فتح خط مباشر للنقل البحري بين السعودية والمغرب وصندوق لتمويل الشركات الصغرى

«ملتقى المملكتين» يعبد الطريق أمام تطوير العلاقات الاقتصادية بين الرباط والرياض

وزير التجارة والصناعة السعودي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ووزير التجارة الخارجية المغربي محمد عبو خلال افتتاح ملتقى المملكتين للأعمال والاستثمار في الدار البيضاء
وزير التجارة والصناعة السعودي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ووزير التجارة الخارجية المغربي محمد عبو خلال افتتاح ملتقى المملكتين للأعمال والاستثمار في الدار البيضاء
TT

فتح خط مباشر للنقل البحري بين السعودية والمغرب وصندوق لتمويل الشركات الصغرى

وزير التجارة والصناعة السعودي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ووزير التجارة الخارجية المغربي محمد عبو خلال افتتاح ملتقى المملكتين للأعمال والاستثمار في الدار البيضاء
وزير التجارة والصناعة السعودي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ووزير التجارة الخارجية المغربي محمد عبو خلال افتتاح ملتقى المملكتين للأعمال والاستثمار في الدار البيضاء

أعلن خلال افتتاح ملتقى المملكتين للاستثمار والأعمال، أول من أمس في البيضاء، عن قرب افتتاح خط للنقل البحري المباشر بين جدة وطنجة. وقال خالد بنجلون، رئيس مجلس الأعمال المغربي، إن الخط الجديد سيقلص مدة النقل بين البلدين من ثلاثة أسابيع إلى ثلاثة أيام.
وأضاف بن جلون أن الإنجاز الثاني لمجلس الأعمال المشترك هو إطلاق مشروع إنشاء صندوق استثمار موجه لتمويل الشركات الصغرى والمتوسطة في المغرب، وكذا للمشاريع المشتركة بين رجال أعمال البلدين عن طريق المساهمة في الرأسمال، خصوصا المشاريع المشتركة الهادفة إلى ولوج أسواق أفريقيا وجنوب أوروبا، وأسواق البلدان التي يرتبط معها المغرب باتفاقيات للتجارة الحرة.
وأشار بن جلون إلى استجابة صندوق الإيداع والتدبير المغربي وعدد من المؤسسات والهيئات الاستثمارية المغربية للاكتتاب في الصندوق. وأضاف أن نيات المساهمة في الصندوق المعلنة حتى الآن من الأطراف المغربية بلغت 520 مليون درهم (63.4 مليون دولار).
ويهدف الصندوق إلى بلوغ رأسمال أولي بقيمة 500 مليون دولار، تساهم فيه مؤسسات وهيئات استثمارية حكومية وخصوصا من البلدين.
كما أشار بن جلون إلى إحداث مكتب اتصال لدى الاتحاد العام لمقاولات المغرب في الدار البيضاء، ونظير له لدى مجلس الغرف السعودية في الرياض، بهدف تعبيد العقبات، وتوفير كل المعلومات والدعم لرجال الأعمال من البلدين لتحقيق مشاريعهم وبرامجهم في كلا البلدين.
من جهته دعا عبد الرحمن بن عبد الله الزامل، رئيس مجلس الغرف السعودية، إلى التسريع بفتح خط النقل المباشر، وطالب المسؤولين الحكوميين في البلدين المبادرة بإنشاء شركة مغربية سعودية للنقل البحري.
وأشار الزامل إلى أن افتقاد خط نقل بحري مباشر يشكل عائقا رئيسا أمام تحقيق ما يصبو إليه البلدان على مستوى المبادلات التجارية والعلاقات الاقتصادية. وقال: «إذا لم يتحقق ذلك لا يمكن الحديث مستقبلا عن زيادة التبادل التجاري، الذي يؤدي إلى زيادة الاستثمارات، وسنبقى في كل اجتماعاتنا نتحدث عن المستوى الضعيف لمبادلاتنا الغير المريح، والذي لا يسعد قياداتنا، ولا يتلاءم مع مستوى العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربطنا». وأضاف الزامل: «مطلوب من الحكومتين إنشاء وتطوير شركة النقل البحري، وبعد نجاحها تطرح للقطاع الخاص في البلدين. هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق هذا الهدف».
وثمن الزامل فكرة إنشاء صندوق الاستثمار الموجه لتمويل الشركات الصغرى والمتوسطة في المغرب، مشيرا إلى التجربة الرائدة للسعودية في مجال تمويل البرامج التنموية عبر إنشاء صناديق استثمار خاصة. وأضاف الزامل أن رغبة السعودية في تصدير هذه التجربة واستفادة الدول العربية منها، جعلتها تقود مبادرة عربية أسفرت عن وضع برنامج خاص لتمويل الصناديق التنموية في البلدان العربية، أنشئ من طرف القمة العربية الاقتصادية الأول المنعقد في الكويت، وأسندت إدارته إلى الصندوق العربي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية الموجود في الكويت.
واقترح الزامل أن يجري تمويل صندوق الاستثمار المغربي بمبلغ 200 مليون دولار من البرنامج الخاص لتمويل الصناديق التنموية في البلدان العربية. وأضاف أن كثيرا من الصناديق العربية الأخرى، كالصناديق السعودية والكويتية والإماراتية للتنمية، إضافة إلى الصناديق الدولية والمؤسسات المالية التابعة للبنك العالمي والاتحاد الأوروبي، يمكن أن تساهم في تمويل صندوق الاستثمار المغربي. وعبر الزامل عن تفاؤله الكبير إزاء مستقبل الصندوق، وقال إنه يتوقع أن يستقطب مليارات الدولارات، بالنظر إلى المؤهلات الهائلة للمغرب وحيوية الاقتصاد ورجال الأعمال المغاربة.
وعلى مدى ثلاثة أيام تواصلت فعاليات ملتقى المملكتين للأعمال والاستثمار في الدار البيضاء، من خلال برنامج تضمن نحو 300 من اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال من البلدين، تباحثوا خلالها فرص التجارة والأعمال، وأسفرت عن إبرام صفقات وشراكات. كما جرى خلال الملتقى إبرام عدة اتفاقيات بين هيئات القطاع الخاص من البلدين بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والمعلومات.
وعلى هامش الملتقى، الذي يختتم فعالياته اليوم، نظمت الكثير من الندوات للتعريف بالقطاعات الاقتصادية في البلدين وفرص الاستثمار والشراكة في المجالات الزراعية والصناعية والسياحية والنقل واللوجيستيك وقطاع البناء والتشييد.



