نيكولا هوبز امرأة تتحدى الرجال في حراسة المرمى وإطفاء الحرائق

اقتحمت مجالين يهيمن عليهما الذكور وترى أن كرة القدم زادتها صلابة

نيكولا هوبز حارسة مرمى متألقة مثل براعتها في إطفاء الحرائق  -  هوبز إطفائية
نيكولا هوبز حارسة مرمى متألقة مثل براعتها في إطفاء الحرائق - هوبز إطفائية
TT

نيكولا هوبز امرأة تتحدى الرجال في حراسة المرمى وإطفاء الحرائق

نيكولا هوبز حارسة مرمى متألقة مثل براعتها في إطفاء الحرائق  -  هوبز إطفائية
نيكولا هوبز حارسة مرمى متألقة مثل براعتها في إطفاء الحرائق - هوبز إطفائية

كانت نيكولا هوبز تحرس مرمى نادي لندن بييز على ملعب «ذا هايف» يوم السبت الماضي عندما حقق فريقها أول فوز له هذا الموسم من دوري السوبر الإنجليزي لكرة القدم للسيدات، وهي المباراة التي انتهت بالفوز على أكسفورد يونايتد بهدفين دون رد. وقبل هذه المباراة بـ24 ساعة كانت هوبز تجلس في قاعة فاخرة في العاصمة البريطانية لندن في حفل لتوزيع جوائز التميز في مجال إطفاء الحرائق والطوارئ لعام 2017، حيث كانت مرشحة لجائزة المرأة الأكثر تأثيرا في مجال إطفاء الحرائق لهذا العام.
ربما يكون من المثير للإعجاب أن تقتحم سيدة مجالا يهيمن عليه الذكور، لكن من النادر أن تقوم سيدة باقتحام مجالين للذكور في الوقت نفسه.
تلعب هوبز كرة القدم منذ صغرها، وقد انضمت إلى فريق للسيدات تحت 10 سنوات كان يدربه والدها، قبل أن تنتقل إلى نادي نورويتش سيتي وهي في الثانية عشرة من عمرها. والآن وبعدما بلغت الثلاثين من عمرها، أصبحت هوبز تمتلك خبرات هائلة وانضمت إلى نادي لندن بييز في أغسطس (آب) الماضي بعد ثماني سنوات مع دونكاستر روفرز بيليس، الذي ساعدته على الصعود للدرجة الأعلى عام 2015.
تلقت هوبز دورة في التدريب المهني، وهي في الثامنة عشرة من عمرها، ثم انضمت إلى خدمة مكافحة الحرائق في مقاطعة جنوب يوركشاير بعد بضع سنوات. وساعدتها كرة القدم على الاندماج سريعا في هذا العمل، حيث تقول: «إنه موضوع جيد للمحادثة، فإذا كان رجال الإطفاء يعرفون أنك تلعبين كرة القدم عند مستوى معين فإنهم يثقون في أنك ستكونين لائقة بما يكفي للقيام بعملك على أكمل وجه. إنه جنون لأن كل امرأة تدخل هذا المجال يجب أن تجتاز اختبارات اللياقة البدنية نفسها، لكن العمل في مجال كرة القدم يساعدك على كسب مزيد من الاحترام. لقد كان من الصعب للغاية في البداية أن أعمل في كلا المجالين: كرة القدم وإطفاء الحرائق».
وبعد أن لعبت في صفوف المنتخب الإنجليزي تحت 23 عاما، انضمت هوبز إلى خدمة إطفاء الحرائق، وهو ما عطل مسيرتها الدولية في كرة القدم. تقول هوبز: «كان يتعين علي أن أتوقف عن الانضمام للمنتخب الإنجليزي، لأنه لم يكن هناك الكثير من الدعم في هذه المرحلة، خصوصا أنني كنت أعمل في سن صغيرة. ومع وصول التقشف إلى ذروته، لم يكن هناك الكثير من الدعم من خدمة إطفاء الحرائق أيضا».
وتضيف: «كنت أعمل على تبديل فترات عملي مع زملائي. وكنت أتوسل إليهن وأهرب من بعض فترات عملي من أجل اللحاق بالمباريات، لكنني لم أستطع التكيف مع الفترات الطويلة التي يحتاجها الانضمام لصفوف المنتخب الإنجليزي».
وتعمل مكافحة الحرائق وكرة القدم على تعزيز قدرات الشخص في التعامل مع الضغوط في بيئة العمل. تقول هوبز: «عندما تعمل في مهنة يتابعك فيها الجمهور أو في فريق عمل فهذا يساعدك على معرفة نقاط قوة الآخرين وقدراتهم».
وتضيف: «ينطبق هذا المبدأ نفسه على فريق لندن بييز (الذي تسافر هوبز ثلاث ساعات للانضمام إليه). إنني أذهب إلى الملعب وأنا أعرف أنه يمكنني أن أثق بكل فرد من أفراد الفريق، وهذا أمر رائع. كلتا المهنتين تضع عليك الضغوط ولكن بطرق مختلفة».
وتقاتل هوبز من أجل أن تتمكن من مواصلة اللعب وممارسة الرياضة التي تعشقها. وينطبق الأمر نفسه على معظم جيل هوبز من اللاعبات. ومن المرجح أن تؤثر إعادة هيكلة دوري السوبر الإنجليزي لكرة القدم للسيدات على جيل هوبز خلال الموسم المقبل، وقد تكون هوبز نفسها إحدى ضحايا النظام الجديد. تقول هوبز: «إنه أمر صعب. اللعبة آخذة في النمو، وهذا شيء يجب القيام به، لكن هذا يعني محو جيل كامل من اللاعبات ممن هم في عمري نفسه واللاتي يعملن بكل قوة. يعني تغيير نظام الدوريات أن الطلب على لاعبات مثلي سيصبح أقل، لأن الفرق ستكون بحاجة إلى إيجاد لاعبات قادرات على اللعب خلال الساعات المطلوبة. أعتقد أن ذلك قد يدفعني إلى الاعتزال».
وكانت هوبز قد فكرت في الاعتزال من قبل عندما رحلت عن دونكاستر، لكن عندما علم المدير الفني لنادي لندن بييز، لوك سويندلهورست، بأنه يمكن الحصول على خدماتها تحرك بسرعة وضمها إلى النادي. تقول هوبز: «شعرت بأنني بحاجة إلى تحد جديد. فكرت في الاعتزال والتركيز على حياتي المهنية، ثم تواصل معي مسؤولو نادي لندن بييز. كنت أعرف لوك منذ فترة طويلة وقال لي: ما زلت قادرة على العطاء. وكنت قد لعبت موسمين جيدين للغاية مع دوني بيليس، وأعطاني الثقة لمواصلة المشوار».
ولحسن الحظ بالنسبة لهوبز، فحتى لو أجبرت على الاعتزال فإن ما ينتظرها خارج ملعب كرة القدم يساعدها على العودة لمتابعة المباريات للتغلب على «الأشياء المأساوية التي تراها كل يوم».
تقول هوبز: «يجب التعامل مع كرة القدم على أنها هواية، ولا يمكن أن تكون عملي الأساسي. أنت تعيش مرة واحدة فقط وترى العاملين في مجال الإطفاء وهم يصابون باستمرار، إنه شيء مخيف. كرة القدم ما هي إلا قطرة صغيرة في محيط ما أراه في عالم الإطفاء. أنت ترى لاعبين يحصدون الجوائز لتسجيلهم الأهداف في البطولات، وهناك أشخاص يخرجون كل ليلة لمساعدة المشردين لكن لا يحصلون على أي تقدير أو اهتمام».
لكن الشيء الجيد يتمثل في أن هوبز تحصل على التقدير المناسب... صحيح أنها لم تحصل على جائزة المرأة الأكثر تأثيرا في مجال الإطفاء، لكن من الواضح أن أعمالها خارج الملعب تحظى بمتابعة وملاحظة جيدة مثل تلك التي تحظى بها أفعالها داخل الملعب. تقول هوبز: «مجرد ترشيحي للجائزة هو شرف لي».
قد تكون الأمور أكثر إشراقا داخل الملعب من خارجه بالنسبة لهوبز. ويعني تحقيق الفوز في أول مباراتين - تحقق الأول بالفعل على واتفورد في كأس الاتحاد لكرة القدم للسيدات - أن فريق لندن بييز لديه فرصة للانقضاض على صدارة جدول الترتيب.
تقول هوبز: «إننا في وضع جيد للغاية. لم يضم الفريق سوى عدد قليل من اللاعبات، وكان من الصعب على الفريق أن يتحسس خطاه. لقد خسرنا بأربعة أهداف نظيفة أمام ريدينغ، لكننا نجحنا في الخروج بشباك نظيفة في شوط المباراة الأول، وهو ما ساعدنا على استعادة الثقة في أنفسنا، لأنه من الصعب أن تحافظ على نظافة شباكك أمام فريق مثل ريدينغ لمدة 45 دقيقة كاملة. وبعد ذلك، حققنا الفوز على واتفورد وأكسفورد. لقد بدأنا نشعر في نهاية المطاف بأننا فريق يلعب بشكل جماعي».


مقالات ذات صلة

«الدوري الإيطالي»: روما يحسم الديربي… ويعود إلى سكة الانتصارات

رياضة عالمية هذا الفوز الثاني لروما في مبارياته الثلاث الاخيرة (إ.ب.أ)

«الدوري الإيطالي»: روما يحسم الديربي… ويعود إلى سكة الانتصارات

عاد روما إلى سكة الانتصارات بحسمه دربي العاصمة أمام جاره لاتسيو 2-0 الأحد في المرحلة التاسعة عشرة من بطولة إيطاليا لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية ليفاندوفسكي نجم برشلونة (اب)

نجوم يطاردون الأرقام القياسية في 2025

يتطلع نجوم الساحرة المستديرة لمطاردة مزيد من الأرقام القياسية خلال عام 2025، وفي مسيرتهم الحافلة بالإنجازات، أملاً في تعزيز وجودهم بوصفهم أبرز أساطير كرة القدم

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عربية الهلال السوداني إلى ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا (نادي الهلال)

«أبطال أفريقيا»: الهلال السوداني إلى ربع النهائي

بلغ الهلال السوداني دور الثمانية من بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، وذلك عقب تعادله مع ضيفه مولودية الجزائر 1/1.

«الشرق الأوسط» (نواكشوط)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (د.ب.أ)

أموريم: أنا مستاء!

أبدى روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد سعادته بالقوة التي أظهرها فريقه خلال تعادله المثير 2-2 مع ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عربية نهضة بركان المغربي أول المتأهلين لربع نهائي الكونفدرالية الأفريقية (نادي نهضة بركان)

«الكونفدرالية الأفريقية»: نهضة بركان أول المتأهلين لربع النهائي

حجز فريق نهضة بركان المغربي بطاقة التأهل الأولى لدور الثمانية في كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم بالفوز على مضيفه ستاد مالي.

«الشرق الأوسط» (باماكو)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.