مقتل شخصين في معبر «رأس جدير» الحدودي بعد نزاع مسلح بين فصائل ليبية

TT

مقتل شخصين في معبر «رأس جدير» الحدودي بعد نزاع مسلح بين فصائل ليبية

قُتل شخصان وأُصيب 3 آخرون على الأقل، في اشتباكات مسلحة، صباح أمس، بمحيط معبر رأس جدير، الواقع على الحدود الليبية - التونسية، بين قوات يقودها اللواء أسامة جويلي، آمر المنطقة العسكرية الغربية التابعة للمجلس الرئاسي، وأخرى من زوارة (160 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس) بمنطقة أبو كماش القريبة من الحدود، ترفض تسليمه.
وجاءت الاشتباكات بعد يوم واحد من إطلاق الجويلي عملية عسكرية قال إنها «تهدف إلى بسط الأمن، ومكافحة الجريمة على كامل المنطقة الغربية»، في وقت قال فيه مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط» إن العملية «استهدفت معبر رأس جدير في المقام الأول، بهدف الحد من عمليات تهريب المواد الغذائية والبترولية المدعومة في البلاد إلى مدن تونسية متاخمة لليبيا»، مشيراً إلى أن «القوة التي تسيطر على المعبر تدّعي أنها تابعة للمجلس الرئاسي، لكنها أشبه بالحليف، ويغلب عليها الطابع الجهوي، وأغلبها من أمازيغ زوارة».
وعقب اندلاع الأزمة، أوضح المكتب الإعلامي للمعبر، في بيان نشره عبر صفحته على «فيسبوك»، أن «اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وقعت فجر أمس، في محيط المعبر بين قوات تابعة للجويلي، التي حاولت السيطرة على المعبر، وعناصر من مدينة زوارة تتحكم في إدارته، مضيفة أنه «تم منع جميع المسافرين من دخول تونس في بداية الأمر، لكن تم فتح المعبر فيما بعد وسط هدوء حذر».
واستنكرت مديرية أمن زوارة هجوم مَن وصفتهم بـ«المجموعات المسلحة» التابعة لآمر المنطقة الغربية، على «مركز شرطة بمنطقة أبو كماش وبوابتها» غرب المدينة. وقالت في بيان، أمس، إن «المجموعة المهاجمة دهست سيارات الشرطة بالمنطقة»، محمِّلةً وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني المسؤولية.
ويبعد المعبر بنحو 32 كيلومتراً عن مدينة بن قردان التونسية، و600 كيلومتر عن تونس العاصمة، بينما يبعد بنحو 60 كيلومترا عن مدينة زوارة، و170 كيلومتراً عن العاصمة طرابلس، ويعد أحد أهم الشرايين الاقتصادية المهمة بغرب ليبيا، ويلعب دوراً مهماً في نقل البضائع والمواد الغذائية.
ونقلت قنوات تلفزيونية محلية عن إذاعة تونسية خاصة أن عدداً من العاملين في جمرك المعبر من الجانب التونسي لاذوا بالفرار من ضربات المدفعية الثقيلة، بينما لفت المصدر السياسي، الذي تحفّظ على نشر اسمه، إلى أنه «تم الاتفاق في السابق على إسناد مهمة تأمين المعبر وإدارته بشكل كلّي إلى المجلس الرئاسي، ولكن فور توجه قوات المنطقة العسكرية الغربية لتسلمه رفض بعض العسكريين التابعين لمنطقة زوارة تسليمه، فاندلعت اشتباكات، دامت مدة ساعة استُخدمت فيها الدبابات والمدفعية الثقيلة».
وأُغلق المعبر مرات عدة قبل ذلك، كما شهد أيضاً اشتباكات مماثلة. وفي بداية العام الماضي أُبرم اتفاق ثنائي بين الجانبين، الليبي والتونسي، لإعادة فتحه، وتضمن «منع المتاجرة بالمحروقات في الاتجاهين، والتزام الجانب الليبي بحلحلة جميع الإشكاليات التقنية واللوجيستية التي تعرقل استعادة المعبر نشاطه».
في غضون ذلك، أعلن مصرف ليبيا المركزي في طرابلس عن ارتفاع إجمالي الإيرادات النفطية من النقد الأجنبي إلى 14 مليار دولار في العام الماضي، مقابل 4.8 مليار دولار في 2016. مشيراً إلى أن نفقات بند المرتبات بلغت نحو 20.3 مليار دينار ليبي، و6 مليارات دينار للدعم من إجمالي الإنفاق العام البالغ 32.7 مليار دولار.
وأضاف المصرف المركزي في بيان وزعه، مساء أول من أمس، أن عجز الميزانية انخفض بنسبة 48% عن العام الماضي، مسجلاً 10.6 مليارات دينار في عام 2017، مقابل 20.3 مليار دينار في 2016.
وأشار المصرف المركزي، الذي يسيطر على عائدات النفط في البلاد، إلى أن الإنفاق على التنمية لم يتجاوز 1.9 مليون دينار، لكنه لفت إلى أن «ميزان المدفوعات خلا من العجز العام الماضي، مقابل 7 مليارات دينار عام 2016، و11.6 مليار دينار في 2015، و21.6 مليار في عام 2014». وبهذا الخصوص قال عطية الفيتوري، أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي، إن «هذا التعافي في قطاع النفط يمثل للشعب الليبي بادرة أمل جديدة بعيداً عن الأجواء السياسية التي أشقتهم»، مشيراً إلى أن «الجماعات المسلحة تستهدف هذا القطاع من وقت لآخر بالتفجير بهدف عرقلة النمو في البلاد، وبالتالي تظل تستثمر في الفوضى».
وأضاف الفيتوري لـ«الشرق الأوسط»، أن «مضاعفة الإيرادات النفطية ساهم في تقليص عجز الموازنة، إلى ما يقرب من النصف وهذا فأل حسن، لأن النفط هو قوت الليبيين الحقيقي الذي تجب المحافظة عليه».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.