أكدت موضة القفطان في الأعوام الأخيرة أن هناك علاقة بينه وبين الموضة العالمية. فكما هي تأخذ منه الكثير من الأفكار لتصوغها بأشكال غربية أنيقة، بدءاً من الراحل إيف سان لوران في الستينات إلى توري بورش مؤخراً، أخذ هو أيضاً لمحات من بعض التصاميم وترجمها بنغمة ترقص على التقليدي من دون أن تؤثر على أصالته. وتشمل العملية مثلا إدخاله «الجامبسوت» و«الكاب» والتنورات المستديرة والمنسابة وأغطية الرأس والأحزمة، وهلم جرا.
ما تؤكده كريمة الدراع، وهي مصممة أزياء، أن القفطان لا يمكن أن يعيش بمنأى عن العالم. فهو لم يعد سراً تعرفه المرأة المغربية وحدها، بل ذاع صيته في العالم، وبالتالي لا بد أن يتحول إلى مادة دسمة في عالم الموضة. كل هذا فرض عليه أن يواكب الموضة وتغيراتها الموسمية، على الأقل فيما يتعلق بالألوان والخامات والتطريزات. صحيح أن أساسياته لا تُلمس أو يتجرأ أحد على اللعب بها، حتى وإن كان الأمر تحت شعار التجديد والتطوير، إلا أن هناك تفاصيل لا بد أن تتغير لتخاطب شريحة جديدة من الزبونات. هذه التفاصيل هي التي تتابعها المرأة بفضول كل سنة وتسأل عنها خوفاً من أن تفوتها وتقع في التكرار وعدم مواكبة الركب.
تقول كريمة الدراع إن عام 2018 لم يختلف عن الأعوام السابقة، حيث خضع لتجديدات خفيفة يلحظها عُشاقه من النظرة الأولى. لكن مع ذلك لا بأس من تسليط الضوء على بعض التغييرات وتذكر منها:
- الابتعاد عن الأحزمة العريضة، سواء تلك المصنوعة من الذهب «المضمة» أو المطرزة بنفس قماش القفطان. صحيح أنها كانت دارجة في المواسم الماضي إلا أنها فقدت قوتها هذا العام، وحلت محلها الأحزمة الرفيعة التي تُضفي، بألوانها الزاهية، على المرأة رقة ونعومة. بل يمكن أن تذهب المرأة إلى حد استبدال «المضمة» بحزام يسمى «المجدول» كانت تعتمده النساء قديماً ويأتي على شكل حبل معقود يلف الخصر ويمتد إلى الكتفين أحياناً.
- القفاطين الملونة بدأت هي الأخرى تتراجع لصالح الألوان الهادئة مع تطريزات جانبية. في حال لم تشبع المرأة من استعمال قفطان مطرز، فيمكنها في هذه الحالة أن تستغني عن الإكسسوارات الكثيرة وتعتمد مكياجاً طبيعياً.
- ما سيكون دارجاً في العام المقبل هي الألوان الأحادية، لأنها تفتح مجالاً أكبر للمصممين أن يبدعوا فيها من حيث التطريز والترصيع. كذلك درجات الألوان الهادئة التي لم تعد تقتصر على فصل الصيف بل باتت تُستعمل في مناسبات الخريف والشتاء أيضاً.
- اختيار الأقمشة المناسبة بعناية فائقة، لا سيما إذا لم تكن المرأة تتمتع بخصر نحيف وقوام ممشوق. في هذه الحالة، يفضل أن تبتعد عن الأقمشة السميكة وتستعيض عنها بأخرى أكثر انسيابية مثل البروكار وحرير الساتان والمخمل. كذلك تجنب القفطان ذي القطع المتعددة والسميكة، لنفس السبب.
- الابتعاد عن أي مبالغة خصوصاً فيما يتعلق بالإكسسوارات إذا كان القفطان مطرزاً بسخاء. في المقابل، يمكن الاكتفاء بحلية تقليدية واحدة مثل «المدجة» وهي عبارة عن عقد مصنوع من الكثير من خيوط اللؤلؤ الملفوفة وتُربط في الأخير بحجر كريم يتوسط العقد.
- «السلهام»، وهو عبارة عن «كاب» تقليدي بقلنسوة أصبح من الأساسيات. ويأتي إما بطول القفطان وإما يجلس عند الركبة. الجميل فيه أنه يُعزز فخامة القفطان وجماله، خصوصاً إذا كان مطرزاً أو معمولاً بتقنية «السفيفة» و«القيطان» من جميع الجوانب وبقماش منساب على طول القوام.
- التطريز العصري المستلهَم من منصات الموضة العالمية. تحول القفطان بدوره إلى لوحات فنية بفضل تطريزات تستوحي أشكالها من الورود والفراشات وغيرها.
- وأخيراً وليس آخراً تبقى كلمة السر هي القَصَّة المناسبة. وعلى ما يبدو فإن المرأة الشابة لا تزال تميل إلى القصات المحددة على الجسم عوض القَصَّة «المخزنية» التي تتميز بالاتساع والطول المبالغ فيه إلى حد ما.
قفطان 2018... تطويرات تحترم القديم وتواكب الجديد
بينه وبين الموضة العالمية علاقة أخذ وعطاء
قفطان 2018... تطويرات تحترم القديم وتواكب الجديد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة