متمردو جنوب السودان يتهمون القاهرة بتزويد جوبا بأسلحة حديثة

إحالة المهدي للمحاكمة باتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام

متمردو جنوب السودان يتهمون القاهرة بتزويد جوبا بأسلحة حديثة
TT

متمردو جنوب السودان يتهمون القاهرة بتزويد جوبا بأسلحة حديثة

متمردو جنوب السودان يتهمون القاهرة بتزويد جوبا بأسلحة حديثة

اتهم المتمردون الموالون لنائب رئيس جنوب السودان السابق رياك مشار، مصر، بالانحياز لجانب حكومة رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، وتزويدها بأسلحة حديثة، كما جدد اتهامه لحركة العدل والمساواة والحركة الشعبية (الشمال)، بدعم حكومة جوبا ضدهم.
وفي هذه الأثناء أحالت نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة زعيم حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي إلى المحكمة، بعد انتهاء تحرياتها معه بشأن البلاغ المقيد ضده، وتوجيه تهم له تبلغ عقوبتها الإعدام والسجن المؤبد.
وقال المتحدث باسم مجموعة رياك مشار، يوهانس موسس، في مؤتمر صحافي عقده بالخرطوم، أمس، إنهم تلقوا تقارير ميدانية بضبط أسلحة مصرية حديثة لدى القوات الموالية لحكومة جوبا. وأضاف: «وصلت إلينا تقارير من القادة الميدانيين تفيد بضبط أسلحة مصرية حديثة عند القوات الموالية لسلفا كير، لكني لم أتأكد حتى الآن ما إن كانت مصرية، أو أن مصر قد أرسلتها». ولم يتسنّ الاتصال بمسؤولين مصريين للتعليق.
وأوضح موسس أن قائد المجموعة د. رياك مشار رفض لقاء سفير القاهرة في أديس أبابا عقب توقيع الاتفاق مع الرئيس سلفا كير ميارديت، بوصفه أن الموقف المصري من طرفي النزاع غير واضح.
ووسم موسس مواقف جوبا بالتناقض فيما يتعلق بعلاقاتها مع دول الإقليم بقوله: «يريدون دعما من إثيوبيا، وفي الوقت نفسه يبحثون عن دعم مصري، متناسين الخلاف بين البلدين، كما يريدون أن يكونوا حلفاء لكمبالا والخرطوم في ذات الوقت».
ونفى موسس أن تكون قواته استهدفت مدنيين في عملية بانتيو الأخيرة، التي راح ضحيتها عدد من المدنيين السودانيين، وقال: «حركة العدل والمساواة تقاتل إلى جانب سلفا كير بضغط من أوغندا، بسبب فقدانها لحلفائها بسقوط نظام القذافي وسوء علاقتها مع تشاد، والحركة الشعبية الشمال تقاتل إلى جانب قوات سلفا كير».
وأرجع موسس تأخر زيارة رياك مشار للخرطوم إلى ضيق الوقت المتبقي لبدء المباحثات بين الفرقاء الجنوبيين في أديس أبابا في الحادي عشر من الشهر الحالي، وليس بسبب خشية حكومة الخرطوم من تأثير الزيارة على علاقتها بجوبا. وقال: «وسطاء الإيقاد طلبوا من مشار زيارة دول المجموعة، ورتبوا للزيارة، والسودان ممثل في لجنة الوساطة، ولعب دورا إيجابيا، وليس للزيارة آثار سالبة، كما يروج له البعض».
وكانت جوبا قد أبدت امتعاضها من الإعلان عن نية مشار زيارة الخرطوم، ونقلت تقارير أن جوبا استفسرت من الخرطوم عن دواعي الزيارة. وأوضح موسس أنه من الطبيعي أن يزور مشار السودان ويزوره مسؤولون سودانيون لتعزيز الوساطة، وقال: «الوسيط عادة إما أن تذهب إليه أو أن يأتيك».
