بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، برنامج كوريا الشمالية النووي مع وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، مؤكدا ضرورة الحاجة إلى بدء مفاوضات.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية بعد اتصال هاتفي بينهما أن «الطرفين اتفقا على أن برامج الصواريخ النووية في كوريا الشمالية تنتهك مطالب مجلس الأمن الدولي». وأضافت أنه «تم التشديد على أنه من الضروري الانتقال من لغة العقوبات، إلى مسار تفاوضي في أقرب وقت ممكن»، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
في غضون ذلك، توقعت كوريا الجنوبية أمس أن تسعى كوريا الشمالية لإجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن برامجها للأسلحة العام المقبل، ولتحقيق شكل من أشكال التقارب مع سيول، وفق ما نقلت وكالة «رويترز».
وفرض مجلس الأمن الدولي بالإجماع عقوبات جديدة أشد على كوريا الشمالية، الجمعة، بسبب أحدث تجاربها على صاروخ باليستي عابر للقارات، في تحرك وصفه الشمال بأنه حصار اقتصادي وعمل من أعمال حرب.
وقالت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية في تقرير إن «كوريا الشمالية ستسعى للمفاوضات مع الولايات المتحدة وستواصل في الوقت ذاته مساعيها ليتم الاعتراف بها كدولة تملك قدرة نووية على أرض الواقع». ولم يقدم التقرير أسبابا للنتائج التي توصل إليها.
بدوره، قال الكرملين أمس إن روسيا مستعدة للعب دور الوسيط بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في محادثات تهدف لتخفيف التوترات، إذا قبل الطرفان ذلك. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف «استعداد روسيا لتمهيد الطريق من أجل نزع فتيل التوتر واضح»، وفق «رويترز».
وتأججت التوترات بسبب برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية التي تطورها في تحد لقرارات مجلس الأمن الدولي، فيما تتبادل بيونغ يانغ والبيت الأبيض حربا كلامية. وقال دبلوماسيون أميركيون بشكل واضح إنهم يريدون حلا دبلوماسيا، لكن الرئيس دونالد ترمب وصف المحادثات بأنها غير مجدية وقال إن على بيونغ يانغ أن تلتزم بالتخلي عن أسلحتها النووية قبل بدء أي محادثات.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية، قالت وزارة خارجية كوريا الشمالية إن الولايات المتحدة مرعوبة من قوة بيونغ يانغ النووية: «وتزداد هلعا في تحركاتها لفرض أقسى العقوبات والضغوط على بلادنا». وأيّدت الصين، الحليف الكبير الوحيد للشمال، وروسيا أحدث جولة من العقوبات، بينما دعت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ أمس لبذل جهود من أجل تخفيف التوتر.
على صعيد متصل، كشفت صحيفة تصدر في سيول أمس أن كوريا الشمالية تستعد لإطلاق قمر صناعي إلى الفضاء، في الوقت الذي يحذّر فيه مراقبون من أن البرنامج الفضائي للنظام في الشمال هو غطاء لاختبارات عسكرية.
وبيونغ يانغ ممنوعة من إجراء أي عملية لإطلاق صواريخ باليستية، بما فيها تلك المخصصة لإطلاق الأقمار الصناعية. ونقلت صحيفة «جونغانغ إيلبو» عن مصدر في كوريا الجنوبية «علمنا مؤخرا من خلال قنوات كثيرة أن الشمال أنهى العمل على قمر صناعي، وأطلق عليه اسم كوانغ ميونغ سونغ - 5»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت: «خطتهم هي وضع قمر صناعي مجهز بكاميرات وأجهزة اتصالات في المدار».
وأطلقت بيونغ يانغ القمر الصناعي «كوانغ ميونغ سونغ - 4» في فبراير (شباط) عام 2016. وهو ما اعتبره معظم المراقبين الدوليين تجربة مقنّعة لصاروخ باليستي. وقال ناطق باسم أركان الجيش الكوري الجنوبي إنه «لا يوجد شيء خارج عن المألوف حاليا»، مضيفا أن سيول تراقب أي تصرف استفزازي: «بما في ذلك التجارب على الصواريخ الطويلة المدى تحت ستار إطلاق أقمار صناعية».
ويأتي هذا التقرير في الوقت الذي أعادت فيه صحيفة «رودونغ سينمون»، الناطقة باسم الحزب الحاكم في الشمال، التأكيد على حق النظام في إطلاق أقمار صناعية، وتطوير التقنية الفضائية. وقالت الصحيفة في تعليق نشر الاثنين، تحت عنوان «برامح الفضاء السلمية هي الحق الشرعي للدول ذات السيادة»، إن إطلاق بيونغ يانغ لقمر صناعي «يستجيب كليا» للقوانين الدولية فيما يتعلق بتطوير البرامج الفضائية.
وخلال اجتماع لجان في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول)، قال نائب السفير الكوري لدى الأمم المتحدة كيم إن - ريونغ إن بلاده لديها خطة تمتد حتى عام 2020 لتطوير «أقمار صناعية عملية، بإمكانها أن تسهم في التنمية الاقتصادية وتحسين حياة الناس». وشدد على أن حق كوريا الشمالية في إنتاج وإرسال الأقمار الصناعية إلى الفضاء «لن يتم تغييره، لأن الولايات المتحدة تنكره علينا».
ويعتقد أن كوريا الشمالية تمكنت من وضع قمر صناعي في مدار حول الأرض في ديسمبر (كانون الأول) عام 2012 بعد سنوات من التجارب الفاشلة منذ عام 1998، وأطلقت على القمر اسم «كوانغ ميونغ سونغ 1».
وفي بداية هذا الشهر، ذكرت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية نقلا عن خبير عسكري روسي يدعى فلاديمير خروستاليف قوله إن كوريا الشمالية من المتوقع أن تطلق قمرين صناعيين: واحد لاستكشاف الأرض وآخر هو قمر اتصالات في المستقبل القريب. وقالت الصحيفة إن خروستاليف أدلى بهذه التصريحات بعد عودته من رحلة إلى كوريا الشمالية منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، استمرت أسبوعا التقى خلالها ممثلين عن إدارة التطوير الفضائي الوطنية في بيونغ يانغ.
لافروف وتيلرسون يتفقان على الحاجة إلى مفاوضات عاجلة حول كوريا الشمالية
الكرملين أبدى استعداده للوساطة بين واشنطن وبيونغ يانغ
لافروف وتيلرسون يتفقان على الحاجة إلى مفاوضات عاجلة حول كوريا الشمالية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة