{التصنيع} يفتتح 2018 بازدهار واسع من الصين إلى أوروبا

يبقى نقطة الأمل الكبرى رغم تباطئه في بريطانيا

{التصنيع} يفتتح 2018 بازدهار واسع من الصين إلى أوروبا
TT

{التصنيع} يفتتح 2018 بازدهار واسع من الصين إلى أوروبا

{التصنيع} يفتتح 2018 بازدهار واسع من الصين إلى أوروبا

مع بداية عام جديد، يبدو قطاع التصنيع في أوج تألقه وانتعاشه، بختام أكثر من رائع لعام 2017 في أهم بؤر التصنيع حول العالم، من منطقة اليورو وحتى الصين، إذ جاءت نتائج أعمال القطاع في ذروتها مع نهاية العام، وحتى في بريطانيا التي شهدت تباطؤا نسبيا بالقطاع، يظل التصنيع نقطة مضيئة بشكل كبير في اقتصاد المملكة المتحدة، وأحد أكبر عوامل أمل انتعاش الاقتصاد البريطاني في 2018.
وأظهر مسح نشرت نتائجه أمس الثلاثاء أن المصنعين في منطقة اليورو أنهوا عام 2017 بنمو الأنشطة بأسرع وتيرة منذ ما يزيد على 20 عاما، في حين تشير زيادة الطلب إلى أنهم سيستهلون العام الجديد على صعود. ونما اقتصاد المنطقة بوتيرة أسرع من نظرائه في العام الماضي، ويخطط البنك المركزي الأوروبي لتقليص برنامجه للتحفيز اعتبارا من الشهر الجاري.
وسجلت القراءة النهائية لمؤشر آي.إتش.إس ماركت لمديري المشتريات في قطاع الصناعات التحويلية بالمنطقة 60.6 نقطة، لتوافق القراءة الأولية وتتجاوز قراءة نوفمبر (تشرين الثاني) البالغة 60.1، وهذه هي أعلى قراءة منذ بدء المسح في يونيو (حزيران) عام 1997.
وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، فيما تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش القطاع.
وارتفع مؤشر يقيس الإنتاج، الذي يدخل في حساب مؤشر مجمع لمديري المشتريات يصدر غدا الخميس، ويعتبر مقياسا مهما لمتانة الاقتصاد، إلى 62.2 من 61.0 في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في أكثر من 17 عاما، ولم يتجاوز هذا المستوى سوى مرة واحدة في تاريخ المسح.
جدير بالذكر أن معدلات التوظيف، وهي أحد العوامل الهامة في الإنتاجية، بلغت العام الماضي مستويات قياسية في ألمانيا، أقوى اقتصاد أوروبي وبمنطقة اليورو، حيث أعلن المكتب الاتحادي الألماني للإحصاء أمس أن التوظيف في ألمانيا قد ارتفع بنسبة 1.5 في المائة ليصل إلى 44.3 مليون شخص في عام 2017، وبهذا الارتفاع، وصل التوظيف إلى أعلى مستوى له منذ إعادة توحيد شطري ألمانيا عام 1990، كما أن الزيادة هي الأكبر منذ عام 2007.
ويتزايد إجمالي عدد الموظفين في ألمانيا منذ 12 عاما. وبشكل خاص، فإن عدد الموظفين الذين يشملهم نظام الضمان الاجتماعي قد زاد، فيما تراجعت أعداد من يعملون لحساب أنفسهم والموظفين على الهامش. وتراجعت البطالة في ألمانيا إلى 3.7 في المائة من القوى العاملة في عام 2017، وهو أدنى مستوى منذ إعادة التوحيد في ألمانيا، وفقا للتقديرات المؤقتة.
وعلى النقيض في بريطانيا، أظهر مسح نشرت نتائجه أمس تباطؤ نمو القطاع الصناعي في بريطانيا الشهر الماضي، من أعلى مستوى في أربعة أعوام الذي سجله في نوفمبر الماضي، لكن القطاع يظل نقطة مضيئة في الاقتصاد البريطاني في بداية 2018.
ونزل مؤشر «آي.إتش.إس ماركت-سي.آي.بي.إس لمديري المشتريات» في قطاع الصناعات التحويلية البريطاني إلى 56.3 نقطة، من 58.2 في نوفمبر، لتأتي القراءة عند الحد الأدنى لتوقعات الخبراء الاقتصاديين في استطلاع لـ«رويترز».
ورغم تباطؤ النمو في الأعمال الجديدة والإنتاج وطلبيات التصدير والتوظيف في ديسمبر (كانون الأول)، ظل مؤشر مديري المشتريات أعلى من متوسطه في 2017 بأكملها.