وفي الوقت ذاته قطع المتحدث باسم مشار بعدم تدخل السودان في النزاع بين الطرفين الجنوبيين، وأعلن انحيازه للشرعية، وأضاف: «السودان لم يتدخل، وكان تدخله سيكون حاسما، فإذا دعمنا كنا سندخل العاصمة جوبا، وإذا دعم سلفا كير كان سيقضي علينا بمحاصرة قواتنا على حدوده الشمالية».
وأكد موسس عزم رئيسه مشار لزيارة الخرطوم وقضاء أيام فيها عقب نهاية جولة المحادثات المقررة في أديس أبابا 11 يونيو (حزيران) الحالي، بيد أنه لم يقطع بموعد محدد.
وزاد: «مشار سيزور جيبوتي والسودان، لكن لن يزور الصومال بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية ووجود قوات أوغندية فيها، وسيكتفي مشار باتصال هاتفي مع الرئيس الصومالي».
وفي الوقت ذاته، استبعد زيارة مشار لأوغندا بقوله: «لن يزور أوغندا لأنها متورطة في النزاع، وتدعم سلفا كير عسكريا، رغم عضويتها في منظمة إيقاد (راعية السلام في القرن الأفريقي)»، مشيرا إلى تهديد وزير خارجية أوغندا لمشار حال زيارته للخرطوم بأنه «سيكون متمردا إلى الأبد، وإلى أن الرئيس يوري موسفيني يرى أن مشار حليف للخرطوم، وهو لا يرغب في وصوله للسلطة».
ووصل يوهانس الخرطوم قبل أكثر من أسبوع، ضمن وفد مقدمة للترتيب لزيارة مشار لدول «إيقاد»، واستهلها بزيارة كينيا، بيد أنه لم يكشف عن الشخصيات التي التقاها في الخرطوم، واكتفى بالقول إن الوساطة هي التي رتبت الزيارة، وإنه التقى ممثل فريق الوساطة السوداني الفريق الدابي، وشخصيات أخرى لم يذكرها.
وأشار إلى ما سماه توجس الخرطوم من تأثير زيارة مشار على علاقتها ومصالحها مع جوبا، وقال: «نحن نتفهم الأمر، ولا نريد توتر العلاقة بين البلدين، حتى لا يتضرر الشعبان».
وفي سياق آخر، قالت هيئة الدفاع عن رئيس حزب الأمة المعارض الصادق المهدي، إن نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة، أخطرتها بتوجيه تهم له تحت المواد 50 تقويض النظام الدستوري، 62 إثارة الشعور بالتذمر بين القوات النظامية والتحريض على ارتكاب ما يخل بالنظام، والمادة 63 الدعوة لمعارضة السلطة العامة بالعنف أو القوة الجنائية، المادة 66 نشر الأخبار الكاذبة، و69 الإخلال بالسـلام العام، و159 «إشانة السمعة»، وتبلغ العقوبة القصوى الإعدام.
وأبدت هيئة الدفاع عن المهدي ترحيبها بانتهاء التحقيق والتحري، وقالت في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط» إنها لن تستأنف قرار إحالة القضية للمحكمة. وأكدت الهيئة أنها ستجتمع خلال اليومين المقبلين لوضع ترتيبات الدفاع عن المهدي، مذكرة بدعوتها لإطلاق سراح الرجل بالضمان بوصف استمرار حبسه خرقا للدستور والقانون الجنائي، لأنهما ينصان على عدم توقيع عقوبة الإعدام أو السجن لمن بلغ الـ70 إلا قصاصا أو حدا، وأضافت: «لما كان من غير الممكن أن تقضي المحكمة لاحقا، حتى في حالة إدانة موكلنا، بتوقيع عقوبة الإعدام أو السجن عليه، فمن الخطأ إذن تطبيق نص المادة 106 إجراءات، في مرحلة التحري وما بعدها».
واعتقل رئيس الوزراء الأسبق زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في الـ17 من الشهر الماضي، إثر اتهامه لقوات «الدعم السريع» التابعة لجهاز الأمن السوداني بارتكاب انتهاكات في دارفور وجنوب كردفان ومناطق أخرى.



