نصائح البنوك الألمانية للمستثمرين في العام الجديد

فرص كبيرة لأسهم البلدان النامية

رمز اليورو أمام مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
رمز اليورو أمام مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
TT

نصائح البنوك الألمانية للمستثمرين في العام الجديد

رمز اليورو أمام مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
رمز اليورو أمام مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

يُعتبر مصرف «دويتشه بنك» الألماني من أكبر المصارف الألمانية والأوروبية على السواء، كما أنه الأكثر انكشافاً على أذون الخزائن الأوروبية، لا سيما اليونانية منها. وعلى غرار كل المصارف الكبرى الأميركية والأوروبية يتكبد هذا المصرف بين الحين والآخر خسائر مالية مهمة، مما يدفع الجميع إلى تجنيد نخبة من المحللين الماليين تعمل فيما يسمى أقسام إدارة المخاطر المالية، التي تُعدّ اليوم من أهم المراجع التي تستند إليها إدارات المصارف الكبيرة وحتى الصغيرة منها، من أجل وضع الحال تحت المجهر والخروج بتحليلات مالية مُعمّقة.
- اليورو القوي
فيما يتعلق بالعام القادم، تشير أستريد لانغر، الخبيرة الألمانية من قسم إدارة المخاطر في «دويتشه بنك» الألماني، إلى أن النمو الاقتصادي العالمي سيستمر مع احتمال ضئيل جداً للتعرض لانتكاسة مالية من شأنها إعادة العالم إلى ما يشبه الأزمة المالية الكبيرة التي عصفت به عام 2008. وتضيف قائلة: «إن المخاوف بخصوص تعرض الاستقرار السياسي الأوروبي للخطر قد تلاشت كلياً». هكذا، يشعر المستثمرون الألمان مجدداً بقوة اليورو الذي قد تتراوح قيمته أمام العملة الأميركية إلى ما بين 1.20 و1.30 دولار في العام القادم.
ويعود السبب الرئيسي في استعادة اليورو عافيته أمام العملة الأميركية إلى التدفق المالي السائل الضخم إلى منطقة اليورو، فضلاً عن الجهود الدؤوبة التي يبذلها المصرف المركزي الأوروبي في ملف سياسة تطبيع نسب الفوائد (عودة رفع أسعار الفائدة بعد الإبقاء عليها منخفضة لتنشيط الاقتصاد).
أما على صعيد الين الياباني، فسيبقى تحت سقف المراقبة المشددة من قبل المصرف المركزي الياباني التي ستحول دون أن تتعرض قيمته لهزات في أسواق الصرف.
- أسهم البلدان النامية
من جانبها ترى كريستينا نويهاوس، الخبيرة في الشؤون التجارية الدولية من مصرف «ديكابنك دويتش جيرو تسنترال» في مدينة فرانكفورت، أن أسواق الدول النامية ستعود لاستقطاب المستثمرين الألمان في العام المقبل. ومن أجل ركوب موجة النمو الاقتصادي العالمي المستمرة، تعطي هذه الخبيرة أولوية لشراء مجموعة من الأسهم في أسواق الدول النامية. وتستطرد قائلة: «إن أسواق الدول النامية لديها هوامش أكبر من غيرها للمنافسة». فبالمقارنة بأسهم الأسواق المالية الأميركية، ستتمكن الدول النامية من عرض حزمة من الأسهم ذات الأسعار المدروسة والمردود المُقنع على المستثمرين الألمان وغيرهم. بالطبع لن تشمل العروض المغرية جميع أسهم الدول النامية إنما فئة منها، تحديداً تلك التي تنتمي إلى مؤشر «إم إس سي آي إي إم» الذي يرسو اليوم على 1100 نقطة.
وتتوقع الخبيرة نويهاوس أن يحقق هذا المؤشر أهدافه الطموحة في العام القادم صعوداً إلى سقف 1300 نقطة، مما سيحقق للمستثمرين في أسهمه أرباحاً ترسو على ما معدله 15%. وبهذا قد تتحول أسهم الدول النامية إلى وجهة استثمارية دولية آمنة لكل من يرغب في تحقيق أرباح مقبولة جداً على المدى المتوسط.
- أذون الخزانة الأميركية
ولا يمكن وضع أذون الخزانة الأميركية في زاوية النسيان، بما أنها وفّرت سابقاً أفضل الفرص لجني المستثمرين الدوليين الأرباح. وهذا ما يعترف به الخبير ميريت باومان، من مصرف «دويتشه بوست بنك» في مدينة بون، خصوصاً أن المصرف الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) يسعى بسرعة إلى تطبيع نسب الفوائد الأميركية.
وقد تكون موجة بيع أذون الخزانة الأميركية التي تُستحق بعد 10 أعوام والموجودة بين أيدي المستثمرين الدوليين، الموضة الأكثر تفشياً بين المستثمرين الألمان لجني الأرباح في العام القادم. ويقول الخبير باومان: «إن موجة بيع أذون الخزانة الأميركية في صفوف المستثمرين الألمان قد تدرّ عليهم أرباحاً سترسو على ما معدله 3%، علماً بأن سعر شراء أذون الخزانة الأميركية يسير عكس سعر الفوائد هناك، فكلما ترتفع هذه الفوائد يتراجع سعر شراء هذه الأذون».



رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
TT

رئيس غانا: لا انسحاب من اتفاق صندوق النقد الدولي... بل تعديلات

الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)
الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما خلال المقابلة مع «رويترز» (رويترز)

قال الرئيس الغاني المنتخب جون دراماني ماهاما، إنه لن يتخلى عن حزمة الإنقاذ البالغة 3 مليارات دولار والتي حصلت عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، لكنه يريد مراجعة الاتفاق لمعالجة الإنفاق الحكومي المسرف وتطوير قطاع الطاقة.

وأضاف ماهاما، الرئيس السابق الذي فاز في انتخابات 7 ديسمبر (كانون الأول) بفارق كبير، لـ«رويترز» في وقت متأخر من يوم الجمعة، أنه سيسعى أيضاً إلى معالجة التضخم وانخفاض قيمة العملة للتخفيف من أزمة تكاليف المعيشة في الدولة الواقعة بغرب أفريقيا.

وكان ماهاما قال في وقت سابق، إنه سيعيد التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي حصلت عليه حكومة الرئيس المنتهية ولايته نانا أكوفو في عام 2023.

وقال ماهاما: «عندما أتحدث عن إعادة التفاوض، لا أعني أننا نتخلى عن البرنامج. نحن ملزمون به؛ ولكن ما نقوله هو أنه ضمن البرنامج، يجب أن يكون من الممكن إجراء بعض التعديلات لتناسب الواقع». وأعلنت اللجنة الانتخابية في غانا فوز ماهاما، الذي تولى منصبه من 2012 إلى 2016، بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 56.55 في المائة من الأصوات.

وقد ورث الرئيس المنتخب لثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، دولة خرجت من أسوأ أزمة اقتصادية منذ جيل، مع اضطرابات في صناعتي الكاكاو والذهب الحيويتين.

التركيز على الإنفاق والطاقة ساعد اتفاق صندوق النقد الدولي في خفض التضخم إلى النصف وإعادة الاقتصاد إلى النمو، لكن ماهاما قال إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الصعوبات الاقتصادية.

وقال ماهاما، الذي فاز حزبه المؤتمر الوطني الديمقراطي بسهولة في تصويت برلماني عقد في 7 ديسمبر: «الوضع الاقتصادي مأساوي... وسأبذل قصارى جهدي وأبذل قصارى جهدي وأركز على تحسين حياة الغانيين».

وأوضح أن «تعدد الضرائب» المتفق عليها بوصفها جزءاً من برنامج صندوق النقد الدولي، جعل غانا «غير جاذبة للأعمال». وقال: «نعتقد أيضاً أن (صندوق النقد الدولي) لم يفرض ضغوطاً كافية على الحكومة لخفض الإنفاق المسرف»، مضيفاً أن المراجعة ستهدف إلى خفض الإنفاق، بما في ذلك من جانب مكتب الرئيس.

ولفت إلى أن صندوق النقد الدولي وافق على إرسال بعثة مبكرة لإجراء مراجعة منتظمة، مضيفاً أن المناقشات ستركز على «كيفية تسهيل إعادة هيكلة الديون» التي وصلت الآن إلى مرحلتها الأخيرة. وقال إن الاتفاق المنقح مع صندوق النقد الدولي سيسعى أيضاً إلى إيجاد حلول مستدامة لمشاكل الطاقة، لتجنب انقطاع التيار الكهربائي المستمر.

وقال ماهاما: «سنواجه موقفاً حرجاً للغاية بقطاع الطاقة. شركة الكهرباء في غانا هي الرجل المريض لسلسلة القيمة بأكملها ونحن بحاجة إلى إصلاحها بسرعة».