المعارضة السورية تدعو عشرات من قوات النظام المحاصرين إلى الاستسلام

ناشطون تحدثوا عن أسر 11 عنصراً قرب دمشق

عناصر من قوات الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يركضون هرباً بعد غارة جوية على معرة النعمان أمس (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يركضون هرباً بعد غارة جوية على معرة النعمان أمس (أ.ف.ب)
TT

المعارضة السورية تدعو عشرات من قوات النظام المحاصرين إلى الاستسلام

عناصر من قوات الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يركضون هرباً بعد غارة جوية على معرة النعمان أمس (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) يركضون هرباً بعد غارة جوية على معرة النعمان أمس (أ.ف.ب)

صعّدت قوات النظام السوري أمس قصفها على شرق دمشق، في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه فصائل المعارضة على «إدارة المركبات العسكرية» والتي يرجح أن يكون فيها ما بين 200 و300 من العناصر التابعة للنظام. وفيما حثّت الفصائل هؤلاء العناصر على الاستسلام، تحدثت معلومات عن استعداد القوات الحكومية لشن هجوم لكسر هذا الحصار، كما عن أسر مقاتلي المعارضة 11 عنصرا نظاميا.
ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان وشهود عيان أن قوات النظام المدعومة بطائرات روسية صعّدت قصفها لآخر معقل للمعارضة المسلحة بالضواحي الشرقية لدمشق تمهيدا لاستعدادها لمحاولة كسر حصار لقاعدة عسكرية تطوقها قوات المعارضة. وأشارت الوكالة إلى أن «الجيش يحشد قوات النخبة استعدادا لهجوم كبير لكسر حصار المعارضة المسلحة لإدارة المركبات العسكرية، حيث من المعتقد أن 200 جندي على الأقل محاصرون داخل أراضيها المترامية الأطراف وشديدة التحصين».
وبالتزامن مع استعدادات النظام لشن عملية عسكرية كبيرة في المنطقة، دعت فصائل المعارضة يوم أمس الأربعاء القوات الحكومية المحاصرة في «إدارة المركبات» إلى تسليم أنفسهم. وقال الشيخ صهيب الرئيس، رئيس اللجنة الشرعية في مدينة حرستا، في رسالة مصورة بثت على مواقع إعلامية مقربة من غرفة عمليات «بأنهم ظلموا»: «أعرض على الجنود المُحاصَرين فرصة ليحقنوا دماءهم ويخرجوا أحياء من الحصار، بأن يسلموا أنفسهم حتى تتم مبادلتهم مع المظلومين من هذا الشعب في أقبية النظام المجرم». وحذر الشيخ الرئيس من أن «الفرصة تضيق عليهم».
وقال حمزة بيرقدار المتحدث العسكري باسم «جيش الإسلام» وهو أحد الفصائل المسلحة الرئيسية في الغوطة: «هناك تقدم للمقاتلين والثوار الذين يقاتلون النظام وكسر لخطوط النظام وتشهد جبهات الغوطة معارك ومواجهات وخسائر كبيرة لقوات الأسد وميليشياته».
وأعلنت شبكة «شام» أن «الثوار تمكنوا يوم أمس من أسر 11 عنصرا من قوات الأسد خلال المعارك الدائرة في مدينة حرستا وإدارة المركبات»، لافتة إلى أنه «تم نشر فيديو للجنود المأسورين وتم اقتيادهم ليتم المبادلة بهم حسب ما أعلنوا في التسجيل المصور». وأكد مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط» أسر العناصر الـ11 بينهم ضباط، لافتا إلى أن المعارك لا تزال محتدمة في حرستا وعربين وإلى أن الثوار يحاصرون تماما ومن 4 جهات «دائرة المركبات». وأضاف: «لا شك أن الجنود المحاصرين قادرون على الصمود لتوافر السلاح والذخيرة والمؤن، ولكون القاعدة كبيرة. إلا أن ما استجد هو انقطاع الإمدادات عنهم نهائيا». وشدد المصدر على أنه «في حال تمكنت الفصائل من السيطرة على القاعدة العسكرية، فذلك سيعد إنجازا كبيرا جدا ينقل المعركة إلى أبواب دمشق».
ونقلت «رويترز» عن مصادر بالدفاع المدني أن 38 مدنيا قتلوا وأصيب 147 شخصا على الأقل خلال أربعة أيام من الضربات الجوية العنيفة منذ يوم الجمعة، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان 50 مدنيا. وقال ناشطون إن الطيران الحربي شن يوم أمس «أكثر من 30 غارة جوية على أحياء مدن عربين وحرستا وبلدة مديرا ترافقت بقصف بأكثر من 32 صاروخ فيل شديد التدمير بالإضافة لاستخدام الخراطيم المتفجرة وأيضا قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة التي تساقطت على مناطق الاشتباكات بالإضافة لاستهداف بلدتي عين ترما وحزة».
وبالتوازي مع معارك الغوطة، تواصلت العمليات العسكرية في الشمال السوري. وأشار المرصد إلى أنّه «رغم سوء الأحول الجوية، واصلت الطائرات الحربية استهداف الريف الإدلبي، ما أدّى إلى تقدم قوات النظام وسيطرتها على 70 بلدة وقرية في إدلب وحماة خلال نحو 75 يوماً من بدء الهجوم».
من جهتها، أفادت «شبكة شام» المعارضة بقصف الطيران الحربي الروسي لليوم الثاني على التوالي مدن وبلدات ريف إدلب بشكل عنيف بالصواريخ شديدة الانفجار، لافتة إلى تركز القصف الروسي على المرافق الخدمية المدنية ضمن المدن والبلدات. وقال ناشطون إن «الطيران الروسي استهدف الفرن الآلي التابع للمجلس المحلي في مدينة سراقب، ما خلّف حريقا في الفرن وأضرارا مادية كبيرة، وحرمان عشرات الآلاف من المدنيين من الخبز كونه الفرن الرئيسي الذي يمد مدينة سراقب وريفها بالخبز يومياً». كما استهدف الطيران الروسي مدينة معرة النعمان بعدة غارات طالت، بحسب الشبكة: «مشفى السلام في الأطراف الشرقية من المدينة، مخلفة أضرار مادية كبيرة داخل المشفى ومعداته، في حين استشهد مدني بذات الغارات وعدد من الجرحى بين المدنيين». وكان القصف الروسي تركز الثلاثاء على متحف معرة النعمان الأثري في مدينة معرة النعمان، ما خلف دمارا كبيرا في بناء المتحف ومقتنياته الأثرية، كما طال مخيما للنازحين قرب كفرعميم، ومزرعة مدنية شرقي خان السبل ما أدّى إلى وقوع مجزرة راح ضحيتها سبعة مدنيين.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.