نيجيريا: الجيش يكثف عملياته ضد معاقل الإرهاب

صور لاستهداف مواقع تابعة لتنظيم «داعش» شمالي نيجيريا نشرها الجيش (إعلام محلي)
صور لاستهداف مواقع تابعة لتنظيم «داعش» شمالي نيجيريا نشرها الجيش (إعلام محلي)
TT

نيجيريا: الجيش يكثف عملياته ضد معاقل الإرهاب

صور لاستهداف مواقع تابعة لتنظيم «داعش» شمالي نيجيريا نشرها الجيش (إعلام محلي)
صور لاستهداف مواقع تابعة لتنظيم «داعش» شمالي نيجيريا نشرها الجيش (إعلام محلي)

أعلن الجيش النيجيري أنه نفذ ضربات جوية، الأحد، أسفرت عن تحييد عدد من الإرهابيين، وتدمير مركز لوجستي تابع لهم، في ولاية بورنو أقصى شمال شرقي البلاد، حيث توجد معاقل تنظيمي «داعش» و«بوكو حرام».

عنصر إرهابي قتل على يد الجيش النيجيري خلال عملية عسكرية (إعلام محلي)

وأوضح الجيش في بيان صحافي أن العملية العسكرية جرت في منطقة دابار ماسارا، وهي معقل معروف للإرهابيين في جنوبي تونبونس، مشيراً إلى أن العملية العسكرية تدخل في إطار «الجهود المستمرة لتعطيل أنشطة المجموعات الإرهابية وشبكات الإمداد الخاصة بها».

وقال مدير العلاقات العامة والإعلام في القوات الجوية النيجيرية، العميد الجوي إحيمين إيجودامي، إن «الضربات جاءت بعد معلومات استخباراتية موثوقة أفادت بوجود ورشة يستخدمها الإرهابيون وحركة مستمرة لمقاتلين مسلحين في المنطقة».

وأضاف أن سلاح الجو ضمن عملية «هادين كاي» العسكرية، نشر ما سماه «حزمة قتالية متكاملة لتنفيذ مهام منسقة في مجالات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، بالتوازي مع عمليات الاستهداف».

وأشار إلى أن «المراقبة الجوية المسبّقة كشفت تكرار تحركات الإرهابيين ووجود عدد كبير من المركبات المموّهة تحت الغطاء النباتي، ما أكد أن الموقع يُستخدم قاعدة لوجستية نشطة»، وأضاف: «في يوم العملية، أكدت عمليات الاستطلاع الإضافية النتائج السابقة، حيث رُصد إرهابيون يناورون داخل الموقع وحوله، بالقرب من المركبات المحددة».

وقال العميد الجوي إنه «بعد التأكد الإيجابي من الأهداف، ووفقاً لقواعد الاشتباك، تم التعامل معها»، مؤكداً أن «تقييم الأضرار بعد العملية أثبتَ أن المركبات دُمّرت بالكامل، وتم تحييد عدد من العناصر الإرهابية».

في سياق متصل، أعلن الجيش أنه خلال اليومين الماضيين، السبت والأحد، نجح في القضاء على أكثر من 14 إرهابياً من تنظيم «داعش»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء النيجيرية عن مصدر وصفته بالموثوق.

وأضاف نفس المصدر أن الجيش اعتقل عدداً من المشتبه بهم وأنقذ العديد من ضحايا الاختطاف خلال عمليات منسقة في عدة مناطق، وأوضح أنه في شمال شرق البلاد، نفذ عمليات هجومية في ولايتي بورنو ويوبي، حيث تم القضاء على 11 إرهابياً من تنظيمي «داعش» و«بوكو حرام».

