نيجيرفان بارزاني في برلين للقاء ميركل

مستشار الأمن القومي: حل خلافات بغداد ـ أربيل أولوية للرئيس ترمب

نيجيرفان بارزاني في برلين للقاء ميركل
TT

نيجيرفان بارزاني في برلين للقاء ميركل

نيجيرفان بارزاني في برلين للقاء ميركل

تستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الاثنين، رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، في مقر المستشارية ببرلين. وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية جيورج شترايتر، أمس، إن المحادثات ستدور حول مكافحة تنظيم داعش في المنطقة، والمشاركة الألمانية في هذا المجال.
يذكر أن البرلمان الألماني (بوندستاج) وافق، الثلاثاء الماضي، على تمديد مهمة القوات الألمانية لتدريب قوات البيشمركة العراق. وحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، كان قد جرى تعليق هذه المهمة لفترة مؤقتة، بسبب تصاعد الخلاف حول استفتاء الاستقلال الذي نظمه إقليم كردستان نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي. وزيارة نيجيرفان بارزاني المرتقبة هي الثانية له إلى الخارج منذ استفتاء الاستقلال، بعد الزيارة التي قام بها إلى فرنسا قبل نحو أسبوعين، بدعوة من رئيسها إيمانويل ماكرون.
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، أمس، أنه تحدث مع نظيره العراقي حيدر العبادي، خلال لقائهما في العاصمة الفرنسية باريس، على هامش قمة المناخ الثلاثاء الماضي، عن ضرورة فتح المطارات الدولية في إقليم كردستان.
ونقلت شبكة «رووداو» الإعلامية عن روته قوله، في مؤتمر صحافي عقده في بروكسل: «تحدثتُ مع رئيس الوزراء (العراقي) عن ضرورة فتح مطار أربيل لاستخدامه للأغراض العسكرية»، مشيراً إلى أن البرلمان الهولندي يدرس تمديد إيصال المساعدات العسكرية في الحرب ضد (داعش) خلال عام 2018.
وأضاف: «نسعى لأن يكون لنا دور في فتح المطارات الدولية بشمال العراق، خصوصاً في أربيل».
يشار إلى أنه بعد إيقاف الرحلات الجوية الدولية المباشرة من وإلى مطاري أربيل والسليمانية من قبل بغداد، رداً على استفتاء الاستقلال، بدأت مساعٍ دولية واسعة لرفع الحظر، وأكدت كل من الأمم المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في وقت سابق، ضرورة إنهاء الحصار الجوي الذي فرض على كردستان منذ 29 - 9 – 2017، عقب إجراء استفتاء الاستقلال.
من ناحية ثانية، قال الجنرال هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأميركي، إن الولايات المتحدة ملتزمة جداً بنجاح الأكراد في العراق، وأوضح في مؤتمر سنوي لمؤسسة «جيمس تاون» أن حل المشكلات بين حكومة إقليم كردستان والعراق يمثل أولوية كبيرة للرئيس دونالد ترمب، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، وفريق الأمن القومي الأميركي بأكمله.
وأشار ماكماستر إلى أنه منذ عام 1991، ساعدت الولايات المتحدة على منع المزيد من الفظائع والوحشية التي تستهدف السكان الأكراد في شمال العراق، من خلال عملية عسكرية سميت باسم «عملية توفير الراحة»، واستمرت لمدة 12 عاماً، حتى عام 2003 عندما أطاحت الولايات المتحدة والتحالف الدولي بنظام صدام حسين، في إطار «عملية حرية العراق».
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي: «ماذا حدث بعدها، لقد رأينا المنطقة الكردية تزدهر؛ إنها معجزة تقريباً عندما ننظر إلى ما حدث في شمال العراق، حيث المدن الجميلة في السليمانية وأربيل ودهوك، ورأينا عودة السكان إلى تلك المناطق، ورأينا الحيوية، على الرغم من الاقتصاد الضعيف».
وأضاف مستشار الأمن القومي: «إن ما نريده هو نجاح العراق، وأن يكون العراق قوياً، ونعتقد أن جانباً مهماً من قوة العراق هو حل هذا النزاع والتوتر بين المنطقة الكردية وبقية العراق، ونحن ملتزمون بذلك»،
وشدد ماكماستر: «إننا ملتزمون بالسلامة الإقليمية للعراق، وبالسلامة الإقليمية للمنطقة الكردية».
ويعد الجنرال ماكماستر من الخبراء العسكريين الذين يملكون خبرة كبيرة في العراق، حيث عمل قائداً للفرقة الثالثة لسلاح المشاة، وقاد معارك عنيفة في العراق، أبرزها عام 2005، في تلعفر والفلوجة. وقالت عنه صحيفة «نيويوركر» إنه استعان بالبيشمركة الكردية في معركة تلعفر للقيام بالعمليات القتالية الحاسمة، وأثبت نجاحاً كبيراً في تلك المعارك العسكرية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.