد الأمور بعدما فقد واحدا من أهم نجومه، مما أفقده لقوة كبيرة كان يحتاجها في صراعه على لقب دوري أبطال أوروبا. هذا بالإضافة إلى أن صلاح لن يتمكن من المشاركة مع ريـال مدريد في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أنه في هذا الوقت لم تعد سرا رغبة ريـال مدريد في ضم صلاح، أحد أفضل اللاعبين في العالم في الوقت الراهن. وبعد أن سجل 23 هدفا في 29 مباراة وصنع ثمانية أهداف أخرى، أصبح المهاجم المصري (25 عاما) ثاني هدافي بطولة الدوري الإنجليزي هذا الموسم خلف هاري كين، مهاجم توتنهام.
وأحرز محمد صلاح هداف فريق ليفربول جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم لشهر ديسمبر (كانون الأول). وتصدر صلاح استفتاء رابطة اللاعبين المحترفين لجائزة أفضل لاعب في الشهر الماضي وتوج بالجائزة للشهر الثاني على التوالي. وتفوق صلاح على البرازيلي فيليب كوتينيو والإنجليزي هاري كين والبلجيكي لاعب مانشستر سيتي كيفن دي بروين والأرجنتيني لاعب مانشستر سيتي نيكولاس أوتامندي وجوردان بيكفورد حارس مرمى إيفرتون. وحصل صلاح على 50 في المائة من الأصوات بعد أن سجل ستة أهداف وصنع أربعة أهداف خلال 8 مباريات بالدوري الإنجليزي.
وتوج صلاح قبل أيام قليلة بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا لعام 2017، متفوقًا على زميله ساديو ماني، وبيير أوباميانغ مهاجم بوروسيا دورتموند. وفي ثلاثة أعوام، تحول صلاح من لاعب يخوض تجربة غير مشجعة في الدوري الإنجليزي لكرة القدم باستغناء تشيلسي عنه، إلى متوج بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2017. في تجربته الأولى في الدوري الممتاز، حيث التنافس على أشده بين لاعبين سريعين وذوي مهارة عالية، لم يجد صلاح (25 عاما) موطئ قدم له في النادي اللندني.
في مطلع 2014، انضم صلاح الذي نشأ في نادي «المقاولون العرب» المصري، إلى تشيلسي قادما من بازل السويسري الذي دافع عن ألوانه منذ صيف 2012. لم يجد اللاعب المتوسط القامة (1.75 م) مكانه وسط كبار اللعبة الإنجليزية، لينتقل معارا إلى فيورنتينا وروما الإيطاليين، وينضم بشكل نهائي إلى الأخير عام 2016.
لم يحتج صلاح إلى أكثر من عام ليثبت نفسه ويبدأ بإثارة اهتمام الأندية الكبيرة. خلال موسمين مع نادي العاصمة الإيطالية (بين معار ولاعب منضم بشكل نهائي)، سجل 29 هدفا وصنع 17 تمريرة حاسمة. وفي صيف 2017، بات أغلى لاعب عربي في تاريخ كرة القدم، بانضمامه إلى ليفربول مقابل 39 مليون جنيه إسترليني. لم يطل الأمر به ليثبت علو كعبه، ونمو موهبته الكروية وقدرته على التأقلم في بطولة صعبة، مظهرا قدرته على اختراق الخطوط الدفاعية والوصول إلى الشباك.
لم يكتف بالأداء اللافت على صعيد الأندية، فدوره الحاسم ساهم في عودة المنتخب المصري لاحتلال موقعه التاريخي بين كبار القارة الأفريقية، بداية في مطلع عام 2017 ببلوغ نهائي كأس الأمم الأفريقية قبل الخسارة أمام الكاميرون، والأهم بعد أشهر، بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1990.
مع جائزة أفضل لاعب أفريقي، أتم صلاح «هاتريك» جوائز شمل جائزة أفضل لاعب أفريقي من هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، وجائزة أفضل لاعب عربي من الاتحاد العربي للصحافة الرياضية. وانهالت الإشادات على صلاح من لاعبين حاليين وسابقين، بينهم النجم السابق لليفربول غاري ماكاليستر الذي يرى أن المصري موهوب «ويعمل بلا كلل لصالح فريقه، وهو لاعب جماعي إلى حد كبير».
يضيف: «يبذل كل جهد من أجل شعار الفريق وهذا ما يبهرني. هو أيضا قادر على تسجيل الأهداف من كل مكان على أرض الملعب».
وعنه يقول أيضا النجم السابق إيان راش: «محمد مذهل فعلا، ومنح ليفربول بعدا مختلفا نظرا لسرعته وقدرته على تجاوز المدافعين». يضيف: «قبل قدوم صلاح، كان منافسو ليفربول سعداء لمعرفتهم أن أي لاعب لن يكون قادرا (بسرعته) على تخطيهم». وعلى عكس غالبية اللاعبين المصريين الذين يخوضون تجارب في أوروبا، لم يمر صلاح بـ«معقلي» كرة القدم المحلية، أي الأهلي والزمالك، بل انتقل من نادي المقاولين العرب إلى بازل، في أعقاب توقف الدوري المصري على إثر «مذبحة بور سعيد» عام 2012.
على الصعيد الدولي، شارك مع منتخب بلاده لما دون 20 عاما وما دون 23 عاما، وصولا إلى المنتخب الأول الذي كان أفضل مسجل له في تصفيات كأس العالم مع خمسة أهداف، بينها هدفان في المباراة الحاسمة ضد الكونغو (2 - 1)، والتي ضمن المنتخب بنتيجتها التأهل.
لدى تسلمه الجائزة في الحفل السنوي للاتحاد الأفريقي الخميس في العاصمة الغانية أكرا، بدا صلاح متأثرا، على رغم أن الترجيحات كانت تميل لصالحه بشكل كبير، على حساب منافسيه زميله في ليفربول السنغالي ساديو مانيه، والغابوني بيار - إيمريك أوباميانغ لاعب بوروسيا دورتموند الألماني، أفضل لاعب أفريقي 2015. وقال اللاعب المصري: «الفوز بالجائزة حلم يتحقق». وأضاف: «2017 كان عاما لا يصدق بالنسبة إلي. صعب جدا أن أشرح (شعور) التأهل إلى كأس العالم بعد 28 عاما».