كما جرى تحييد ثلاثة متعاونين مع تنظيم «داعش»، بينهم مزودون لوجستيون تم اعتراضهم على طريق كوندوجا - باما، وتمت مصادرة 700 عبوة من مشروبات الطاقة وهواتف جوالة ومبالغ نقدية.

وفي شمال غرب البلاد، ذكر المصدر أن الجيش اشتبك مع إرهابيين في منطقتي زورمي ومرادون بولاية زامفارا، ما أدى إلى إجبارهم على الفرار إلى الأحراش المجاورة. وأضاف: «في تطور كبير، اعترضت قوات ولاية كادونا مركبة تحمل فدية قدرها 9 ملايين نايرا كانت مخصصة للإفراج عن ستة أطفال مختطفين في ولاية كاتسينا».

وأشار المصدر إلى أن القوات في المنطقة الوسطى الشمالية أحبطت محاولات اختطاف وأنقذت ضحايا في ولايات بلاتو وناساراوا وتارابا. وأوضح أنه تم تحرير عدة ضحايا بعد أن لاذ خاطفوهم بالفرار عند رؤية القوات، فيما تم اعتقال خمسة خاطفين مشتبه بهم في ولاية كادونا، مضيفاً أن الجهود ما تزال جارية لإنقاذ مزيد من المختطفين وتعقب المجرمين الفارين.

ورغم الجهود التي يبذلها جيش نيجيريا في حربه على المجموعات الإرهابية في شمال البلاد ووسطها، فإن الوضع الأمني في نيجيريا تدهور بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة، حيث تزايدت الهجمات الإرهابية، كما ارتفع مستوى نشاط العصابات الإجرامية وزاد عدد عمليات الخطف الجماعي.

في غضون ذلك، هاجم مسلحون يُشتبه بانتمائهم لعصابات إجرامية، عند حدود منتصف ليل الأحد/الاثنين، منطقة زوروم ماهاوتا، التابعة لبلدية غوارزو في ولاية كانو، واختطفوا سبعة من السكان، حسب ما أكدت مصادر محلية.

وقال أحد سكان المنطقة، تحدث لصحيفة «ديلي بوست» طالباً عدم الكشف عن هويته، إن قوات الأمن وصلت بعد وقت قصير من الهجوم وطاردت المهاجمين. وأضاف المصدر: «وصل المسلحون حوالي منتصف الليل وخطفوا سبعة أشخاص. الجنود وصلوا لاحقاً وطاردوهم».

وبحسب مصادر محلية، فإن نحو عشرين مسلحاً كانوا على متن دراجات نارية شوهدوا قرب قرية دانجانكو في بلدية مالومفاشي بولاية كاتسينا، وهم يتجهون نحو محور ولاية كانو، أكبر ولايات شمال نيجيريا وأهمها.

وأطلق السكان المحليون تحذيرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما حذر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي من هجوم وشيك، وطلبوا من سكان ولاية كانو توخي الحيطة والحذر، وجاء في تحذير نشره أحد المشاهير المحليين: «يجب على السكان التحلي بقدر كبير من اليقظة. فقد شوهد اليوم نحو عشرين مسلحاً على دراجات نارية بالقرب من قرية دانجانكو ببلدية مالومفاشي، ويُعتقد أنهم في طريقهم نحو كانو».

وبعد الهجوم، أعرب المشهور عبر صفحته على «فيسبوك» عن أسفه لعدم أخذ التحذير على محمل الجد من قبل الجهات المختصة قبل وقوع الحادث. وقال: «لقد نبّهنا السلطات والجمهور، لكن التحذير لم يحظ بالاهتمام اللازم قبل الهجوم».

وأعاد هذا الحادث تأجيج المخاوف من الثغرات الأمنية في المجتمعات الحدودية بين كاتسينا وكانو، حيث يستغل قطاع الطرق بشكل متكرر هشاشة الحدود لتنفيذ هجمات وعمليات اختطاف ثم الفرار بعدها.