سوق العمل في أوروبا تشهد تراجعاً بالربع الثالث

عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)
عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)
TT

سوق العمل في أوروبا تشهد تراجعاً بالربع الثالث

عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)
عمال يتنقلون عبر محطة لندن بريدج للسكك الحديدية ومترو الأنفاق خلال ساعة الذروة الصباحية (رويترز)

شهدت سوق العمل في أوروبا تراجعاً بالربع الثالث من العام، مما يشير إلى استمرار التراجع في ضغوط التضخم، وهو ما قد يبرر مزيداً من خفض أسعار الفائدة، بحسب بيانات صدرت الاثنين.

وتباطأ ارتفاع تكاليف العمالة في منطقة اليورو إلى 4.6 في المائة في الربع الثالث، مقارنة بـ5.2 في المائة في الربع السابق، في حين انخفض معدل الوظائف الشاغرة إلى 2.5 في المائة من 2.6 في المائة، وهو تراجع مستمر منذ معظم العامين الماضيين، وفقاً لبيانات «يوروستات».

وتُعزى ضغوط سوق العمل الضيقة إلى دورها الكبير في تقييد سياسة البنك المركزي الأوروبي بشأن خفض أسعار الفائدة، خوفاً من أن تؤدي زيادة الأجور بشكل سريع إلى ارتفاع تكاليف قطاع الخدمات المحلي. ومع ذلك، بدأ الاقتصاد في التباطؤ، حيث بدأ العمال في تخفيف مطالباتهم بالأجور من أجل الحفاظ على وظائفهم، وهو ما يعزز الحجة التي تقدّمها كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، لدعم مزيد من التيسير في السياسة النقدية.

وبينما لا تزال الشركات تحافظ على معدلات توظيف مرتفعة، فإنها أوقفت عمليات التوظيف الجديدة بشكل حاد، وذلك مع تكدس العمالة في محاولة لضمان توفر القوى العاملة الكافية للتحسن المنتظر.

وفيما يتعلق بأكبر اقتصادات منطقة اليورو، سجلت ألمانيا أكبر انخفاض في تضخم تكلفة العمالة، حيث تراجع الرقم إلى 4.2 في المائة في الربع الثالث من 6 في المائة بالربع السابق. وتشير الاتفاقيات المبرمة مع أكبر النقابات العمالية في ألمانيا إلى انخفاض أكبر في الأشهر المقبلة، حيث يُتوقع أن ينكمش أكبر اقتصاد في المنطقة للعام الثاني على التوالي في عام 2024 بسبب ضعف الطلب على الصادرات، وارتفاع تكاليف الطاقة.

وعلى الرغم من تعافي الأجور المعدلة حسب التضخم إلى حد كبير إلى مستويات ما قبل الزيادة الكبيرة في نمو الأسعار، فإن العمال لم يتلقوا زيادات ملحوظة في الأجور، حيث تدعي الشركات أن نمو الإنتاجية كان ضعيفاً للغاية، ولا يوجد ما يبرر مزيداً من الزيادة في الدخل الحقيقي. كما انخفض معدل الشواغر الوظيفية، حيث سجل أقل من 2 في المائة في قطاع التصنيع، فيما انخفض أو استقر في معظم الفئات الوظيفية الأخرى.