وفي الجارة آيرلندا، أظهر تقرير اقتصادي أمس نمو النشاط الاقتصادي لقطاع التصنيع خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي بأسرع وتيرة له على الإطلاق. وارتفع مؤشر «إنفستك لمديري المشتريات لقطاع التصنيع» خلال الشهر الماضي إلى 59.1 نقطة، مقابل 58.1 نقطة خلال نوفمبر الماضي.
وقد وصل المؤشر خلال الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له منذ بدء إصداره في مايو (أيار) 1998، وارتفع المؤشر الفرعي للطلبيات بأسرع وتيرة له منذ يونيو (حزيران) 2008 مدعوما بزيادة كبيرة في الإنتاج وارتفاع مؤشر التوظيف إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
وعلى صعيد الأسعار، ارتفعت أسعار مستلزمات الإنتاج خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ 9 أشهر، نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام وارتفاع أسعار الموردين، حيث ارتفعت أسعار المنتجات بوتيرة أسرع.
وفي القارة الآسيوية، أظهر تقرير أمس نمو النشاط الاقتصادي لقطاع التصنيع في الصين خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بأسرع وتيرة له منذ 4 شهور، بفضل الأداء القوي للإنتاج والطلبيات الجديدة.
وارتفع مؤشر «كايشين لمديري المشتريات لقطاع التصنيع» خلال الشهر الماضي إلى 51.5 نقطة، مقابل 50.8 نقطة خلال نوفمبر الماضي. كما ارتفعت وتيرة نمو قطاعات الإنتاج والطلبيات الجديدة والصادرات خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي. في الوقت نفسه استمر نمو الضغوط على الطاقة الإنتاجية لقطاعات التصنيع في الصين، في ظل استمرار تزايد الطلبيات مع تراجع أعداد قوة العمل المتاحة.
وعلى صعيد الأسعار، استمر ارتفاع الضغوط التضخمية، حيث ارتفعت تكاليف مستلزمات الإنتاج بشدة، مع ارتفاع الأسعار بوتيرة قوية. في الوقت نفسه ارتفع مؤشر النظرة المستقبلية لمناخ الأعمال خلال العام الجديد بنسبة بسيطة بعد تراجعه إلى مستوى قياسي في نوفمبر الماضي.
ويركز مؤشر كايشين على الأنشطة الاقتصادية للشركات الصغيرة والمتوسطة، وقد يمثل استمرار قوة المؤشر دليلا على مرونة الطلب العالمي على منتجات معظم هذه الشركات المصدرة. وقالت كايشين في بيان إن «الإنتاج التصنيعي استمر في الزيادة في أنحاء الصين في نهاية 2017».
وقال جهينغ شهينغ جهونغ، المحلل في كايشين، إن «ظروف تشغيل التصنيع تحسنت في ديسمبر (كانون الأول)، لتعزز فكرة أن النمو الاقتصادي استقر في 2017، بل إن أداءه كان أفضل من المتوقع». وأوضحت كايشين أن الشركات استخدمت سلعا مخزنة لتلبية بعض الطلبات، ما سمح بتقليل مخزون السلع المصنعة المتراكم لديها.
أما في تايوان، فأشار تقرير اقتصادي أمس إلى نمو النشاط الاقتصادي لقطاع التصنيع في تايوان خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي بأسرع وتيرة له منذ أكثر من ست سنوات ونصف، حيث ارتفع مؤشر «نيكي لمديري المشتريات لقطاع التصنيع» خلال الشهر الماضي إلى 56.6 نقطة، مقابل 56.3 نقطة خلال نوفمبر الماضي.
وارتفع المؤشر الفرعي للإنتاج بأسرع وتيرة له منذ مارس (آذار) الماضي بفضل الطلب القوي من العملاء وارتفاع وتيرة تدفق الطلبيات الجديدة. ونتيجة الزيادة في الطلب، وظفت الشركات المزيد من العمال خلال الشهر الماضي، حيث ارتفع مؤشر التوظيف إلى أعلى مستوى له خلال عام. وعلى صعيد الأسعار، استمر ارتفاع الضغوط التضخمية بشدة في نهاية العام الماضي.



انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
TT

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)
يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استقرار سوق العمل في بداية العام، رغم أن بعض العمال المسرحين لا يزالون يواجهون صعوبات في العثور على وظائف جديدة.

وقالت وزارة العمل الأميركية، الأربعاء، إن طلبات الحصول على إعانات البطالة الأولية في الولايات انخفضت بمقدار عشرة آلاف، لتصل إلى 201 ألف طلب معدلة موسمياً في الأسبوع المنتهي في الرابع من يناير (كانون الثاني). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 218 ألف طلب في الأسبوع الأخير. وقد تم نشر التقرير قبل يوم واحد من الموعد المقرر، حيث تغلق مكاتب الحكومة الفيدرالية، الخميس، تكريماً للرئيس السابق جيمي كارتر الذي توفي في 29 ديسمبر (كانون الأول) عن عمر ناهز 100 عام.

وعلى الرغم من أن طلبات الحصول على الإعانات تميل إلى التقلب في بداية العام، فإنها تتأرجح حول مستويات تدل على انخفاض حالات تسريح العمال، ما يعكس استقراراً في سوق العمل، ويدعم الاقتصاد الأوسع. وقد أكدت البيانات الحكومية التي نشرت، الثلاثاء، استقرار سوق العمل، حيث أظهرت زيادة في فرص العمل في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع وجود 1.13 وظيفة شاغرة لكل شخص عاطل عن العمل، مقارنة بـ1.12 في أكتوبر (تشرين الأول).

وتُعد حالة سوق العمل الحالية دعماً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي قد يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير في يناير، وسط عدم اليقين بشأن تأثير السياسات الاقتصادية المقترحة من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب. وكان ترمب قد تعهد بتخفيض الضرائب، وزيادة التعريفات الجمركية على الواردات، فضلاً عن ترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين، وهي خطط حذر خبراء الاقتصاد من أنها قد تؤدي إلى تأجيج التضخم.

وفي ديسمبر، خفض البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.25 في المائة - 4.50 في المائة. ورغم ذلك، توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مرتين فقط هذا العام، مقارنةً بأربعة تخفيضات كان قد توقعها في سبتمبر (أيلول)، عندما بداية دورة تخفيف السياسة. جدير بالذكر أن سعر الفائدة قد تم رفعه بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023 بهدف مكافحة التضخم.

ورغم أن عمليات التسريح لا تزال منخفضة مقارنة بالمعايير التاريخية، فإن عمليات التوظيف شهدت تباطؤاً، مما ترك بعض الأشخاص المسرحين يواجهون فترات طويلة من البطالة. وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد الأسبوع الأول من المساعدة، وهو مؤشر على التوظيف، قد زاد بمقدار 33 ألف شخص ليصل إلى 1.867 مليون شخص معدلة موسمياً خلال الأسبوع المنتهي في 28 ديسمبر.

ويرتبط جزء من الارتفاع فيما يسمى «المطالبات المستمرة» بالصعوبات التي تتجاوز التقلبات الموسمية في البيانات. ومع اقتراب متوسط مدة البطالة من أعلى مستوى له في ثلاث سنوات في نوفمبر، يأمل الخبراء الاقتصاديون في تحسن الأوضاع مع نشر تقرير التوظيف المرتقب لشهر ديسمبر يوم الجمعة المقبل.

وأظهرت توقعات مسح أجرته «رويترز» أن الوظائف غير الزراعية قد زادت على الأرجح بحوالي 160 ألف وظيفة في ديسمبر، مع تلاشي الدعم الناتج عن نهاية الاضطرابات الناجمة عن الأعاصير والإضرابات التي قام بها عمال المصانع في «بوينغ»، وشركات طيران أخرى. وفي حين أضاف الاقتصاد 227 ألف وظيفة في نوفمبر، فإنه من المتوقع أن يظل معدل البطالة دون تغيير عند 4.2 في المائة.