إسرائيل تقصف مواقع «حماس» و«الجهاد»

تواصلت المواجهات الشعبية العنيفة داخل الأراضي الفلسطينية، احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، نجم عنها إصابة العشرات من الشبان في نقاط تماس بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن أكثر من 79 فلسطينيا أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي، وتعرضوا للغاز الناجم عن إلقاء قوات الاحتلال قنابل مسيلة للدموع تجاه المتظاهرين الغاضبين في نقاط التماس في نابلس وطولكرم ونقاط قريبة من رام الله، فيما أصيب نحو 14 فلسطينيا في مواجهات اندلعت على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، أصيب غالبيتهم بالرصاص الحي.
وانطلقت أمس عدة مسيرات من داخل جامعات ومدارس وميادين فلسطينية في الضفة والقطاع باتجاه نقاط التماس، وذلك لليوم الثامن على التوالي منذ قرار الرئيس الأميركي ترمب، وسط دعوات من الفصائل الفلسطينية لأن يكون يومه الجمعة «يوم غضب» في جميع المدن والبلدات بالضفة وعند نقاط التماس، وأن تتواصل المظاهرات في العواصم العربية والأجنبية. في حين دعت الفصائل في غزة إلى مليونية على طول شارع صلاح الدين الممتد من شمال إلى جنوب القطاع.
وتأتي موجة الغضب الفلسطيني في ظل استمرار حملة الاعتقالات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث جرى اعتقال 16 فلسطينيا منذ فجر الخميس، ليصل بذلك عدد المعتقلين منذ اندلاع الاحتجاجات على الإعلان الأميركي في السادس من الشهر الحالي إلى 320 حالة اعتقال.
ومن جهته، واصل الجيش الإسرائيلي لليوم الرابع على التوالي قصف مواقع تابعة لحركة حماس في قطاع غزة، ردا على إطلاق صواريخ من القطاع تجاه بلدات ومستوطنات جنوب إسرائيل، ما تسبب في إصابة عدد من المواطنين بجروح طفيفة جراء الأضرار التي لحقت بمنازلهم القريبة من تلك المواقع. وحمل الجيش الحركة المسؤولية عن أي أحداث من القطاع باتجاه إسرائيل، واعتبرها الجهة المسؤولة عن إعادة الهدوء إلى ما كان عليه، فيما أغلق معبرا كرم أبو سالم وبيت حانون «إيرز» أمام البضائع وحركة الأفراد ردا على إطلاق الصواريخ.
وقال أفيغدور ليبرمان، وزير الجيش الإسرائيلي، إنه أوعز للجيش بإعداد سيناريوهات للتعامل مع التصعيد على جبهة قطاع غزة في أعقاب استمرار إطلاق الصواريخ، مدعيا أن هذه العمليات تمت بسبب صراعات داخلية بين التنظيمات في غزة، وأن الجيش مستعد للتعامل مع التصعيد.
كما دعا مسؤولو مجتمعات استيطانية محاذية لقطاع غزة إلى تشديد ضربات الجيش ضد القطاع، حتى وإن تسبب ذلك في تصعيد كبير.
من جهته، قال العميد رونين مانليس، المتحدث باسم الجيش، إن العمليات العسكرية ستتواصل، موضحا أن الجيش سيواصل جهوده حتى يعود الهدوء، وأن «أي شيء أقل من الهدوء التام أمر غير مقبول»، وادعى أن الجيش وجه ضربات لأهداف ذات جودة عالية تابعة لحماس، وأنه سينهي خطر الأنفاق بحلول نهاية 2018.
وعلى وقع التصعيد والتهديد الإسرائيلي بغزة، أحيت حركة حماس ذكرى انطلاقتها الثلاثين بمهرجان جماهيري حاشد في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، وسط حضور جماهيري حاشد، وحضور لافت للفصائل الفلسطينية، من بينها قيادة حركة فتح بالقطاع، وحضور وزراء حكومة التوافق الموجودين في غزة.
وحمل مهرجان حماس عنوان «المقاومة قرارنا والوحدة خيارنا»، حيث أظهرت المنصة الرئيسية صورة كبيرة لمدينة القدس كتب عليها «القدس عاصمة فلسطين»، وبجانبها ملثم من كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، وهو يحمل بيده العلم الفلسطيني وباليد الأخرى قطعة سلاح. كما وضع في المنصة الرئيسية صورة كبيرة لمؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وعددا من قياداتها الشهداء، وكذلك قيادات حالية.
وبدأ المهرجان بأغاني ثورية وطنية قديمة، إلى جانب فرقة دبكة شعبية ترتدي اللباس العسكري أدت فقرات تناسب تلك الأغاني الوطنية. كما شارك مسلحون من القسام والأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة، من بينهم عناصر من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح بالمهرجان.
وألقى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كلمة أشاد فيها بوقفة الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين في وجه القرار الأميركي، معتبرا ما جرى منذ القرار يمثل «انتصارا للفلسطينيين» بعودة القضية الفلسطينية إلى الصدارة، لتصبح بوصلة الأمة من جديد، مبرزا «تصدع الموقف الأميركي وعزل إدارة ترمب حتى أصبح العالم كله في كفة وترمب ونتنياهو في كفة أخرى».
واعتبر هنية «الانتصار الثالث» يتمثل في «انطلاقة شرارة الانتفاضة» في الأراضي الفلسطينية، مشددا على ضرورة مواصلة الانتفاض في وجه القرار الأميركي وإرغام إدارة ترمب على التراجع عنه وإسقاطه للأبد، وقال إن هذا القرار «لا يقل خطورة عن وعد بلفور، والجيل الحالي فلسطينيا وعربيا وإسلاميا لن يمرره»، مشددا على أن الفلسطينيين سيسقطون قرار ترمب ضد القدس.
وأكد هنية ضرورة إسقاط ما يسمى «صفقة القرن»، مشيرا إلى أنه يتم التسويق إليها بهدف تصفية القضية الفلسطينية. كما شدد على ضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية على قاعدة الاحترام المتبادل والشراكة في إدارة شؤون الوطن، مؤكدا تمسك حركته بالمصالحة والإسراع في تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه، ورفع العقوبات عن القطاع وترتيب منظمة التحرير لتضم جميع الفصائل، وبناء تحالفات عربية ودولية، بالإضافة إلى الانفتاح على جميع الدول من أجل حماية القدس والقضية الفلسطينية.