قفطان 2018... تطويرات تحترم القديم وتواكب الجديد

بينه وبين الموضة العالمية علاقة أخذ وعطاء

قفطان شبابي بأكمام عصرية من المصممة مريم بلخياط  -  قفطان بحزام رفيع وألوان متناغمة  من المصممة بشرى فيلالي كسيكيسي  -  قفطان عصري مع «كاب»  طويل من المصممة نادية بوطالب  -  قفطان بتصميم «جامبسوت» من المصمم روميو
قفطان شبابي بأكمام عصرية من المصممة مريم بلخياط - قفطان بحزام رفيع وألوان متناغمة من المصممة بشرى فيلالي كسيكيسي - قفطان عصري مع «كاب» طويل من المصممة نادية بوطالب - قفطان بتصميم «جامبسوت» من المصمم روميو
TT

قفطان 2018... تطويرات تحترم القديم وتواكب الجديد

قفطان شبابي بأكمام عصرية من المصممة مريم بلخياط  -  قفطان بحزام رفيع وألوان متناغمة  من المصممة بشرى فيلالي كسيكيسي  -  قفطان عصري مع «كاب»  طويل من المصممة نادية بوطالب  -  قفطان بتصميم «جامبسوت» من المصمم روميو
قفطان شبابي بأكمام عصرية من المصممة مريم بلخياط - قفطان بحزام رفيع وألوان متناغمة من المصممة بشرى فيلالي كسيكيسي - قفطان عصري مع «كاب» طويل من المصممة نادية بوطالب - قفطان بتصميم «جامبسوت» من المصمم روميو

أكدت موضة القفطان في الأعوام الأخيرة أن هناك علاقة بينه وبين الموضة العالمية. فكما هي تأخذ منه الكثير من الأفكار لتصوغها بأشكال غربية أنيقة، بدءاً من الراحل إيف سان لوران في الستينات إلى توري بورش مؤخراً، أخذ هو أيضاً لمحات من بعض التصاميم وترجمها بنغمة ترقص على التقليدي من دون أن تؤثر على أصالته. وتشمل العملية مثلا إدخاله «الجامبسوت» و«الكاب» والتنورات المستديرة والمنسابة وأغطية الرأس والأحزمة، وهلم جرا.
ما تؤكده كريمة الدراع، وهي مصممة أزياء، أن القفطان لا يمكن أن يعيش بمنأى عن العالم. فهو لم يعد سراً تعرفه المرأة المغربية وحدها، بل ذاع صيته في العالم، وبالتالي لا بد أن يتحول إلى مادة دسمة في عالم الموضة. كل هذا فرض عليه أن يواكب الموضة وتغيراتها الموسمية، على الأقل فيما يتعلق بالألوان والخامات والتطريزات. صحيح أن أساسياته لا تُلمس أو يتجرأ أحد على اللعب بها، حتى وإن كان الأمر تحت شعار التجديد والتطوير، إلا أن هناك تفاصيل لا بد أن تتغير لتخاطب شريحة جديدة من الزبونات. هذه التفاصيل هي التي تتابعها المرأة بفضول كل سنة وتسأل عنها خوفاً من أن تفوتها وتقع في التكرار وعدم مواكبة الركب.
تقول كريمة الدراع إن عام 2018 لم يختلف عن الأعوام السابقة، حيث خضع لتجديدات خفيفة يلحظها عُشاقه من النظرة الأولى. لكن مع ذلك لا بأس من تسليط الضوء على بعض التغييرات وتذكر منها:
- الابتعاد عن الأحزمة العريضة، سواء تلك المصنوعة من الذهب «المضمة» أو المطرزة بنفس قماش القفطان. صحيح أنها كانت دارجة في المواسم الماضي إلا أنها فقدت قوتها هذا العام، وحلت محلها الأحزمة الرفيعة التي تُضفي، بألوانها الزاهية، على المرأة رقة ونعومة. بل يمكن أن تذهب المرأة إلى حد استبدال «المضمة» بحزام يسمى «المجدول» كانت تعتمده النساء قديماً ويأتي على شكل حبل معقود يلف الخصر ويمتد إلى الكتفين أحياناً.
- القفاطين الملونة بدأت هي الأخرى تتراجع لصالح الألوان الهادئة مع تطريزات جانبية. في حال لم تشبع المرأة من استعمال قفطان مطرز، فيمكنها في هذه الحالة أن تستغني عن الإكسسوارات الكثيرة وتعتمد مكياجاً طبيعياً.
- ما سيكون دارجاً في العام المقبل هي الألوان الأحادية، لأنها تفتح مجالاً أكبر للمصممين أن يبدعوا فيها من حيث التطريز والترصيع. كذلك درجات الألوان الهادئة التي لم تعد تقتصر على فصل الصيف بل باتت تُستعمل في مناسبات الخريف والشتاء أيضاً.
- اختيار الأقمشة المناسبة بعناية فائقة، لا سيما إذا لم تكن المرأة تتمتع بخصر نحيف وقوام ممشوق. في هذه الحالة، يفضل أن تبتعد عن الأقمشة السميكة وتستعيض عنها بأخرى أكثر انسيابية مثل البروكار وحرير الساتان والمخمل. كذلك تجنب القفطان ذي القطع المتعددة والسميكة، لنفس السبب.
- الابتعاد عن أي مبالغة خصوصاً فيما يتعلق بالإكسسوارات إذا كان القفطان مطرزاً بسخاء. في المقابل، يمكن الاكتفاء بحلية تقليدية واحدة مثل «المدجة» وهي عبارة عن عقد مصنوع من الكثير من خيوط اللؤلؤ الملفوفة وتُربط في الأخير بحجر كريم يتوسط العقد.
- «السلهام»، وهو عبارة عن «كاب» تقليدي بقلنسوة أصبح من الأساسيات. ويأتي إما بطول القفطان وإما يجلس عند الركبة. الجميل فيه أنه يُعزز فخامة القفطان وجماله، خصوصاً إذا كان مطرزاً أو معمولاً بتقنية «السفيفة» و«القيطان» من جميع الجوانب وبقماش منساب على طول القوام.
- التطريز العصري المستلهَم من منصات الموضة العالمية. تحول القفطان بدوره إلى لوحات فنية بفضل تطريزات تستوحي أشكالها من الورود والفراشات وغيرها.
- وأخيراً وليس آخراً تبقى كلمة السر هي القَصَّة المناسبة. وعلى ما يبدو فإن المرأة الشابة لا تزال تميل إلى القصات المحددة على الجسم عوض القَصَّة «المخزنية» التي تتميز بالاتساع والطول المبالغ فيه إلى حد ما.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.