الرسام المغربي عزيز سيد يعرض «ملامح نسائية» بالرباط

لوحاته تعكس المادة الجسدية «كإعلان حب ومواجهة»

سيد يرسم إحدى لوحاته
سيد يرسم إحدى لوحاته
TT

الرسام المغربي عزيز سيد يعرض «ملامح نسائية» بالرباط

سيد يرسم إحدى لوحاته
سيد يرسم إحدى لوحاته

في كل معرض من معارضه، يحرص الفنان المغربي عزيز سيد على أن يشكّل موعده الفني الجديد مع المتلقي، إضافة نوعية تغني المشهد التشكيلي المغربي على مستوى التعبير الجمالي عن تجليات الجسد الإنساني.
في معرضه المقام حالياً، حتى 30 يناير (كانون الثاني) المقبل، في قاعة «باب الرواح» بمدينة الرباط، تحت عنوان «ملامح نسائية»، تتجلى هذه الإضافة في كثير من اللمسات المشحونة بقوة الإبداع والمرتبطة بجذور الهوية المغربية في بعدها الفني.
هذا الفنان المولود في عين بني مطهر (شرق البلاد) عام 1946، والمعروف ببصمته وابتعاده عن الأضواء، على الرغم من اشتغاله لسنوات عديدة في قسم الديكور بالتلفزيون المغربي، قبل تقاعده، يجرّ وراءه رصيداً من التجارب التي خاضها بكثير من الحماس، منذ عودته إلى المغرب من بولونيا، التي أمضى في أكاديميتها للفنون الجميلة 7 سنوات، مغترفاً الفن من ينابيعه، ومنفتحاً على كل التيارات التشكيلية التي تسود العالم آنذاك.
وبفضل هذه الدراسة الأكاديمية في بولونيا، أمكن له أن يفرض نفسه وفنه، انطلاقاً من إطلالته على هذا الفضاء المسيج بالألوان والمضمخ برائحة الصباغة، من خلال أول معرض فردي له أثار انتباه النقاد والزوار على السواء سنة 1973، وكان بمثابة ميلاده الحقيقي كصاحب ريشة واعدة، سرعان ما انتصبت واقفة إلى جانب القامات السامقة التي كان لها شرف الريادة.
تتوالى سلسلة المعارض، على امتداد السنوات، ومعها يُكرّس عزيز سيد واحداً من الفنانين التشكيليين المغاربة، الذين تفادوا السقوط في دائرة التغريب، ولم ينساقوا وراء الأنساق الفنية والأساليب الغربية، حيث ظل محتفظاً بأصالة محيطه الحضاري، مع التجديد في طريقة اشتغاله على اللوحة، بكثير من الاحترافية التي اكتسبها من دراسته الفنية.
عن تشبثه بالهوية في أعماله، قال عزيز سيد لـ«الشرق الأوسط»: «إنّ المرحلة التعليمية في بولونيا كانت فقط صقلاً للموهبة من الناحية التقنية والرؤية الاستيطيقية (الجمالية) للأشياء من المنظور الفني»، مؤكداً أنّ «الهوية التي تسكن جيناتنا كمغاربة ننتمي إلى حضارة تاريخية متميزة بمكوناتها الأمازيغية والعربية، لا يمكن التفريط فيها، أو التخلي عنها أبداً».
وفي جواب له عن سؤال بشأن سر تعلقه بالجسد محوراً لجميع لوحاته المعروضة حالياً، أبرز أنّ «الجسد هو كل شيء»، من وجهة نظره، مضيفاً أنّ «تاريخ الفن يرتكز أساساً حوله، وبحكم دراستي في بولونيا فإنّ أول شيء تعلمته هو الرسم انطلاقاً من الموديل الحي».
وهذه الرؤية للجسد يقاسمه إياها الكاتب والناقد حسن نجمي، الذي كتب في الدليل الفني للمعرض، تحت عنوان «المادة الجسدية كإعلان حب وكمواجهة»، أنّ الجسد كان دائماً عبر تاريخ الفن، وعبر الحضارات كلها، «حاضراً في قلب التعبيرات الفنية والطقوس الدينية والثقافية والاجتماعية، وحاضراً في المتخيل الفردي والجماعي».
ولم يفت نجمي أن ينوه بأسلوب عزيز سيد «الذي اختار أن يشتغل على الجسد الشرقي في احتشامه، وفي تلاؤمه مع المحظورات والمساحات الرقابية في جلسته ومتكئه وفضائه وأثاثه، خصوصاً في وشمه وقسمات وجهه التي تحيل على مرجعيته الثقافية العربية والإسلامية».
وهذه الكائنات الفنية التي تسكن فضاء قاعة «باب الرواح»، وتسبح في عوالم من الخيال، وتحيط بها لمسات من الإبداع، تبدو في عين نجمي «كأنّها أجساد خرجت من المنمنمات العربية القديمة، كأنّها خرجت، الآن فقط، من كتاب الليالي، من ألف ليلة وليلة».
والخلاصة التي يتوصل إليها نجمي، هي أن «عزيز سيد تشكيلي كبير حقاً، وذلك على الرغم من تواضعه في المشهد العمومي، حيث يفضل أن ينأى بنفسه في الظل، ويتوارى بعيداً عن الأنظار، ورغم تكتمه المطلق الذي أشارت إليه طوني ماريني (ناقدة فنية إيطالية)، وهي تكتشف في هذا الفنان المغربي الرائع آلة خلاقة قادرة على أن تمنح للجسد الموضوع المطروق تاريخياً وكونياً، نظرة جديدة لم تمنح له من قبل».



ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)

إذا كان هناك شيء واحد يعرفه تيري بيتزولد عن كيفية التميُّز في سوق العمل والحصول على وظيفة، فهو أن المهارات التقنية ليست الخبرات الأساسية الوحيدة التي يجب التمتع بها كما يعتقد البعض.

يتمتع بيتزولد بخبرة 25 عاماً في التوظيف، وهو حالياً شريك إداري في «Fox Search Group»، وهي شركة توظيف تنفيذية لقادة التكنولوجيا.

ويقول لشبكة «سي إن بي سي»: «خذ التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال. قبل عامين ونصف العام فقط، كان الجميع يقولون: (نحن بحاجة إلى توظيف مبرمجين)... بعد أقل من ستة أشهر، ظهر (تشات جي بي تي)، والآن لم تعد البرمجة هي المستقبل».

من المؤكد أن امتلاك مهارات رقمية محدثة أمر مهم للعاملين في جميع الصناعات، كما يقول بيتزولد، ويشرح: «إذا كنت تعمل في مجال التسويق، أو داخل مستودع، فأنت بحاجة إلى فهم التكنولوجيا».

ولكن لأن الشركات قادرة على تدريب العاملين على تعلم تطوير التكنولوجيا لخدمة أعمالهم، يشير الخبير إلى أن القادة مهتمون أكثر بتوظيف أشخاص لديهم مجموعة مختلفة من المهارات.

ويوضح «سأخبرك أين المستقبل. إنه ليس بالضرورة في مجال التكنولوجيا. إنه في المهارات الناعمة... في الذكاء العاطفي، وهذا ما نلاحظ أنه مستقبل المواهب».

المهارات الناعمة التي تبحث عنها الشركات

الذكاء العاطفي، أو «EQ»، هو القدرة على إدارة مشاعرك ومشاعر مَن حولك، مما قد يجعلك أفضل في بناء العلاقات والقيادة في مكان العمل.

بالنسبة لبيتزولد، فإنَّ المرشحين للوظائف ذوي المهارات التقنية الرائعة ينجحون حقاً عندما يتمكَّنون من إظهار ذكاء عاطفي مرتفع.

من الجيد أن تكون متخصصاً في مجال محدد، مثل البيانات أو الأمان أو البنية الأساسية أو حلول المؤسسات، على سبيل المثال، «لكن أولئك الذين يتمتعون بذكاء عاطفي قوي وتلك المهارات الناعمة ومهارات العمل... هؤلاء هم القادة المهنيون في المستقبل»، كما يؤكد الخبير.

من خلال توظيف المهنيين ذوي الذكاء العاطفي المرتفع، يقول بيتزولد إن الشركات تبحث حقاً عن أشخاص يمكنهم القيام بأشياء حاسمة مثل:

التعامل مع الملاحظات البنّاءة وتقديمها.

إدارة الصراع.

إجراء محادثات حاسمة بإلحاح.

العمل عبر الوظائف من خلال إقناع الأقران والقادة الآخرين.

تقديم الأفكار بفاعلية للقادة الأعلى منهم.

يشرح بيتزولد: «إن مهارات الذكاء العاطفي العامة التي نلاحظها لها علاقة حقاً بالتواصل مع الآخرين والقدرة على التغلب على التحديات».

ويضيف أن بعض الشركات أصبحت أفضل في مساعدة القادة على تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأقوى، خصوصاً فيما يتعلق بالإدارة الفعالة، والتغلب على التحديات أو الصراعات.

ويؤكد الخبير أن أصحاب العمل الجيدين يمكنهم تطوير عمالهم بشكل أكبر من خلال تقديم برامج الإرشاد وتسهيل التواصل، حتى يتمكَّن الناس من رؤية نماذج القيادة الجيدة والذكاء العاطفي العالي.