الصومال: اقتتال حول إقليم متنازع عليه... وتفجير لـ«الشباب» في مقديشو

TT

الصومال: اقتتال حول إقليم متنازع عليه... وتفجير لـ«الشباب» في مقديشو

فيما شهدت العاصمة الصومالية مقديشو تفجيراً يُشتبه في أن «حركة الشباب» المتشددة تقف وراء، دعت الحكومة الصومالية، أمس، إلى وقف فوري غير مشروط للاشتباكات العنيفة التي تجددت بين قوات تابعة لإقليم «بونت لاند» في شمال شرقي البلاد، وقوات تابعة لإقليم أرض الصومال الانفصالي، حول إقليم سول المتنازع عليه.
ودعت الحكومة التي يرأسها حسن علي خيري، في بيان وزعته وزارة الإعلام الصومالية، الطرفين المتقاتلين والمسؤولين المحليين وشيوخ العشائر إلى وقف القتال سريعاً، والعمل في المقابل على «تحقيق الاستقرار ودمج الشعب من أجل استعادة السلام في المنطقة»، مطالبة بالتوصل إلى هدنة بين الأطراف المتحاربة والجلوس حول طاولة المفاوضات.
وكانت قوات عسكرية تابعة لإقليم أرض الصومال قد استولت الاثنين الماضي على بلدة تقع تحت مسلطة «بونت لاند»، عقب ما وصفه سكان محليون بـ«معركة ضارية»، وذلك عقب ساعات فقط من وصول الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو في زيارته الأولى لإقليم «بونت لاند» منذ انتخابه في فبراير (شباط) الماضي.
وقالت مصادر محلية إن معارك كثيفة وشرسة دارت بالأسلحة الثقيلة بين قوات الطرفين في بلدة تاكاراك، على بعد 90 كيلومتراً من جاروي العاصمة الإدارية لـ«بونت لاند».
وهدد عبد الولي غاس، حاكم إقليم «بونت لاند» بالرد على الهجوم الذي شنته قوات أرض الصومال على المنطقة، واعتبره بمثابة عرقلة لمسيرة السلام في البلاد. كما اتهم غاس في تصريحات له أمس، أرض الصومال بإيواء ودعم متطرفين من ميليشيات «الشباب» وتنظيم داعش، وحث سكان ولايته على الاستعداد للدفاع عن الإقليم.
ويتنازع إقليم «بونت لاند» مع جمهورية أرض الصومال المعلنة من طرف واحد، للسيطرة على منطقتي سول وساناغ منذ سنوات، علما بأن «بونت لاند» كان قد هدد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي باستخدام القوة لمنع إجراء انتخابات تابعة لأرض الصومال في سول خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت أخيراً وفاز فيها موسى بهي عبدي مرشح حزب «كولميي» الحاكم. ويتمتع إقليم «بونت لاند» في شمال شرقي الصومال، بحكم ذاتي ودعم من الحكومة المركزية في الصومال، على عكس جمهورية أرض الصومال التي تنعم بهدوء نسبي وتقع في الطرف الشمالي من شرق أفريقيا على خليج عدن، وكانت قد أعلنت انفصالها عن الصومال بعد إطاحة ظام محمد سياد بري عام 1991، وانزلق الصومال منذ هذا التاريخ إلى أتون الفوضى، حيث شهدت البلاد أعمال عنف على مدى عقدين على أيدي قادة الفصائل في البداية ثم على أيدي المتشددين بينما انشقت منطقتان في شرق الصومال وهما بونت لاند وأرض الصومال.
إلى ذلك، أصيب شخصان في انفجار على جانب الطريق بمنطقة هودان في مقديشو في وقت مبكر، في أحدث هجوم مُشتبه به لـ«حركة الشباب». وقالت الشرطة وشهود إن الانفجار استهدف مركبة تقل جنوداً صوماليين قرب الطريق الصناعي في مقديشو، بينما نقلت وكالة شينخوا الصينية عن مسؤول في الشرطة أن مصابين نُقلا إلى المستشفى لتلقي العلاج وأحدهما جروحه خطيرة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.