نيجيريا تصدُّ هجوماً لتنظيم «داعش» ضد قاعدة عسكرية

أسلحة وذخيرة ومعدات كانت بحوزة الإرهابيين (إعلام محلي)
أسلحة وذخيرة ومعدات كانت بحوزة الإرهابيين (إعلام محلي)
TT

نيجيريا تصدُّ هجوماً لتنظيم «داعش» ضد قاعدة عسكرية

أسلحة وذخيرة ومعدات كانت بحوزة الإرهابيين (إعلام محلي)
أسلحة وذخيرة ومعدات كانت بحوزة الإرهابيين (إعلام محلي)

أعلنت نيجيريا أن جيشها تصدى لهجوم كبير نفذه «تنظيم داعش في غرب أفريقيا»، ضد قاعدة عسكرية في ولاية بورنو، أقصى شمال شرقي البلاد، ما خلّف «عدداً كبيراً» من القتلى في صفوف منفذي الهجوم.

آثار المعركة التي دارت بين مقاتلي «داعش» والجيش النيجيري (إعلام محلي)

وقال الجيش النيجيري إن قوات عملية «هدن كاي»، وهي عملية عسكرية لمحاربة الإرهاب، نجحت في صدّ هجوم منسّق شنّه إرهابيو «داعش» على القاعدة العسكرية المتقدمة في مايراري بولاية بورنو.

وأضاف الجيش أن قواته «وجّهت ضربة حاسمة لقدرات التنظيم العملياتية في المنطقة»، حسب ما ورد في بيان صادر عن ضابط الإعلام في العملية العسكرية، العقيد ساني أوبا، نشرته السبت وكالة الأنباء النيجيرية (NAN).

وقال أوبا إن الهجوم، الذي بدأ في وقت متأخر من مساء الجمعة واستمر حتى الساعات الأولى من صباح السبت، أُحبط بفضل عمليات منسّقة بين القوات البرية والدعم الجوي، وأوضح أن الإرهابيين حاولوا اختراق القاعدة باستخدام آليتين مفخختين، لكن القوات رصدت الآليتين بسرعة وقامت بتدميرهما، ما منع أي اختراق للقاعدة.

إرهابي من بين القتلى في الكمين الذي نصبه الجيش (إعلام محلي)

وأكد أن لقطات كاميرات المراقبة والمشاهدات الميدانية بيّنت مقتل عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين بجروح خطيرة، في حين سارع من تبقى منهم إلى إجلاء قتلاهم وجرحاهم.

وأضاف البيان أنه عقب فشل الهجوم، نفّذت قوات مدعومة بمجموعة التدخل السريع، وفريق من قوات الشرطة الخاصة، وأفراد قوات المهام المشتركة المدنية، عملية تمشيط واسعة للمنطقة.

وأدّت العملية إلى اكتشاف عدد كبير من قتلى الإرهابيين، إضافة إلى مصادرة أسلحة وذخائر ومواد لوجستية تركوها أثناء انسحابهم. وشملت المضبوطات بنادق «كلاشنيكوف»، ومخازن ذخائر، وعيارات نارية وقنابل يدوية، ودراجات نارية، وأجهزة اتصال، ومعدات قتالية، ومستلزمات طبية، ومواد أخرى تشير إلى نشاط عملياتي متواصل للجماعة الإرهابية.

وقال أوبا إن استعادة هذه المعدات والمواد اللوجستية «شكّلت ضربة إضافية لقدرات الإرهابيين، وقيّدت حريتهم في الحركة داخل المنطقة»، وأضاف أن «الآليتين المفخختين جرى تدميرهما بالكامل بنيران دفاعية من القوات، ما تسبب في أضرار بنقطتين على الطريق».

