تفجير انتحاري جديد يستهدف دمشق

طفلتان تغردان على «تويتر» من الغوطة المحاصرة

صورة من حساب الطفلتين نور وآلاء على «تويتر» اللتين تغردان عن الغوطة المحاصرة
صورة من حساب الطفلتين نور وآلاء على «تويتر» اللتين تغردان عن الغوطة المحاصرة
TT

تفجير انتحاري جديد يستهدف دمشق

صورة من حساب الطفلتين نور وآلاء على «تويتر» اللتين تغردان عن الغوطة المحاصرة
صورة من حساب الطفلتين نور وآلاء على «تويتر» اللتين تغردان عن الغوطة المحاصرة

هز انفجار شديد العاصمة دمشق عند ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، قال (المرصد السوري لحقوق الإنسان)، إنه ناجم عن تفجير شخص عربة مفخخة بالقرب من جسر اللوان على المتحلق الجنوبي من العاصمة، فيما أعلن النظام أنه «أحبط عملية إرهابية بسيارة مفخخة».
ونقلت وكالة (سانا) الرسمية عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن الجهات المختصة تمكنت من محاصرة السيارة وتفجيرها قرب جسر اللوان قبل الوصول إلى المدخل الغربي لمدينة دمشق، ما أدى إلى مقتل الانتحاري قائد السيارة. وأسفر هذا فقط عن وقوع أضرار مادية محدودة في المكان، بحسب وكالة الأخبار الألمانية التي نقلت عن «سانا».
ميدانيا استكمل النظام عملية تصعيد القصف على الغوطة الشرقية التي استكملت شهرها الأول، أمس، عبر استهداف قوات النظام صباح لبلدة زملكا التي تعد معقل فيلق الرحمن في الغوطة الشرقية، متسببة في مقتل امرأة وإصابة 3 مدنيين بينهم طفل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما استهدف طيران النظام بلدة عين ترما في الأطراف الغربية للغوطة الشرقية، التي يسيطر عليها الفيلق كذلك، لتوقع امرأة وطفلها، في حين أصيب 3 آخرون على الأقل بجراح متفاوتة الخطورة، بينما تعرضت مناطق في حي جوبر الدمشقي، الواقع في الأطراف الشرقية للعاصمة، لقصف من قوات النظام، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، بحسب المرصد، بينما أصيب 4 مواطنين في القصف من قبل قوات النظام على مناطق في مدينة دوما التي تعد معقل جيش الإسلام.
في السياق، قال موقع (عنب بلدي)، أمس، إن قوات النظام السوري تستخدم ورقة التجويع ومنع إدخال المواد الغذائية إلى بلدات القلمون الشرقي بريف دمشق، في محاولة منها للضغط على أهالي المنطقة وإرغامهم على «المصالحة» معه.
وفي حديث مع الناطق الرسمي لـ«سرايا أهل الشام» العاملة في المنطقة، عمر الشيخ، قال للموقع، أمس، إن النظام يضيق على حواجز المنطقة كافة (الرحيبة وجيرود والناصرية)، ويمنع إدخال المواد الأساسية من طحين وسكر وغيرها للمنطقة.
وكانت آخر قافلة للمساعدات الإنسانية، دخلت إلى مدينة جيرود منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد حصار لقوات الأسد على القلمون الشرقي منذ نحو سبعة أشهر.
ولا نزال في الغوطة، حيث نقلت وكالة (الأناضول) لجوء الطفلين نور وآلاء إلى «تويتر» لإسماع العالم صرخات الألم الصادرة عن الغوطة الشرقية الخاضعة لحصار النظام السوري منذ عدة سنوات، على خطى الطفلة بانا العابد التي نقلت معاناة مدينة حلب إلى العالم الخارجي عبر «تويتر».
وتحاول «آلاء» (8 سنوات) وشقيقتها «نور» (10 أعوام)، لفت أنظار العالم إلى معاناة أطفال الغوطة الشرقية، وذلك من خلال تغريدات باللغة الإنجليزية عبر حسابهما على «تويتر» «Noor and Alaa». وبمساعدة أمهما مدرسة اللغة الإنجليزية، شمس خطيب، توثق الطفلتان مأساة أطفال الغوطة الشرقية بمشاهد مصورة. وتدعو «نور» و«آلاء» المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لرفع الحصار عن الغوطة الشرقية، والحيلولة دون موت المزيد من الأطفال جراء المجاعة.
وتحظى تغريدات الطفلتين بإعجاب الكثير من المتابعين، فيقومون بمشاركتها ونشرها خاصة في الولايات المتحدة ودول أوروبا. وفي حديث مع مراسل «الأناضول» بالغوطة الشرقية، قالت الطفلة «نور» وشقيقتها إنهما تحاولان، عبر تغريداتهما، شرح أوضاع أطفال الغوطة الذين يفتقرون إلى الطعام والدواء.
على النحو ذاته، أعربت «آلاء» عن أملها أن يتم رفع الحصار المفروض على الغوطة الشرقية، وأن تتمكن من الذهاب إلى مدرستها بأمان. وقالت: «أتمنى أن أذهب إلى مدرستي مثل أطفال العالم، أرغب في رفع الحصار المفروض علينا، أريد أن آكل التفاح والموز والأطعمة اللذيذة».
وأعربت «آلاء» عن حبها الشديد للطفلة الحلبية بانا، وتمنت أن تتخلص هي وأطفال الغوطة الشرقية من الحصار، كما تخلصت بانا وأطفال حلب سابقا.
أما الأم شمس خطيب فلفتت إلى أن الغارات الجوية التي تنفذها مقاتلات النظام السوري تتكرر يوميا على الغوطة الشرقية، مشيرة في هذا السياق إلى انعدام الغذاء والماء والكهرباء والمستلزمات التي يحتاجها الأطفال في المنطقة.
وتابعت قائلة: «إنني مدرسة مادة اللغة الإنجليزية، وأكتب مع ابنتيّ على تويتر، كي أُسمع العالم معاناة أهالي وأطفال الغوطة الشرقية، لعلي أستطيع بذلك دفعه إلى التحرك من أجل تأمين احتياجات أطفالنا وحمايتهم من القصف اليومي المتكرر، فالأطفال هنا يموتون جوعا».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.