تركيا تتخذ خطوات لجعل الأمم المتحدة ترفض قرار ترمب

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن هناك خطوات جارية لجعل الأمم المتحدة، سواء في مجلس الأمن أو الجمعية العامة، تجري تصويتا لإلغاء القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر عبر الدوائر التليفزيونية المغلقة من محافظة قونية وسط البلاد، وجهها إلى تجمع من أجل القدس، شارك فيه مئات الأشخاص ملوحين بالأعلام التركية والفلسطينية، قال إردوغان «إننا لا نسعى للانتقام، بل نكافح من أجل العدالة... نحن مسلمون ولا يمكن أن نكون عنصريين أو معادين للسامية».
كما أعلن إردوغان في كلمة سابقة أمس أن بلده سيطالب الأمم المتحدة بإلغاء القرار الأميركي، وقال بهذا الخصوص «سنتوجه أولا إلى مجلس الأمن. وفي حال الفيتو (الأميركي) سنعمل عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة على إلغاء هذا القرار الجائر وغير القانوني».
وكان هذا أحد التجمعات التي شهدتها عدة مدن تركية دعما للفلسطينيين للأسبوع الثاني بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القدس، وخطة نقل سفارة بلاده إليها.
واتهم الرئيس التركي أمس الولايات المتحدة «بإلقاء قنبلة في الشرق الأوسط» عبر إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، وهو الإجراء الذي أثار ردود فعل غاضبة في المنطقة والعالم بأسره.
وأوضح إردوغان أثناء حفل افتتاح أول خط مترو أوتوماتيكي في إسطنبول أن «القرار الذي اتخذته أميركا حول القدس هو قنبلة جديدة تلقى في الشرق الأوسط»، حسبما أعلنت عنه وكالة الأنباء الفرنسية أمس.
وبدا الرئيس التركي من أبرز منتقدي القرار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في السادس من ديسمبر (كانون الأول) الجاري بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وذلك خلال فعاليات قمة منظمة التعاون الإسلامي التي احتضنتها إسطنبول يوم الأربعاء الماضي، وهي القمة التي دعت فيها الدول الـ57 الأعضاء في المنظمة المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة «للدولة الفلسطينية».
وأضاف إردوغان أمس أنه «لا يمكن أن يقبل المسلمون بالضغط لجعل القدس عاصمة دولة إرهابية»، في إشارة إلى إسرائيل. كما وصف دولة إسرائيل بأنها «دولة الإرهاب» التي «تتغذى على الدماء» وتقتل الأطفال.
ويأتي هذا التصعيد الأخير في وقت تخوض فيه تركيا وإسرائيل عملية تطبيع لعلاقاتهما بدأت العام الماضي، حيث أعلنت أنقرة وتل أبيب العام الماضي نهاية أزمة نشأت بينهما بعد مهاجمة القوات الإسرائيلية سفينة مساعدات كانت متجهة إلى غزة في 2010، ما أدى إلى مقتل عشرة نشطاء أتراك.
لكن منذ الإعلان الأميركي كثف إردوغان من انتقاداته الحادة للدولة العبرية، ووصفها مرارا بأنها «إرهابية».