وشدد على أنه لم يحدث أي اختراق للقاعدة العسكرية، وهو ما اعتبر أنه «يعكس حالة الجاهزية واليقظة والقدرة العالية لدى القوات النيجيرية»، مشيراً إلى أن القوات تنفّذ حالياً «دوريات هجومية في المنطقة لمنع أي نشاط إرهابي جديد، ولطمأنة المجتمعات المحلية بأن الوجود الأمني مستمر وفعّال».

وختم قائلاً إن «القوات مصممة على هزيمة كل العناصر الإرهابية بشكل حاسم، واستعادة السلام والاستقرار الدائمين في شمال شرقي البلاد»، مؤكداً أن «فشل الهجوم على مايراري يبرز مستوى الجاهزية المهنية لعناصرنا في الميدان».

أسلحة وذخيرة ومعدات كانت بحوزة الإرهابيين (إعلام محلي)

على صعيد آخر، أعلن الجيش النيجيري إنقاذ أربعة مخطوفين وتحييد أحد الخاطفين خلال كمين نُفِّذ في ولاية بلاتو، وقالت مصادر خاصة للإعلام المحلي إن العملية جاءت إثر معلومات استخبارية حول اختطاف أربعة أشخاص في قرية ريمي، ضمن مقاطعة جيري.

وأوضحت المصادر أنه في نحو الساعة الرابعة فجراً يوم الجمعة، انتشرت قوات القطاع الأول التابعة للعملية انطلاقاً من جينغري، ونصبت كميناً على المسار المتوقع لانسحاب الخاطفين. وقالت المصادر: «خلال العملية، اشتبكت القوات مع الخاطفين وتبادل الطرفان إطلاق النار، ما أجبر الخاطفين على ترك الضحايا الأربعة والفرار».

وأضافت أنه بعد تمشيط المنطقة عثرت القوات على جثة أحد الخاطفين الذي تم تحييده خلال الاشتباك، كما شملت المضبوطات التي تم العثور عليها بحوزة الخاطفين الفارين: بندقية «AK-47»، ومخزن ذخيرة واحداً، و13 طلقة من عيار «7.62 ملم» الخاصة.

وبحسب المصادر، تم استجواب الضحايا الذين جرى إنقاذهم قبل إعادتهم إلى ذويهم، في حين تتواصل الجهود لتعقب ما تبقى من أفراد عصابة الخطف والقبض عليهم، وأكدت المصادر أنه لم تُسجَّل أي خسائر في صفوف القوات.


عودة أطفال نيجيريين إلى آبائهم بعد إطلاق سراحهم من الاختطاف

أونيكا تشيمي طالب أُطلق سراحه بعد اختطافه خلال مقابلة مع «وكالة أسوشييتد برس» في بابيري بنيجيريا 10 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أونيكا تشيمي طالب أُطلق سراحه بعد اختطافه خلال مقابلة مع «وكالة أسوشييتد برس» في بابيري بنيجيريا 10 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

عودة أطفال نيجيريين إلى آبائهم بعد إطلاق سراحهم من الاختطاف

أونيكا تشيمي طالب أُطلق سراحه بعد اختطافه خلال مقابلة مع «وكالة أسوشييتد برس» في بابيري بنيجيريا 10 ديسمبر 2025 (أ.ب)
أونيكا تشيمي طالب أُطلق سراحه بعد اختطافه خلال مقابلة مع «وكالة أسوشييتد برس» في بابيري بنيجيريا 10 ديسمبر 2025 (أ.ب)

رحب العديد من الآباء في نيجيريا بعودة أطفالهم في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية، والذين تم خطفهم الشهر الماضي، عندما اقتحم مسلحون مدرستهم.

وقال لوكا إيلايا، أحد الآباء، لوكالة «أسوشييتد برس»، الذي أُفرج عن أحد أبنائه في حين لا يزال الآخر محتجزاً لدى الخاطفين: «لم يكن الأمر سهلًا بالنسبة لي، لكنني أشعر اليوم ببعض الفرح، ورغم أنه لا يزال هناك ابن آخر مختطف، ومع ذلك، أنا سعيد باستعادة هذا الابن».

وابنه، الذي كان يعانقه بقوة، هو واحد من 100 طالب، جرى إطلاق سراحهم مطلع الأسبوع الحالي، بعد اختطافهم من مدرسة كاثوليكية نيجيرية في 21 نوفمبر (تشرين الثاني).

أونيكا تشيمي (على اليمين) طالب كاثوليكي اختطف ثم أُفرج عنه يتفقد هاتفه في منزله بنيجيريا 10 ديسمبر 2025 (أ.ب)

يُشار إلى أن عمليات الاختطاف من مدرسة واقعة في قرية بابيري، التي خطف منها أكثر من 300 طالب وموظف، هي الأحدث في سلسلة من عمليات الاختطاف الجماعية التي هزّت نيجيريا في العقد الماضي.

وقبل ذلك بأيام، اختُطف 25 طالباً في ولاية كيبي المجاورة. ولم تكشف الحكومة عن تفاصيل بشأن الطلاب الذين أُفرج عنهم من قرية بابيري، ولا عن مصير ما لا يقل عن 150 طفلاً وموظفاً ما زالوا في الأسر، في حين تمكّن 50 طالباً من الفرار خلال الساعات التي أعقبت عملية الاختطاف.

وقالت «الجمعية المسيحية النيجيرية» إنه من المقرر لم شمل 100 تلميذ مع أسرهم الثلاثاء بعد إنقاذهم من خاطفيهم، وذلك بعد إتمام فحوصهم الطبية بولاية النيجر في وسط البلاد.

وكان الطلبة بين أكثر من 300 طالب و12 موظفاً خطفهم مسلحون من مدرسة سانت ماري الداخلية في الساعات الأولى من يوم 21 نوفمبر، في واحدة من أسوأ عمليات الخطف الجماعي في البلاد منذ ما يزيد على عقد.

وقال دانيال أتوري، المتحدث باسم «الجمعية المسيحية النيجيرية»: «نحن حالياً في طريقنا من مينا إلى بابيري مع الطلاب المائة. وأعتقد الآن أن ذويهم سيكونون في استقبالنا بالمدرسة».

وتقع قرية بابيري في ولاية النيجر على مسافة تبعد 7 ساعات بالسيارة من مينا عاصمة الولاية.

وقال دودا جوانجا، أحد أولياء الأمور، إنه تلقى اتصالاً للذهاب إلى المدرسة لاستقبال نجله البالغ 15 عاماً. وأضاف: «نتطلع إلى لم الشمل مع ابننا، وندعو الله ألا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى».

وبالإضافة إلى المحررين الاثنين، تمكن 50 من تلاميذ المدرسة المخطوفين من الفرار بعد فترة وجيزة من احتجازهم، في حين لا يزال أكثر من 100 تلميذ في عداد المفقودين.

أونيكا تشيمي (على اليمين) طالب كاثوليكي اختطف ثم أُفرج عنه يتفقد هاتفه في منزله بنيجيريا 10 ديسمبر 2025 (أ.ب)

وسرعان ما تلاشى الارتياح الناتج عن تحرير الطلاب، ليُفسح المجال أمام تساؤلات الخبراء الأمنيين حول كيفية تنفيذ عملية الإنقاذ. ولم يقدّم الرئيس بولا تينوبو ولا مسؤولو الحكومة النيجيرية أي تفاصيل بشأن العملية، إذ لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الإفراج عن الأطفال قد جرى عبر مفاوضات، أو بدفع فدية، أو من خلال عملية أمنية.

وقال مسؤول حكومي رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته، إن هذه التفاصيل حُجبت لأسباب أمنية، وخشية أن يؤثر الكشف عنها في فرص إطلاق سراح من لا يزالون محتجزين. وتؤكد الحكومة النيجيرية باستمرار أنها لا تدفع فِدى للخاطفين.