ماذا تعرف عن تاريخ «الشطرنج»؟

بطولة دولية للعبة للمرة الأولى في الرياض وسط ترقب السعوديين

يشارك في البطولة اليوم نخبة كبيرة من نجوم العالم في اللعبة («الشرق الأوسط»)
يشارك في البطولة اليوم نخبة كبيرة من نجوم العالم في اللعبة («الشرق الأوسط»)
TT

ماذا تعرف عن تاريخ «الشطرنج»؟

يشارك في البطولة اليوم نخبة كبيرة من نجوم العالم في اللعبة («الشرق الأوسط»)
يشارك في البطولة اليوم نخبة كبيرة من نجوم العالم في اللعبة («الشرق الأوسط»)

تبدو العاصمة السعودية الرياض اعتباراً من الغد محط أنظار عشاق لعبة الشطرنج، حيث يشارك نخبة من نجومها العالميين في بطولة كأس الملك سلمان التي تقام حتى نهاية الشهر الحالي، وسط تقديم جوائز مالية تعتبر هي الأعلى والأغلى في تاريخ بطولات الاتحاد الدولي للعبة.
ويترقب السعوديون هذه البطولة لحضورها ومشاهدة نجومها عن كثب، لا سيما أنها ستقام في الرياض للمرة الأولى في تاريخ اللعبة.
وتعد لعبة الشطرنج من أكثر الألعاب الذهنية شهرة وأميزها، وهي عبارة عن لوحة مقسمة إلى 64 مربعاً باللونين الأبيض والأسود، وكل لاعب فيها يأخذ 16 حجراً، ويتحرك كل منها باتجاهات محددة، ويتحكم اللاعب بالأحجار التي يمتلكها، ويتم التنافس بين اللاعبين الأسود والأبيض إلى أن يستطيع أحدهم حصر الملك بحيث لا يستطيع الهروب، لتنتهي اللعبة بفوز اللاعب الذي يحصر الملك بكلمة «كش ملك» أو «مات الملك».
وتعود هذه اللعبة إلى القرن السادس قبل الميلاد، ولم يتفق المؤرخون على المكان الذي نشأت فيهم، بيد أن غالبيتهم اتفق على أنها ولدت في الهند، وهي مقتبسه من لعبة صينية عرفت قبل هناك منذ القرن العاشر قبل الميلاد، واشتق اسمها من لعبة الصينيين «شاطرنوغا»، ثم انتقلت إلى بلاد فارس مع أحد الهنود الرحالة، ومنها انتشرت في جميع بلدان العالم.
ويعتبر صه بن داهر، وزير ملك الهند شيرام، من أوائل من عدلوا على هذه اللعبة في القانون الحديث.
وحظيت الشطرنج باهتمام الملوك والقادة، واعتبروها أم المعارك الصامتة التي لا يسيل فيها دماً، رغم وجود القتلى بين الطرفين، وشبه الخليفة هارون الرشيد لعبة الشطرنج بالحياة، عندما سئل عن هذه اللعبة، فقال: الشطرنج هي الحياة. ولشغف ابن الرشيد بهذه اللعبة، أهدى شارلمان الإمبراطور الإفرنجي رقعة شطرنج.
وتؤكد كتب التاريخ أن أول مباراة تمت بين لاعبي آسيا الصغرى تقابل فيها جابر الكوفي وزيراب قطان في مدينة خراسان، عام 819 للميلاد، وذلك في حضور رفيع المستوى، بوجود الخليفة المأمون الذي يعد من عشاق هذه اللعبة، لكنه لم يكن ماهراً في لعبها.
كما عرف عن الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك ولعه بهذه اللعبة، وكان يعتبرها من أهم الركائز الأساسية في حياته اليومية، ويخصص لها جزءاً كبيراً من وقت فراغه، ويرى أنها حرب مصغرة يخوضها كما يخوض المعارك الحقيقية، وبرز بين اللاعبين العرب في الدولة الأموية والعباسية كثير من اللاعبين، لكن أبرزهم على الإطلاق أبو حافظ الشطرنجي، وهو الشاعر في بلاط هارون الرشيد. وفي الأندلس، تميز محمد بن عمار، وقد خاض مباراة شهيرة أمام ملك قشتالة ألفونس، فهزمه في 5 جولات متتالية.
وذكر اليعقوبي أن فضائل الهند ثلاثة: «الشطرنج، وكليلة ودمنه، وتسعة أحرف تجمع الحساب»، وهذا يبين اهتمام العرب بهذه اللعبة. وقد أشار الشاعر صفي الدين الحلي في قصيدته القومية المشهورة إلى لعبة الشطرنج: «سل الرماح العوالي عن معالينا... واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا»، حتى وصل إلى: «بيادق ظفرت أيدي الرخاخِ بها... ولو تركناهم صاروا فرازينا». ومن النساء الحاذقات في لعبة الشطرنج عُريب المأمومنية، وقد أعجب بها الخليفة هارون الرشيد وبفطنتها بهذه اللعبة ومكرها ودهائها في تحريك القطع.
وفي القرن الخامس عشر، تغيرت قوانين لعبة الشطرنج، ونتج عن ذلك الشطرنج الحديث. وفي القرن قبل الماضي، ثبتت القوانين، وكان أول بطل معترف به في هذه اللعبة هو الأميركي مورفي، الفائز بأول بطولة رسمية في هذه اللعبة في عام 1864، قبل أن ينتزع اللقب اللاعب العبقري النمساوي ويليام شتاينيتز في بطولة العالم 1866، حتى ظهر المبدع الألماني لاسكر في عام 1894، واستمر الأخير مسيطراً على بطولة العالم، حتى انتزع اللقب منه اللاعب الكوبي كابا بلانكا عام 1921.
غير أن اللاعب الروسي ألكسندر أليخن يعتبر من دهاة العالم في هذه اللعبة، وبلغ من العبقرية أن يخوض مباراة استعراضية أمام 40 أميركياً أثناء زيارته لواشنطن، وأقيمت هذه المواجهة في إحدى قاعات الفنادق الشهيرة هناك، بحضور جمع غفير من الجماهير المتعطشة لهزيمة العبقري الروسي، لكنه هزمهم جميعاً وهو يطوف على هذه الطاولة، وينقل حركة واحدة ويترك لكل لاعب حرية التفكير حتى يصله الدور، ويعد الـ40 لاعباً من أبرز اللاعبين الأميركان في لعبة الشطرنج، لكن ألكسندر في النهاية هزمهم جميعاً.
وتعد أميركا والنمسا وألمانيا وروسيا من أبرز الدول التي استضافت بطولات العالم في لعبة الشطرنج، وهذه البطولة تقام سنوياً، ويسمح للجميع بالمشاركة فيها، من المحترفين والهواة، ويسمح بأن يصل عدد اللاعبين في هذه البطولة إلى 500 لاعب، على أن يحدد اللاعب الفائز في المباراة النهائية. وبدأت تظهر في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكان أول ظهور لعبارة بطل العام في عام 1845، في المسابقة الأولى التي تم الاعتراف بأنها بطولة العالم، بين ويليام شتاينيتز ويوهانس، والتي فاز بها ويليام شتاينيتز كأول بطل للعالم.
وأثبت لاعب الشطرنج الروسي كاسباروف في مطلع الثمانيات الميلادية أن الإنسان قادر على هزيمة الكومبيوتر في لعبة الشطرنج، وهو العقد الذي حاول فيه علماء الحواسيب أن يثبتوا للعالم أنهم يمكنهم تمثيل الذكاء البشري عبر الحواسيب، غير أن الأمر لم يكن للإثبات حتى أتت الفرصة، حين بدأت الدعوة للمنافسة بين أذكى بشري وأذكى حاسوب في مواجهة معقدة. وهنا، لم يجدوا أصدق لعبة من الشطرنج لتمثيل هذا التحدي المعقد، ولم يجدوا أفضل من «كاسباروف» ليمثل جنس البشر في هذا التحدي. وقد انتصر كاسبروف في 32 مواجهة.
وقبل أن يعلن كاسباروف عن اعتزاله اللعب نهائياً، والتوجه إلى أعماله الخاصة التي تتعلق بالسياسة، عمد إلى تبني ماغنوس كارلسن، أحد الموهوبين في لعبة الشطرنج، وظل معلماً ومدرباً له، واستطاع التلميذ أن يكسر رقم معلمه في هذه اللعبة، ليحقق 2882 نقطة، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق في تاريخ الشطرنج، ولم يستطع أحد قبل تلميذ كاسباروف، ولا كاسباروف نفسه، الاقتراب من هذا الرقم. ومن الأبطال العالميين الـ22 المتوجين في لقب البطولة في هذه اللعبة أدولف أندرسون، وألكسندر أريخن، وأناطولي كاريوف، وألكسندر خليفامان، وإيمانويل لاسكر، وماغنوس لاسكر، وماكس أيوي، وميخائيل بوتفنيك، وخوزيه كبا لانكا، وتيجران بتروسيان، ورستم كسيجمانوف، ورسلان بونوماجنيف، وفيسيلين توبامنوف، وفاسملي فيسملوف.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».