قطاع العقارات المالديفي يغري الشركات الأجنبية

تصاعد وتيرة الإصلاحات الاقتصادية... وشركة «سينغها» تكشف عن مشروع يتجاوز 680 مليون دولار

قطاع العقارات المالديفي يغري الشركات الأجنبية
TT

قطاع العقارات المالديفي يغري الشركات الأجنبية

قطاع العقارات المالديفي يغري الشركات الأجنبية

يشير تيتي تهونغ بينجاماس، رئيس الشؤون الاستثمارية لدى شركة «سينغها» العقارية العامة، أن الشركة تستوحي مشاريعها من ثقافة جزر المالديف، حيث أطلقت على مشروعها الجديد اسم «كروس رود»، وهو ما يعني «ملتقى الطرق»، من التأثيرات الثقافية المتنوعة التي شكلت هوية المالديف عبر العصور.
وقال تيتي إن أرخبيل الجزر المالديفي يقع على ملتقى عدد من طرق الملاحة العريقة، ولطالما كان محطة اجتذبت البحارة القادمين من مختلف أنحاء المعمورة لأغراض التجارة والاستراحة وإعادة التموين، مشيراً إلى أنه أول مشروع في المالديف يسعى لإنشاء مجموعة منتجعات تغطي جزراً كثيرة، فضلاً عن كونه المشروع السياحي الأكبر في المالديف
ويقع مشروع «كروس رود» الذي تطوره شركة «سينغها» العقارية العامة، التي تتخذ من تايلاند مقراً لها، في وسط مياه المحيط الهندي، ويمكن الوصول إليه بسهولة جواً من أبرز الوجهات العالمية، مثل أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وينطوي التصميم المعماري للمكان على مكوّنات تحمل مضامين تنوع العالم، مثل التصاميم الفرنسية، وعناصر عربية تقليدية، إضافة إلى المفاهيم المعمارية من البرتغال والصين وبريطانيا.
وسيغطي المشروع بكليته 9 جزر، تشمل منتجعات متنوعة تدار بشكل منفصل. وتشتمل المرحلة الأولى على 3 منتجعات، أبرزها منتجع «تاون شيب»، الذي يمثّل قلب المشروع، ويقع على امتداد 7 كيلومترات من شواطئ الجزيرة التي تحتضنه، ويقع على بعد 15 دقيقة بالقارب السريع من مطار ماليه الدولي، ويستوعب حتى 30 قارباً، من خلال مرسى يعتزم إنشاؤه.
وبالعودة إلى رئيس الشؤون الاستثمارية لدى شركة «سينغها» العقارية العامة، الذي قال إنه تم استثمار مبلغ 311.5 مليون دولار في المرحلة الأولى من المشروع في منتجعات متوزعة على 3 جزر، و368.5 مليون دولار في المرحلة الثانية لتطوير الجزر الست الباقية، ومن المخطط أن يكتمل كل من منتجع تاون شيب والمرحلة الأولى بحلول النصف الثاني من 2018، في حين من المزمع إكمال المرحلة الثانية خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وأضاف: «تحرص (سينغها) العقارية على توفير قيمة مستدامة لكل الجهات المعنية، وتلتزم بصون النظم البيئية في المالديف، مع رفع جودة معيشة المجتمعات المحلية ودعم النمو الاقتصادي»، مشيراً إلى أن شركته تعتزم تأسيس «مركز المالديف الثقافي» في إطار المشروع، وبالتعاون مع المجتمعات المحلية وخبراء في علم الأحياء البحري، حيث يهدف هذا المركز إلى التعريف والترويج لنمط الحياة المحلي والحرف التقليدية في المالديف، مع صياغة خطط لحماية الحياة البحرية بغية صون وتحسين التنوّع الحيوية للمنظومة البيئية البحرية الغنية في البلاد.
وسيشمل المشروع عند اكتماله 1300 غرفة، مع توقعات بأن يتيح أكثر من 5 آلاف فرصة عمل، مما يسهم في تحفيز اقتصاد البلاد القائم على السياحة، في الوقت الذي يشير فيه تيتي إلى أن جزر المالديف تحظى بشعبية كبيرة كوجهة استوائية للسيّاح من الشرق الأوسط، وتسعى لاستقطاب المستثمرين من المنطقة بمشروع مدينة ذكية على إحدى جزرها. وزاد: «من خلال مشروع (كروس رودس)، سيتم استكشاف أحدث التقنيات الذكية في الكفاءة باستهلاك الطاقة ونظم التخلص من النفايات في كل من المشروع وجزر المالديف عموماً، الأمر الذي من شأنه أن يحدث تحوّلاً جذرياً في البنية التحتية الحالية غير الفعالة للتخلص من النفايات في الجزر».

