قوات النظام تتقدم باتجاه مطار أبو الظهور في ريف إدلب

توغلت قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها داخل ريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد هجوم عنيف نفذته أمس على مواقع المعارضة المسلحة على محور مطار أبو الظهور، في وقت كثفت محاولاتها للتمدد داخل ريف حماة الشمالي وصعّدت عملية قصفها للغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وقال مصدر ميداني يقاتل مع قوات النظام لوكالة الأنباء الألمانية، إن «قوات الاقتحام التابعة للجيش السوري داهمت يوم أمس السبت مزارع الزهراء والحاوية وتمكنت من التوغل داخلهما تحت غطاء قصف صاروخي ومدفعي إضافة إلى غارات جوية للطيران الروسي».
وأكد المصدر أن القوات التابعة للنظام تمكنت بعد معارك عنيفة من السيطرة على المزرعتين في حين انسحب مقاتلو المعارضة بعد أن نقلوا أسلحتهم وعتادهم.
وأشارت الوكالة الألمانية إلى أن النظام السوري كلّف مؤخرا العميد سهيل حسن، الذي التقاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة حميميم، بقيادة عملياته الهجومية على محور مطار أبو الظهور العسكري.
وأعلن النظام الأسبوع الماضي وصول قواته إلى أراضي محافظة إدلب بعد نحو ثلاث سنوات من انسحابها منها حيث سيطرت على قرية الظافرية كأول قرية تسقط بيدها.
من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «انفجارات تهز محاور في ريف حماة الشمالي الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، نتيجة القصف المرافق للاشتباكات في المنطقة، إثر هجوم مستمر من قبل قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها على مواقع الفصائل المقاتلة والإسلامية وهيئة تحرير الشام في منطقتي المشيرفة وتل خنزير». وتحدث المرصد عن «تمكن قوات النظام من تحقيق مزيد من التقدم عبر السيطرة على قرية تل خنزير بريف إدلب»، لافتا إلى تعرض مناطق في الريفين الشمالي الشرقي لحماة والجنوبي الشرقي لإدلب، لقصف جوي مكثف، حيث استهدفت 3 طائرات مروحية بشكل متزامن بالبراميل المتفجرة، قرية تل خنزير، ومنطقة أبو دالي، وسط تنفيذ الطائرات الحربية غارات على منطقة قصر ابن وردان بالريف ذاته.
وفي سياق محاولات القوات النظام التمدد داخل ريف حماة الشمالي، أعلنت الوكالة الألمانية أن المواجهات والاشتباكات مع المعارضة المسلحة على أشدها في بلدة الرهجان، مسقط رأس وزير دفاع النظام السوري فهد الفريج، حيث فشلت القوات الحكومية في السيطرة عليها بعد 15 يوماً من المعارك بداخلها.
وقال قائد عسكري في فصائل المعارضة التي تقاتل في ريف حماة إن «القوات النظامية المدعومة بالميليشيات الإيرانية سيطرت على قرية تل خنزير في ناحية التمانعة بريف إدلب الجنوبي وإن تلك القوات بدأت بتمهيد مدفعي عنيف على بلدة أبو دالي التي تناوبت ثلاث مروحيات تابعة للقوات الحكومية على قصف محيطها بالبراميل المتفجرة».
وأضاف المصدر أن «الطيران الحربي الروسي والسوري قصف بعدة صواريخ موجهة منازل في بلدة معرشمشة الواقعة قرب معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي ما تسبب بإصابة طفلين بجروح ودمار واسع في الممتلكات الخاصة والعامة، وتقوم فرق الدفاع المدني بمهام الإنقاذ ونقل المصابين إلى المستشفيات الميدانية». ووجهت فصائل المعارضة في ريف حماة نداءً يوم أمس إلى جميع الفصائل دعتهم فيه إلى «التصدي للقوات الحكومية». وقال المرصد إن الاشتباكات استمرت بوتيرة مرتفعة حتى ساعات متأخرة بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، على محاور بالريف الشمالي الشرقي لحماة، بين «هيئة تحرير الشام» والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في هجوم متواصل من قبل الأخير بغطاء جوي وصاروخي مكثف، وذلك بهدف السيطرة على قرية المشيرفة وتل الخنزير، لتعاود قوات النظام هجومها على المنطقتين صباح يوم أمس السبت وسط قصف من طائرات حربية على محاور القتال ومناطق أخرى في محيط قصر بن وردان وأبو دالي ومحيطها.
وفي ريف العاصمة دمشق، أفيد عن تجدد وتصعيد القصف من قبل قوات النظام مستهدفة مدن وبلدات في غوطة دمشق الشرقية، إذ رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان استهداف قوات النظام لبلدة جسرين ومدينة سقبا، بعدد من القذائف المدفعية، كما مناطق في مدينة دوما وأطرافها، ما أدى إلى مقتل شخصين. وأشار إلى ارتفاع عدد القتلى المدنيين الذين قتلوا بعمليات القصف المستمرة على ريف دمشق منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت إلى 211.