الطيران الروسي يمهد لتقدم النظام في ريف إدلب

استهداف الطيران الحربي الروسي معرة النعمان بريف إدلب بالصواريخ أمس (الشبكة السورية)
استهداف الطيران الحربي الروسي معرة النعمان بريف إدلب بالصواريخ أمس (الشبكة السورية)
TT

الطيران الروسي يمهد لتقدم النظام في ريف إدلب

استهداف الطيران الحربي الروسي معرة النعمان بريف إدلب بالصواريخ أمس (الشبكة السورية)
استهداف الطيران الحربي الروسي معرة النعمان بريف إدلب بالصواريخ أمس (الشبكة السورية)

أفادت مصادر معارضة أمس عن استئناف الطيران الحربي الروسي طلعاته الجوية بشكل مكثف في ريف إدلب، بعد غيابه عن الأجواء في الأيام الماضية خلال الحملة الجوية التي تتعرض لها المحافظة منذ الخامس والعشرين من الشهر الماضي. واستهدف الطيران الروسي، بحسب «شبكة شام» يوم أمس معرة النعمان بـ5 غارات، وأطراف معرشورين 4 غارات، وسراقب 3 غارات، ومناطق أخرى، ما تسبب بإصابة عدد من المدنيين وبأضرار كبيرة في الممتلكات. وأشارت الشبكة إلى تعرض مسجد «أويس القرني» في مدينة معرة النعمان لقصف جوي مباشر من الطيران الحربي الروسي، أدت لدمار كبير في بناء المسجد، وتهدم معظم جدرانه.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تمكن قوات النظام من تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على قريتين جديدتين، هما أم الخلاخيل والنيحة، بعد سيطرتها على قريتي شم الهوى والزرزور، القريبتين من قرية الخوين المهمة، لافتا إلى أن هذا التقدم أتاح توسيع قوات النظام والمسلحين الموالين سيطرتهم في إدلب، ورفع عدد القرى التي سيطروا عليها منذ انطلاق هجومها في الـ22 من أكتوبر (تشرين الأول) من العام الفائت 2017، إلى 65 بلدة وقرية ومنطقة.
وتزامن احتدام القتال بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وفصائل المعارضة من جانب آخر، في الريف الجنوبي الشرقي لمحافظة إدلب، مع حركة نشطة للأرتال العسكرية التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» في المنطقة، حيث أفيد عن قيامها بعمليات دهم في كفرومة ومعرشورين والهلبة، بريف إدلب الجنوبي والشرقي، بهدف اعتقال عناصر تتبع لتنظيم داعش. وقال نشطاء من إدلب إن أرتالا عسكرية كبيرة مؤلفة من أكثر من 30 آلية وعناصر مدججة بالسلاح داهمت بلدة كفرومة صباح يوم أمس الثلاثاء، وطوقت أحد المنازل بهدف اعتقال شاب كان سابقاً مع فصيل جند الأقصى، ما أدى لاندلاع اشتباكات في المنطقة قبل أن يعود الرتل أدراجه.
وأشارت شبكة «شام» إلى أن «توقيت العمليات الأمنية لهيئة تحرير الشام وتسيير أرتال كبيرة لمجرد اعتقال أشخاص، في وقت تتعالى النداءات للفصائل جميعاً لرفد الجبهات بالعناصر بعد تقدم قوات الأسد لمساحات واسعة ضمن المحرر شمال وغرب أبو دالي مع استمرار تساقط البلدات، شكل حالة سخط شعبية كبيرة ضد الهيئة، باعتبار أن أبناء المنطقة يعتبرون أن الأولى في هذه المرحلة تسيير هذه الأرتال للجبهات».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.