توقيف شرطي تركي لاتهامه بالتورط في اغتيال السفير الروسي بأنقرة

سبق فصله من الخدمة لاتهامه بالارتباط بحركة «غولن»

السفير الروسي السابق في أنقرة أندريه كارلوف («الشرق الأوسط»)
السفير الروسي السابق في أنقرة أندريه كارلوف («الشرق الأوسط»)
TT

توقيف شرطي تركي لاتهامه بالتورط في اغتيال السفير الروسي بأنقرة

السفير الروسي السابق في أنقرة أندريه كارلوف («الشرق الأوسط»)
السفير الروسي السابق في أنقرة أندريه كارلوف («الشرق الأوسط»)

قررت محكمة تركية توقيف رجل شرطة سابق بتهمة التورط في اغتيال السفير الروسي السابق لدى أنقرة أندريه كارلوف.
وذكرت مصادر أمنية أنه تم القبض على الشرطي رمضان يوجال الذي سبق فصله من عمله لارتباطه بحركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة وقعت في تركيا في منتصف يوليو (تموز) 2016. ووجهت النيابة العامة في أنقرة إلى يوجال اتهامات بالتورط في التخطيط لاغتيال كارلوف وأحالته إلى المحكمة التي أمرت بتوقيفه.
واغتيل السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف في التاسع من ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي أثناء إلقائه كلمة في مراسم افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية حول روسيا.
وأعلنت السلطات التركية آنذاك أن قاتل السفير رجل الشرطة مولود مارت ألتن طاش، تمت تصفيته على يد قوات الأمن التركية في مكان الحادث.
وكانت السلطات التركية اعتقلت 5 أشخاص في إطار التحقيق معظمهم كانوا من زملاء قاتل السفير.
ولا تزال التحقيقات في حادث اغتيال السفير كارلوف مستمرة بتعاون بين الجانبين التركي والروسي وركزت من قبل على محاولة فك شفرة ارتباطات الشرطي الذي كان يخدم ضمن صفوف قوات الانتشار السريع التركية والجهات التي من المحتمل أن تكون وراءه بعد أن رجح الجانب التركي احتمال ارتباطه بالداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا منذ عام 1999.
ورفضت واشنطن ادعاءات بشأن وقوفها وراء عملية اغتيال السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف، واقترحت المشاركة في التحقيقات الجارية من الجانبين التركي والروسي.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أبلغ نظيره الأميركي، في ذلك الوقت، جون كيري أن تركيا وروسيا تعلمان أن حركة غولن المقيم في أميركا هي من تقف وراء اغتيال السفير الروسي.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي وصف التلميحات الصادرة من بعض المسؤولين الأتراك حول دور لواشنطن في عملية اغتيال السفير الروسي بأنها «سخيفة بالكامل»، رافضا بشكل قاطع أي ربط بين وجود الداعية التركي غول على الأراضي الأميركية وبين الاتهامات التي وجهتها أنقرة له.
كما أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وجود صلات للشرطي مولود ميرت التن طاش بحركة الخدمة وبجهات أجنبية لم يحددها لافتا إلى أن أتباع غولن لا يزالون متغلغلين في الجيش وأجهزة الشرطة في تركيا.
ورد غولن، حليف إردوغان السابق وخصمه الحالي، والمتهم من السلطات التركية بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف يوليو (تموز) الماضي في تسجيل فيديو منددا باغتيال الروسي السفير الذي قال إنه علم من بعض المقربين منه أنه كان يمتدح حركة الخدمة وأنه حضر بعض مناسباتها.
واتهم غولن بدوره السلطات التركية بالمسؤولية عن الحادث لأنها سمحت بوقوع المأساة ووجهت التهمة ضده وضد جماعته «زيفا» على حد قوله، مؤكدا أن سلطات أنقرة لن تتمكن من إقناع العالم بذلك.
ولا تزال جهات التحقيق في أنقرة تبحث عن صلات «مرجحة» بين قاتل السفير الروسي وحركة غولن.
وكان الشرطي التن طاش قاتل السفير الروسي، سبق أن أدلى بإفادته كشاهد ضمن التحقيقات حول حركة غولن، حيث كان خاله مديرا لمركز تعليمي في ولاية أيدن جنوب غربي تركيا التي تقيم بها عائلته، تم إغلاقه بسبب ارتباطه بالحركة، كما أن أصدقاء التن طاش المقربين فصلوا من عملهم بعد المحاولة الانقلابية للسبب نفسه.
وفصل آلاف من رجال الشرطة كما أوقف آلاف عن العمل في إطار حملة تطهير مستمرة منذ المحاولة الانقلابية، تم خلالها حتى الآن سجن أكثر من 60 ألفا وإقالة أو وقف أكثر من 160 ألفا آخرين عن العمل بمختلف قطاعات الدولة بتهمة الارتباط بحركة غولن.



احتجاجات مؤيدة وأخرى مناهضة لاعتقال رئيس كوريا الجنوبية المعزول (صور)

تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)
تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)
TT

احتجاجات مؤيدة وأخرى مناهضة لاعتقال رئيس كوريا الجنوبية المعزول (صور)

تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)
تمثال للرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول مغطى بالثلوج خلال احتجاج ضده بالقرب من مقر إقامته الرسمي في سيول (رويترز)

تحدى آلاف الأشخاص الثلوج الكثيفة في سيول اليوم (الأحد) للتجمع تعبيراً عن تأييد أو معارضة اعتقال الرئيس المعزول يون سوك يول في الوقت الذي يبدو فيه أن الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية تتجه نحو مواجهة أخرى عالية المخاطر.

ومع قرب انقضاء المهلة المحددة لمذكرة الاعتقال الصادرة بحق يون بتهمة التمرد عند منتصف الليل (15:00 بتوقيت غرينتش) غداً (الاثنين)، نظمت عدة مجموعات احتجاجات بالقرب من مقر إقامته الرسمي، حيث دعا البعض إلى اعتقاله الفوري واحتج البعض الآخر على ذلك.

يرتدي المتظاهرون بطانيات حرارية خلال مسيرة ضد الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من مقر إقامته في سيول (أ.ف.ب)

وأصبح يون أول رئيس في السلطة يواجه الاعتقال بسبب محاولته الفاشلة لإعلان الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، والتي أثارت فوضى سياسية اجتاحت رابع أكبر اقتصاد في آسيا وأحد الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وعزل البرلمان الرئيس ومنعه من ممارسة مهامه الرسمية إلى أن تقرر المحكمة ما إذا كانت ستعيده إلى منصبه أو ستقيله. ويوم الجمعة، منع الحرس الرئاسي وقوات الجيش محققين من اعتقاله في مواجهة استمرت ست ساعات.

جانب من مظاهرة لمؤيدي الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول بالقرب من مقر إقامته في سيول (رويترز)

وتجمع بعض المحتجين اليوم الأحد طوال الليل في وسط مدينة سيول، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى أقل من خمس درجات مئوية تحت الصفر، بينما تراكمت الثلوج بسمك يتجاوز خمسة سنتيمترات في بعض أنحاء العاصمة التي حذرت الأرصاد الجوية من أنها ستكون معرضة لهطول ثلوج كثيفة.

وإلى ذلك، قال يانج كيونج سو، زعيم اتحاد النقابات العمالية الكوري، وهي جماعة عمالية رئيسية شاركت في الاحتجاجات: «يتعين علينا إعادة إرساء أسس مجتمعنا من خلال معاقبة الرئيس الذي رفض الدستور». وأضاف: «يجب علينا القبض على المجرم يون سوك يول واعتقاله واحتجازه في أقرب وقت ممكن».

وفي مكان قريب، رفع أنصار يون لافتات كُتب عليها: «سنقاتل من أجل الرئيس يون سوك يول» و«أوقفوا السرقة»، وهي العبارة التي روج لها أنصار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بعد خسارته انتخابات عام 2020.

أنصار يون يرفعون لافتات كُتب عليها «أوقفوا السرقة» في سيول (أ.ف.ب)

واستقطبت احتجاجات مماثلة عشرات الآلاف أمس (السبت)، مما دفع الشرطة إلى محاولة تفريق المحتجين التابعين لاتحاد النقابات العمالية الكوري الذين احتلوا الطرق وأعاقوا حركة المرور. وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن اثنين من المحتجين اعتقلا بتهمة الاعتداء على أفراد الأمن.

وطلب مكتب التحقيقات في قضايا الفساد للمسؤولين رفيعي المستوى أمس السبت، والذي يقود التحقيق الجنائي مع يون، من القائم بأعمال الرئيس تشوي سانج موك، وزير المالية، إصدار أمر إلى جهاز الأمن بالامتثال وتنفيذ أمر الاعتقال.