الداخلية المصرية تُعلن مقتل 3 عناصر من «حسم» واعتقال 10

قالت إنهم خططوا لهجمات في رأس السنة

صدمة وحزن خلال جنازة ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة مار مينا بضاحية حلوان جنوب القاهرة، أول من أمس (إ.ب.أ)
صدمة وحزن خلال جنازة ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة مار مينا بضاحية حلوان جنوب القاهرة، أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

الداخلية المصرية تُعلن مقتل 3 عناصر من «حسم» واعتقال 10

صدمة وحزن خلال جنازة ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة مار مينا بضاحية حلوان جنوب القاهرة، أول من أمس (إ.ب.أ)
صدمة وحزن خلال جنازة ضحايا الهجوم الإرهابي على كنيسة مار مينا بضاحية حلوان جنوب القاهرة، أول من أمس (إ.ب.أ)

بعد يوم واحد من هجوم إرهابي تبناه «داعش» استهدف كنيسة مار مينا بضاحية حلوان جنوب القاهرة، أول من أمس، قالت وزارة الداخلية، إن ثلاثة من عناصر ما يعرف بحركة «حسم» (تصنفها السلطات كجناح مسلح لجماعة الإخوان) قتلوا «عقب تبادلهم لإطلاق النيران مع قوات الأمن» في نطاق محافظة الجيزة، فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 10 آخرين ينتمون للحركة ذاتها في محافظتي القليوبية والفيوم.
وأكدت «الداخلية» في بيان رسمي أعلنته أمس، أن المتهمين المقبوض عليهم والعناصر التي قتلت، كانوا يستهدفون مهاجمة «منشآت سياحية ومرافق حيوية وأفراد القوات المسلحة والشرطة»، بالتزامن مع احتفالات أعياد راس السنة (7 يناير المقبل وفق التقويم الشرقي للكنيسة الأرثوذوكسية).
وأوضحت أن المجموعة الأولى من عناصر «حسم» كانت تختبئ في إحدى المزارع بطريق «الكريمات - أطفيح» بمحافظة الجيزة، وأن من لقوا مصرعهم «من أبرز الكوادر القيادية التي تتولى الإشراف على عمليات تصنيع المتفجرات وتنفيذ العمليات الإرهابية»، وأشارت إلى العثور بحوزتهم على «3 بنادق آلية، و2 عبوة معدة للتفجير، وكمية من الذخيرة».
وأشارت «الداخلية» إلى أن المجموعة الأخرى من المتهمين المقبوض عليهم (10 عناصر) كانوا يحوزون «3 بنادق آلية، و9 عبوات تفجيرية، و5 خزائن للطلقات، وكمية من الذخيرة، ونظارة معظمة»، مؤكدة أن المتهمين مطلوبون على ذمة اتهامهم أيضاً بارتكاب حادث إطلاق النيران على قوة أمنية بمحافظة الفيوم في يوليو (تموز) الماضي. وبدأت نيابة أمن الدولة مباشرة التحقيقات في القضية.
وكان هجوم إرهابي استهدف كنيسة مار مينا بحلوان، أول من أمس، أسفر عن سقوط 10 ضحايا معظمهم من الأقباط، وبينهم شرطي، فيما تمكن الأهالي وقوات الشرطة من ضبط المهاجم الرئيسي بعد إصابته. وأفاد مصدر أمني لوكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، أمس، بأن المتهم خضع لعملية جراحية أمس، جراء إصابته بطلقات نارية بالقدم وكدمات متفرقة بالجسد.
ونشرت حسابات داعمة لتنظيم داعش فيديو بثته وكالة «أعماق»، ظهر خلاله شخص ملثم، وأكدت الوكالة أنه منفذ الهجوم، وتحدث خلال كلمته عن ما سماه «تجديد البيعة» لقيادة «تنظيم الدولة»، متوعداً بـ«الثأر» من قوات الجيش والشرطة.
وشيعت الكنيسة، ضحايا الهجوم، مساء أول من أمس، من كنيسة السيدة العذراء (في مطرانية حلوان)، ودفنوا جميعاً في مدافن دير الأنبا برسوم بمدينة 15 مايو القريبة من موقع الهجوم، فيما أقيمت مراسم تلقي العزاء أمس.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي دونالد ترمب، أعرب خلاله الأخير عن «تضامن بلاده مع مصر في حربها ضد الإرهاب، وقدم تعازيه لضحايا الهجوم».
قضائياً، أمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق، قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية، بسرعة إجراء التحريات بشأن الهجوم الإرهابي، وفيما استمعت النيابة إلى أقوال شهود عيان على الهجوم، أمر المستشار خالد ضياء المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا بضم وتفريغ محتويات كاميرات المراقبة التي سجلت لحظات الحادث.
في غضون ذلك، قال القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي، إن ما تواجهه مصر من «تحديات ترتبط باقتلاع جذور الإرهاب والتطرف، تزيدنا عزيمة وإصراراً على الوفاء بالمهمة المقدسة المكلفين بها».
وأكد صبحي، خلال لقائه أمس، مع عدد من ضباط وجنود الجيش الثالث الميداني، أن «القوات المسلحة لن تتهاون في حربها ضد العناصر الإرهابية الغادرة بالتعاون مع رجال الشرطة البواسل»، داعياً إلى «الحفاظ على التدريب الجاد والكفاءة القتالية العالية والاستعداد لمواجهة جميع التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية، باعتبارها الضمانة الحقيقية لأمن مصر القومي في ظل ما تموج به المنطقة من أحداث ومتغيرات تهدد بتداعياتها الأمن والاستقرار لجميع الشعوب».
وتوجه وزير الدفاع بالتحية لـ«شيوخ وسط وجنوب سيناء، تقديراً لدورهم وعطائهم الوطني المشرف، ودعمهم الكامل للقوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».