وزير التعليم العالي المغربي: هناك مؤامرة ضد كل ما تقوم به الحكومة

وزارة التربية الوطنية اعتمدت إجراءات جديدة لاجتياز امتحانات الثانوية العامة

وزير التعليم العالي المغربي: هناك مؤامرة ضد كل ما تقوم به الحكومة
TT

وزير التعليم العالي المغربي: هناك مؤامرة ضد كل ما تقوم به الحكومة

وزير التعليم العالي المغربي: هناك مؤامرة ضد كل ما تقوم به الحكومة

قال لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر المغربي، إن «هناك مؤامرة ضد كل ما تقوم به الحكومة»، وذلك على خلفية تحريف التصريحات التي أدلى بها أمام مجلس النواب الثلاثاء الماضي، بشأن اعتزام الوزارة تعميم المنحة على جميع الطلبة الجامعيين.
وأوضح الداودي المنتمي لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، متزعم الائتلاف الحكومي مساء أول من أمس، خلال نشرة الأخبار على القناة التلفزيونية المغربية الأولى، أن ما قصده بالتعميم هو أنه سيجري تعميم المنحة على جميع الطلبة، الذين وافقت اللجان الإقليمية على طلباتهم للحصول عليها ورأت أنهم يستحقونها، لأن الوزير لا يعرف الغني من الفقير، ولم يقصد أن المنح ستعمم على جميع الطلبة، بمن فيهم أبناء الأغنياء.
وأضاف الداودي: «هناك مؤامرة ضد كل ما تقوم به هذه الحكومة»، مستشهدا بما جرى قبل أشهر حين جرى تحريف كلامه عن اعتزام الحكومة إلغاء مجانية التعليم العالي، وهو «أمر غير صحيح وكذب»، على حد قوله.
وأشار الداودي إلى أنه يرتقب أن تبلغ نسبة الطلبة الجامعيين المستفيدين من المنح 50 في المائة، ونبه إلى أنه لم تجر أي زيادة في قيمة المنحة إلا مع مجيء الحكومة الحالية، إذ كانت قيمتها لا تتعدى 400 درهم في الشهر(47 دولارا) «فرفعناها إلى 600 درهم (71 دولارا) على الرغم من الأزمة الاقتصادية».
وأوضح الوزير المغربي أنه عندما جاء إلى الحكومة وجد أن قيمة المنح لا تتجاوز 700 مليون درهم (83 مليون دولار) فقط، لكنها سترتفع في الموسم الجامعي المقبل لتصل إلى ملياري درهم (238 مليون دولار). أما منحة الامتياز فكان مبلغها لا يتعدى 2200 درهم (275 دولارا) وارتفع إلى ثلاثة آلاف درهم (375 دولارا).
وأقر الداودي أنه رغم ذلك، فإن مبالغ المنح غير كافية، لا سيما بالنسبة للطلبة الذين لا يقطنون في الأحياء الجامعية، موضحا أنه جرى تحويل جزء من المبالغ المالية، التي وفرتها الحكومة في إطار رفع الدعم عن المحروقات، لدعم الطلبة الفقراء من أجل متابعة دراساتهم. وتساءل: «هل يعقل أن أعطي منحة لابن وزير أو برلماني وأحرم الفقراء؟ هذا لا يستقيم».
وفي موضوع ذي صلة أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في المغرب أمس، أن العدد الإجمالي للمترشحات والمترشحين لاجتياز امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة)عن دورة يونيو (حزيران) الحالي، بلغ 502 ألف و127 مترشحا، من بينهم 287 ألفا و688 من الذكور، أي ما يمثل 57.3 في المائة من العدد الإجمالي للمترشحين، و214 ألفا و439 من الإناث، بما يمثل 42.7 في المائة. كما عرف عدد المترشحات والمترشحين هذه السنة ارتفاعا بنسبة بلغت 4.7 في المائة مقارنة مع السنة الماضية.
وبلغ عدد المترشحين في التعليم العمومي 310 آلاف و833 مترشحا، بزيادة 2.9 في المائة عن سنة 2013، في حين يمثل المترشحون الأحرار، الذين بلغ عددهم 165 ألفا و546، ما نسبته 33 في المائة، أي بزيادة 7.3 في المائة مقارنة مع السنة الماضية.
كما بلغ عدد المترشحين من التعليم الخصوصي 25 ألفا و748، بما يمثل نسبة خمسة في المائة وزيادة عن السنة الماضية بنسبة 9.2 في المائة.
وبخصوص أنواع التعليم، بلغ عدد المترشحين في الشعب الأدبية والأصيلة 236 ألفا و440 مترشحا، أي بزيادة نسبتها 7.9 في المائة عن السنة الماضية، في حين بلغ عددهم في الشعب العلمية والتقنية 265 ألفا و678 مترشحا، بنسبة زيادة بلغت اثنين في المائة، مقارنة مع السنة الماضية.
وأوضحت الوزارة أن امتحانات البكالوريا لهذه السنة تجري في وضع يتميز بتطوير الأنشطة المعلوماتية الخاصة بتدبير الامتحانات، وتكييف المواضيع لفائدة أبناء المهاجرين المقيمين بالمغرب، سواء أبناء الجالية المغربية العائدين من بلدان أخرى، أو أبناء المهاجرين المقيمين في المغرب، بالإضافة إلى تكييف ظروف إجراء الامتحانات لفائدة المترشحين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ودعت الوزارة جميع المترشحات والمترشحين إلى «الانضباط والتحلي بروح المسؤولية والابتعاد عن كل أشكال التحايل والخداع، والوضعيات الملتبسة لممارسة الغش، بما يجنبهم التعرض إلى إجراءات زجرية وتأديبية، قد تصل إلى التوقيف والعقوبة الحبسية».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم