الشاهد يرفض استقالة جماعية لممثلي «آفاق تونس» من الحكومة

تفادياً لتأزم المشهد السياسي برمته

TT

الشاهد يرفض استقالة جماعية لممثلي «آفاق تونس» من الحكومة

رفض يوسف الشاهد، رئيس الحكومة التونسية، أمس طلب استقالة جماعية للممثلي حزب آفاق تونس من الحكومة، البالغ عددهم أربعة وزراء، واحتفظ بهم ضمن التركيبة الحكومية بعد أن جمدوا عضويتهم في الحزب، الذي يملك ثمانية مقاعد برلمانية.
وكان أربعة وزراء، يمثلون حزب آفاق تونس في حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها يوسف الشاهد، قد قدموا صباح أمس طلبا رسميا لإعفائهم من مهامهم، وبالتالي مغادرة مناصبهم الحكومية، وهو ما سيؤثر على المشهد السياسي برمته، ويسحب الثقة من «وثيقة قرطاج»، التي كان حزب آفاق تونس أحد الموقعين عليها خلال السنة الماضية.
وأعلن عبد القدوس السعداوي، وزير الدولة المكلف الشباب، والقيادي في حزب آفاق، في تصريح لوسائل الإعلام المحلية عن استقالته من الحزب، إضافة إلى تجميد عضوية كل من رياض المؤخر وزير البيئة، وفوزي عبد الرحمن وزير التكوين المهني والتشغيل، وهشام بن أحمد وزير الدولة للتجارة الخارجية، وهو ما دعا الشاهد إلى رفض طلبهم بمغادرة الحكومة.
وكان المجلس الوطني لحزب آفاق تونس، الذي يقوده ياسين إبراهيم، والذي انعقد السبت الماضي، قد دعا ممثليه في حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها يوسف الشاهد إلى الانسحاب من الحكومة، وذلك «بعدما قرّر القطع مع المنظومة السياسية الحالية المنبثقة عن (وثيقة قرطاج) لحيادها عن الأهداف التي وضعت من أجلها»، وهو ما دعا ممثلي الحزب إلى الانسحاب من الحكومة، والانسحاب من الحزب كذلك، واتهام ياسين إبراهيم بالتفرد بالرأي.
وتعرض حزب آفاق تونس لانتقادات لاذعة من الائتلاف الحاكم الحالي، بزعامة حزبي النداء والنهضة، إثر تصويته ضد قانون المالية للسنة المقبلة، وكان من آثار هذا الرفض أن دعت قيادات من حزب النداء إلى التخلص من الأحزاب السياسية الصغيرة المنضمة إلى الائتلاف الحاكم، التي لا تساير اختياراته، كما انسحب حزب الجمهوري من الائتلاف الحاكم قبل فترة قليلة ليأتي الدور الآن على حزب آفاق تونس، في مقابل عودة حزب الاتحاد الوطني الحر بزعامة سليم الرياحي لدعم حكومة الشاهد.
من ناحية أخرى، فاز ياسين العياري، المرشح عن قائمة «أمل» الانتخابية بمقعد في البرلمان التونسي، كممثل لأفراد الجالية للتونسية في ألمانيا، وحصل وفق النتائج التي قدمها محمد التليلي المنصري، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، على 265 صوتا، فيما آلت المرتبة الثانية لمرشح نداء تونس الذي حصل على 246 صوتا.
ولم تزد نسبة المشاركة عن 5.02 في المائة، حيث أقبل على مكاتب الاقتراع الأربعة 1325 ناخبا من إجمالي 26 ألف تونسي يقيمون في ألمانيا ويحق لهم الانتخاب. وفي هذا السياق اعتبر محسن مرزوق، رئيس حركة مشروع تونس، أن نتيجة الانتخابات البرلمانية الجزئية بألمانيا كانت «مخزية» بالنسبة لعدد من الأطراف السياسية على حد تعبيره، مبرزا أن حركة النهضة انتصرت بمرشحها الحقيقي.
وقال محمد بن سالم، القيادي في حركة النهضة، إن حزبه لم يصدر أي أوامر سرية من أجل التصويت للفائز في الانتخابات البرلمانية الجزئية.
وياسين العياري، الفائز بهذا المقعد البرلماني، هو الوحيد الذي يمثل الجالية التونسية في ألمانيا، وهو ابن العقيد الطاهر العياري، الذي استهدفته العناصر الإرهابية في أحداث الروحية التي عرفتها تونس في 18 مايو (أيار) عام 2011. كما عرف بانتقاداته الحادة للمؤسسة العسكرية التونسية.
ولقي العياري دعما من قبل الرئيس السابق المنصف المرزوقي، الذي علق على فوزه بالقول، إن انتصاره «هدية لكل أنصار الثورة التونسية، وهي رسالة للشباب التونسي الذي عليه حسن قراءتها».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.