التحالف: نفذنا عمليات لاستهداف قيادات حوثية

رصد مع الانقلابيين صواريخ «سام 7»

العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف خلال مؤتمر صحافي أمس (تصوير: خالد الخميس)
العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف خلال مؤتمر صحافي أمس (تصوير: خالد الخميس)
TT

التحالف: نفذنا عمليات لاستهداف قيادات حوثية

العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف خلال مؤتمر صحافي أمس (تصوير: خالد الخميس)
العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف خلال مؤتمر صحافي أمس (تصوير: خالد الخميس)

أكدت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استهداف قيادات حوثية عليا، خلال الأيام الماضية، مبينة أنها ستكشف تفاصيل هذه العمليات بعد التأكد من المعلومات الاستخباراتية التي تقوم بجمعها حالياً، كما كشف استخدام الميليشيات الانقلابية صواريخ «سام 7».
واعتبرت قيادة التحالف أن الفرصة أمام الميليشيات الحوثية الإيرانية في السلام لا تزال قائمة في حال تخلت عن مشروعها الانقلابي، ووافقت على الحل السياسي القائم على المرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216.
وحذر التحالف الميليشيات، من أن عدم رضوخها للإرادة الدولية سيؤدي لاستمرار عمليات التحالف حتى تعيد الحكومة الشرعية لكامل التراب اليمني.
وأوضح العقيد ركن تركي المالكي، المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، أن ما حصل في الفترة الماضية، ومقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مثّل نقطة تحول في الصراع اليمني، مشيراً إلى أنه «كشف الوجه الحقيقي للجماعة الإرهابية الإجرامية للشعب اليمني، وأصبح الصراع مفتوحاً بين الشعب وهذه الجماعة».
وأضاف: «أمام الميليشيات الحوثية الإيرانية خياران، إما السلام أو الحرب، السلام وفقاً للحل السياسي بناءً على المرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مخرجات الحوار اليمني الشامل، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216. وإذا لم يرضخوا للإرادة الدولية فإن عمليات التحالف مستمرة حتى نعيد الشرعية على كامل الأراضي اليمنية».
وكشف العقيد المالكي عن عمليات مؤكدة نفذها التحالف لاستهداف قيادات حوثية تم رصدها بناءً على معلومات استخباراتية، إلا أنه فضّل عدم الإفصاح عنها حتى اكتمال المعلومات، وقال: «العمل الاستخباراتي مستمر منذ بداية العمليات، لدينا علم بتحركات القادة الحوثيين لأنهم يستخدمون المدنيين والأعيان المدنية في تنقلاتهم، هناك بعض العمليات المؤكدة لا يمكن الجزم حتى توافر المعلومات، ونجاح العمليات العسكرية للتحالف والجيش الوطني ناتج لاستمرار عمل الاستخبارات ودقة المعلومات الاستخباراتية والمراقبة وعملية التنفيذ من الوحدات الميدانية، سواء كانت جوية أو برية أو بحرية».
ولفت العقيد تركي إلى أن خسائر الميليشيات الحوثية كبيرة جداً، ولا سيما في صفوف القادة، وتابع: «الخسائر في مقاتلي الحوثيين، خصوصاً القادة، وهم في مرحلة تدنٍ للروح المعنوية لفقدهم القادة الميدانيين، وقوات التحالف تدعو من لديه أي معلومات عن المطلوبين الإرهابيين في القائمة المعلنة إلى التبليغ، والتحالف يستقبل الكثير من الاتصالات بخصوص المطلوبين، وهناك عمليات متابعة وتم تنفيذ بعض العمليات، وفي حال تأكدت سيتم الإعلان عنها في وقتها».
وأعلن المالكي عن ترحيب قيادة القوات المشتركة بالموقف القوي من مجلس الأمن فيما يخص إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخاً باليستياً باتجاه السعودية، والدعوة للالتزام بكافة القرارات الخاصة باليمن، وبخاصة 2216 فيما يخص تهريب وحظر الأسلحة إلى اليمن. وبيّن المتحدث باسم التحالف، أن عدد التصاريح الإنسانية التي صدرت خلال الفترة الماضية تجاوز 17 ألف تصريح، في حين دخلت ميناء الحديدة الأسبوع الماضي خمس سفن تحمل أكثر من 50 ألف طن متري من الوقود. وأردف: «أُصدر 30 تصريحاً في مختلف المطارات اليمنية لنحو 1993 راكباً، و10 تصاريح لمنفذ الوديعة البري لإدخال 1126 طناً من المواد الغذائية والطبية، في حين ارتفع عدد المقذوفات على المدن والقرى المدنية الحدودية السعودية إلى 66105 مقذوفات».
وأكد العقيد تركي المالكي «استمرار القوات المشتركة في تقديم كل الجهود وتقديم المساعدات الطبية والغذائية للشعب اليمني في جميع المناطق»، معلناً عن تحرير محافظة شبوة بالكامل، وبدء تحرير محافظة البيضاء من أيدي الميليشيات الحوثية الإيرانية. وعرض المتحدث باسم التحالف عنصراً حوثياً على الحدود السعودية بلباس مدني يحمل صاروخ سام 7، مبيناً أن هذه الصواريخ لا توجد في مخزن الجيش اليمني في السابق؛ ما يدل على عمليات تهريب مستمرة لهذه الميليشيات، كما جدد الاتهامات لإيران بتمويل الميليشيات الحوثية بالسلاح. وقال: «كما ضبطنا الكثير من القذائف الجديدة؛ مما يدل على عمليات تهريب جديدة حدثت للحوثيين».
وكشف المالكي، عن أن التحالف استهدف بالقرب من المنطقة التي أُطلق منها الصاروخ الباليستي على السعودية الأسبوع الماضي مناطق تخزين أسلحة باليستية، وصواريخ أرض أرض مخزنة تحت الأرض، وتم تدميرها بالكامل. كما عرض إلغاء عملية استهداف أحد القادة الحوثيين بسبب وجود أطفال في المركبة التي كان يستقلها؛ حفاظاً على أرواح الأطفال، وتماشياً مع القانون الإنساني الدولي. وأشار العقيد تركي إلى أن التحالف وفر بطاقات عبور لكل المقاتلين والمواطنين اليمنيين الراغبين في الانتقال من مناطق الحوثيين إلى مناطق التحالف والجيش الوطني اليمني، مؤكداً توفير الرعاية الصحية والأمن الكامل لسلامتهم. وتابع: «ندعو المقاتلين للانضمام إلى قوات التحالف، والتمتع بكامل الحقوق والأمن والسلامة».
وأفاد العقيد ركن تركي المالكي بأن عمليات الميليشيات الحوثية، سواء على الحدود السعودية أو في الداخل اليمني هي عمليات عسكرية عبثية، تقوم بها مجموعة انقلابية هي الوحيدة في العالم التي تمتلك قدرات باليستية تطلقها على جيرانها ومدن الداخل اليمني. وختم بقوله: «لدينا مسؤولية لتدميرها، وهناك مسؤولية على المجتمع الدولي وعلى الدول التي تساعد في تهريب الأسلحة لوقف هذه التصرفات».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».