القبض على قيادات حوثية حاولت الفرار من بيحان

الجيش فتح الطريق بين شبوة ومأرب

TT

القبض على قيادات حوثية حاولت الفرار من بيحان

قبضت قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة على عناصر وقيادات حوثية حاولت الفرار من بيحان شبوة، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية فتح القوات الطريق بين محافظتي شبوة ومأرب.
في الأثناء، كثفت ميليشيات الحوثي الانقلابية من انتشارها في أحياء وشوارع مدينة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، تزامنا مع مواصلة الجيش الوطني عملياته القتالية في جبهة الساحل الغربي واقترابه من السيطرة على مديريتي التحيتا وحيس، جنوب الحديدة، بعد السيطرة على مديرية الخوخة، علاوة على استمرار تقدم قوات الجيش نحو العاصمة صنعاء بعد السيطرة على أهم المواقع أول من أمس في مديرية نهم، البوابة الشرقية لصنعاء.
وبينما اقتربت قوات الجيش من السيطرة على مديرية حيس والخط الواصل بين تعز - والحديدة، بعد تضييق الخناق على الانقلابيين في المديرية منذ الأسبوع الماضي، أفاد سكان محليون في مدينة الحديدة لـ«الشرق الأوسط» بأنهم «استيقظوا على انتشار كثيف للانقلابيين في جميع شوارع وأحياء مدينة الحديدة، وخاصة في حي وسوق المطراق، وسط المدينة، بعدما ملأت جدران عدد من المنازل وشوارع الحي وعدد من الأسوار، عبارات ورسومات جدارية ترفض وجود الحوثيين، وتطالبهم بالرحيل من المدينة والمحافظة بشكل كامل».
وشددوا تأكيدهم بأن «أهالي مدينة الحديدة ينتظرون قوات الجيش الوطني لتخليصهم من ميليشيات الحوثي الانقلابية ووضع حد لانتهاكات الميليشيات وللأزمة الإنسانية الكبيرة التي تسبب بها الحوثيون بعدما نهبت المساعدات الإنسانية التي تصل إليها عبر الميناء وعبر المنظمات الدولية الإغاثية، علاوة على نهب صادرات وكل مخصصات المدينة الساحلية».
جاء ذلك في الوقت الذي تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمشيطها لجيوب وأوكار الانقلابيين في منطقة الصفراء بمديرية عسيلان بمحافظة شبوة، آخر معاقل الميليشيات الحوثية في المديرية، الذي استطاعت القوات السيطرة عليها، بينما أعلن اللواء الركن أحمد حسان جبران قائد المنطقة العسكرية الثالثة تحرير مديرية بيحان بالكامل ومديرية عسيلان والعين، وقال في تصريح نقل عنه موقع الجيش الوطني «26 سبتمبر نت»، إن «شبوة باتت محافظة محررة عدا بعض الجيوب الصغيرة التي يجري التعامل معها الآن ونهايتها باتت قريبة». مؤكدا أن جيوب الميليشيا الصغيرة محاصرة من كل الاتجاهات ولا مجال أمامها سوى الموت أو الاستسلام.
مصدر عسكري أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «بتحرير منطقة الصفراء، أصبح الخط الدولي الرابط بين شبوة ومأرب مفتوحا بالكامل، ولم تعد هناك حاجة لاستخدام الطرق الرملية التي كانت تستخدمها قبل ذلك»، مضيفا أن «أهالي محافظة شبوة تنفسوا الصعداء بعد ثلاث سنوات من الحصار والحرب التي شنتها عليهم ميليشيات الحوثي، وذلك بعد تحرير المحافظة وفك الجيش الوطني للطريق الرسمية من شبوة إلى مأرب لأول مرة منذ ثلاث سنوات».
وأوضح أن «الميليشيات الانقلابية بعدما كانت تستميت لاستعادة مواقعها في شبوة وفك الحصار عن ما تبقى من عناصرها، أصبحت الآن تستميت للحفاظ على مواقعها في محافظة البيضاء التي أصبحت الهدف المقبل لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية»، مشيرا إلى أنه «بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية حقق قوات الجيش تقدمها حيث استهدفت، اليوم الأربعاء، آليات عسكرية تابعة للانقلابيين في عدد من المواقع في البيضاء بما فيها موقع الحمة وقرية القري وموقع المطراش بمنطقة السميط وموقع الروق القريب من نوفان وموقع المتار ببلاد آل الجوف بمديرية القريشية، دمر فيها آليات عسكرية وتكبدت الميليشيات خسائر بشرية كبيرة، علاوة على استهداف تعزيزات في مديرية الشرية بآل غنيم كانت متجهة إلى مديرية بيحان».
وأكد أن «عددا من قيادات الحوثي قتلوا، بينما آخرون تم أسرهم من قبل الجيش الوطني بما فيهم المشرف الأمني للميليشيات الحوثية في بيحان المدعو عبد الخالق فهيد السيد المكنى (أبو هاشم)، ومدير عام مديرية بيحان المعين من قبل الحوثيين المدعو يحيى العطاش السيد، والذي تم إلقاء القبض عليهم من قبل عناصر قوات الحزم التابعة للقوات الحكومية في نقطة مجبجب شمال بيحان أثناء محاولة تهريبهم من قبل مستأجرين».
ومن جهته، أعلن الجيش الوطني في بيحان العثور على معمل لتجهيز العبوات الناسفة في مديرية بيحان، وقال مصدر عسكري نقل عنه موقع الجيش الوطني إن «ميليشيات الحوثي كانت تقوم بتصنيع وإعداد العبوات الناسفة في المعمل. وفرت من المعمل عقب اقتحام الجيش الوطني لبيحان وتحريرها من قبضة الانقلابيين».
إلى ذلك، تواصل قوات الجيش الوطني تقدمها في الساحل الغربي، واشتدت حدة المعارك في مناطق تابعة لمديرية موزع، غرب تعز، وقريبة من مديرية حيس التابعة لمحافظة الحديدة.
وبينما تستميت الميليشيات الحوثية التقدم واستعادة مواقع خسرتها في الخوخة، جنوب الحديدة، وتصدي قوات الجيش لمحاولات التسلل، قصف الحوثيون مدينة الخوخة بصاروخ استهدف أحد المنازل السكنية وتسبب في إصابة امرأة وطفلتين وصفت إصابتهم بالخطيرة، طبقا لما أفاد به شهود محليون من الخوخة لـ«الشرق الأوسط» والذين أكدوا أن «القصف جاء بعد تصدي قوات الجيش لمحاولة تسلل إلى مواقع الجيش في مناطق الخوخة، وقتل عقب الهجوم عدد من الانقلابيين إضافة إلى أسر 3 آخرين».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.