نظرة على السوق

قال رئيس الشؤون الاستثمارية لدى شركة «سينغها» العقارية العامة إن الحكومة المالديفية تتجه نحو تطبيق سياستها الرامية إلى لتحويل المالديف إلى اقتصاد مفتوح، وذلك مع اقتراح وزير التطوير الاقتصادي محمد سعيد تحويل المالديف لتصبح قريباً منطقة حرة مفتوحة للشركات، فيما يشير مصرف التنمية الآسيوي إلى أن الأداء الإيجابي في قطاع السياحة الذي شهده عام 2017 سيستمر في 2018، ويعزى ذلك إلى الرحلات الدولية المتوقع أن تزداد إلى جزر المالديف، بالإضافة إلى إطلاق 30 منتجعاً جديداً في البلاد.
وأشار إلى أن عام 2016 قد شهد دخول أكثر من مليون سائح إلى جزر المالديف، مما يشير إلى نمو في متوسط معدل السياح بنسبة 4.2 في المائة، وهو ما يمثّل تحسناً عن معدل النمو البالغ 2.4 في المائة في عام 2015. وحول الضرائب، فإن قانون ضريبة الأرباح التجارية يفرض ضريبة بنسبة 15 في المائة على الأرباح التي تتجاوز 500 ألف روفية مالديفية (العملة المالديفية: الروفية، وتساوي 0.065 دولار) سنوياً. ويطبّق معدل ضريبة 5 في المائة على الشركات التي تتخذ من المالديف مقراً لها، وتمتلك عائدات دولية بالكامل.
ولفت إلى أن السياسات المواتية للأعمال التجارية والاستثمارية التي تتبعها حكومة المالديف تحت قيادة الرئيس المالديفي عبد الله يمين مهدّت الطريق أمام الشركات الدولية للاستثمار في جزر المالديف وفي قطاع العقارات، وقال: «أنا أعتقد أن مبادرات تنمية البنى التحتية والمساحة التي وفّرتها الحكومة لتمكين مشاركة القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب في عملية التنمية سيكون لها أثر كبير في دفع عجلة التنمية في البلاد إلى مستويات جديدة». وزاد: «من بين العوامل الحاسمة التي ساهمت بإقناعنا بأن هذا هو الوقت الملائم للاستثمار في المالديف، التزام حكومة المالديفن وجهودها الكبيرة لتحقيق تنمية فعّالة في البنى التحتية، مثل إنشاء مطار فيلانا الدولي ومدينة هولومالي للشباب، ومشاريع تطوير الربط بين المراكز الحضرية. فتحقيق مشروع بهذا الحجم من خلال الاستثمار الخاص لم يكن ممكناً دون مناخ الأعمال المواتي الذي توفره الحكومة».
وتابع تيتي: «في حين يسهم هذا المشروع في تحقيق النمو لشركتنا، نحن نعتقد أنه سوف يساعد في تعزيز قطاع السياحة المزدهر أساساً في جزر المالديف ليصل إلى مستويات جديدة كلياً، كما سيكون له دور فاعل في إعادة تعريف المنتج والتجربة السياحية في المالديف، ومن المتوقع أن يكون الأثر المتوخى من هذا المشروع عميقاً خلال السنوات المقبلة».
وقال: «على اعتبارنا شركة استثمار أجنبية في جزر المالديف، نحن فخورون بكوننا شركاء في مرحلة التطوير الجديدة التي شرعت بها الحكومة المالديفية، فقد كانت تجربتنا في المالديف إيجابية حتى الآن، ونحن واثقون بأن المبادرات الفاعلة لتطوير البنية التحتية التي يقوم بها الرئيس عبد الله يمين، والتزامه بتنويع الاقتصاد، سيكون له دور كبير في إعادة تشكيل المشهد الاقتصادي المالديفي، وتعزيز موقع الدولة خلال القرن الحادي والعشرين. وأنا من جهتي لن أتردد في التوصية بجزر المالديف كوجهة مثالية للاستثمارات في جنوب آسيا».


مقالات ذات صلة

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»