إرجاء جديد للانتخابات البلدية في تونس

TT

إرجاء جديد للانتخابات البلدية في تونس

أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أمس (السبت)، تأجيل أول انتخابات بلدية في مرحلة ما بعد الثورة مرة أخرى بعدما أرجئت سابقاً، لتصبح في 6 مايو (أيار) 2018 بدلا من 25 مارس (آذار).
وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية، أن الهيئة العليا للانتخابات قررت التأجيل الجديد بناء على طلب الأحزاب السياسية الكبرى. ونقلت عن أنيس جربوعي، عضو الهيئة، قوله إن «هذا ليس تأجيلا فعليا بل فارق زمني لتحسين الإعداد للانتخابات والحفاظ على التوافق بين الأحزاب السياسية». وأشارت الوكالة إلى أنه تم اتخاذ القرار إثر لقاء شاركت فيه الأحزاب كافة.
ووافقت الهيئة على التأجيل مقابل تعهد رئيس الوزراء يوسف الشاهد بنشر الجدول الزمني للانتخابات قريبا في الجريدة الرسمية، وتوقيع المرسوم الرئاسي الذي سيدعو إلى إجراء الانتخابات. ويتعين على نحو خمسة ملايين تونسي انتخاب رؤساء 350 بلدية في انتخابات على قاعدة النسبية تجري على مرحلة واحدة.
وكان محمد التليلي المنصري، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، قال خلال اجتماع عقد أمس في العاصمة التونسية وجمع ممثلين عن معظم الأحزاب السياسية الممثلة وغير الممثلة في البرلمان، إن الهيئة على استعداد لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد يوم 25 مارس 2018، مشيرا إلى أنه لا يوجد «سبب وجيه» لتأجيلها. وأضاف المنصري، في افتتاح هذا الملتقى، أن هيئة الانتخابات لها الصلاحيات الدستورية الكافية للتمسك بموعد الانتخابات، غير أنها نظّمت هذا الاجتماع مع الأحزاب، بهدف تقريب وجهات النظر ودراسة إمكانية تمديد موعد الاقتراع وليس تأجيله، وهو ما تم إقراره كما يبدو بنقل الموعد من 25 مارس إلى 6 مايو. ولم تفض النقاشات والمشاورات المتواترة خلال الأشهر الماضية بين مكوّنات المشهد السياسي التونسي إلى اتفاق حول الموعد النهائي لإجراء الانتخابات البلدية، آخر مرحلة من مراحل المسار السياسي الذي بدأ بعد «ثورة الياسمين» التي أطاحت بالحكم الأسبق في مطلع عام 2011.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد أكد، في حوار إعلامي، أن الانتخابات البلدية ستجرى قبل نهاية أبريل (نيسان) المقبل، وهو ما زاد من غموض هذا الموعد الذي باتت مطروحة له ثلاثة مواعيد على الأقل هي 25 مارس ونهاية أبريل ومنتصف مايو من عام 2018.
ولم تنجح الأطراف السياسية المختلفة في الاتفاق حول موعد يوم 25 مارس المتفق في شأنه بين أكثر من طرف، إذ دعت عشرة أحزاب سياسية معارضة يقودها حزب «مشروع تونس» وحزب «آفاق تونس» والحزب «الجمهوري»، إلى تأجيل هذا الموعد، مقترحة إجراء الاقتراع في منتصف مايو (أيار) 2018، كما دعت إلى التعجيل بعقد لقاء تشاوري مع كل الأحزاب - وهو ما تم يوم أمس - لتحديد خريطة طريق بخصوص إجراء الانتخابات البلدية، والمصادقة على قانون الجماعات المحلية، وتركيز فروع المحكمة الإدارية وضمان حياد الإدارة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.