عودة المشترين الأجانب تنعش سوق العقارات في جامايكا

المبيعات في وضع قوي جداً بسبب ازدهار السياحة والبنى العامة

عودة المشترين الأجانب تنعش سوق العقارات في جامايكا
TT

عودة المشترين الأجانب تنعش سوق العقارات في جامايكا

عودة المشترين الأجانب تنعش سوق العقارات في جامايكا

يقع المنزل المشيد على طراز البحر المتوسط في «سبرينغ فارد»، وهو مجمع سكني خاص ذو أسوار يوجد على تل في خليج مونتيغو، في شمال غربي ساحل جامايكا. ويوجد المنزل بالقرب من مناطق سياحية كثيرة من بينها شواطئ وملاعب غولف، ويبعد نحو 7 أميال عن مطار «سانغستر» الدولي، وهو من أكبر المطارات في منطقة الكاريبي.
يعلو المنزل المكون من طابقين، والمبني من الخرسانة البيضاء، سطح من القرميد الفخاري، على قطعة أرض مساحتها 1.3 فدان، ويطل على المحيط. ويتكون المنزل من 4 غرف نوم، و4 حمامات كبيرة، وحمام صغير، إلى جانب غرفة مخصصة لإقامة العاملين بالمنزل أو الضيوف، وفناء في الوسط به حوض سباحة، وحوض من المياه الساخنة، ومساحات للاسترخاء وتناول الطعام.
تم تشييد هذا المنزل، الذي تبلغ مساحته 6800 قدم مربع، عام 1994، ومعروض للبيع بما فيه من أثاث مملوك لأصحاب المنزل الأصليين، وهو مسؤول تنفيذي محلي وأسرته سيغادرون الجزيرة على حد قول نيكولا ديلابينها، وكيلة عقارية لدى شركة «كولدويل بانكر جامايكا ريالتي» التي تتولى عرض المنزل للبيع.
يتم دخول المنزل من الطابق الأرضي عبر مدخل شبه دائري يفضي إلى البهو. على أحد الجانبين يوجد حمام للضيوف، وغرفة نوم ملحق بها حمام خاص، وغرفة مكتب، وغرفة معيشة أساسية، أما على الجانب الآخر فيوجد مطبخ كبير به مساحة لتناول الإفطار، إلى جانب مساحة أساسية لتناول الطعام. أبواب كل من المطبخ، وغرفة المعيشة، وغرفة تناول الطعام فرنسية الصنع، وتنفتح على الفناء. كذلك توجد كل من غرفة العاملين أو الضيوف، وغرفة الغسيل في الطابق الأرضي أيضاً.
وفي الطابق العلوي توجد 3 غرف نوم لكل منها حمام خاص، وغرفة للجلوس ومشاهدة التلفزيون. أبواب غرفة النوم الرئيسية فرنسية الصنع وتنفتح على شرفة، وبها مساحة واسعة لتغيير الملابس، وحمام يشبه الموجود في المنتجعات الصحية، به حوض استحمام به تيار على شكل دوامة، إلى جانب دوش منفصل.
تغطي أرضية المنزل بلاطات من الخزف، والخشب الصلب، وأسقفه مدعمة بالعوارض الخشبية، وتوجد مراوح سقف، في جميع الأنحاء، وتزين المنزل قطع أثاث وكماليات تقليدية.
يمكن السير من هذا المجمع السكني المغلق ذي الأسوار في سانت جيمس باريش، الذي يسكن به نحو 185 ألف نسمة، حتى منتجع «هاف مون» على الشاطئ. يمكن لمالكي ومستأجري المنازل في مجمع «سبرينغ فارم» دخول مرافق المنتجع بما في ذلك المنتجع الصحي، ومركز اللياقة البدنية، وملاعب الغولف، والتنس، وأحواض السباحة، من خلال الحصول على العضوية طبقاً لبرامج مختلفة.
لطالما كان خليج مونتيغو وجهة سياحية تحظى بشعبية كبيرة، لما يتمتع به من طقس دافئ، وشواطئ رملية، وحياة ليلية صاخبة، إلى جانب إمكانية ممارسة مجموعة متنوعة من الأنشطة منها الغولف، والغوص، ومشاهدة الحيتان والدلافين. ويعد منزل المزرعة «روز هول غريت هاوس»، الذي تم ترميمه، ويعود إلى القرن الثامن عشر، مقصداً بارزاً يبعد عن «سبرينغ فارم» بنحو 3 أميال، في حين تقع منطقة وسط خليج مونتيغو على بعد 9 أميال تقريباً من المجمع السكني.

نظرة عامة على السوق

تأثر وضع سوق الوحدات السكنية في جامايكا سلباً بالأزمة المالية العالمية عام 2008، لكنه بدأ يشهد تحسناً بخطى ثابتة خلال الخمس سنوات الماضية، خصوصاً في قطاع المنازل الفخمة، وذلك بفضل ازدهار السياحة، وعودة المشترين الأجانب، على حد قول وكلاء عقاريين. لم يطل الإعصاران إرما وماريا، اللذان مرا بمنطقة الكاريبي أخيراً، وأسفرا عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، الدولة الجزيرة، حيث تقول ديلابينها: «نحن محظوظون حقاً».
على الجانب الآخر، يقول روري مارش، مدير في مؤسسة «كيلر ويليامز جامايكا»، إن التنمية العقارية في مجال الوحدات السكنية قد شهدت ازدهاراً ونمواً، مشيراً إلى زيادة مبيعات المنازل الفخمة الجديدة بنسبة 25 في المائة على الأقل خلال العام الماضي. وأضاف: «السوق حالياً في وضع قوي جداً». ساعد التطوير المستمر للطرق، والجسور المتهالكة، وغيرها من البنى العامة، في زيادة عمليات بيع العقارات، خصوصاً في خليج مونتيغو كما توضح ديلابينها. وتضيف: «أصبحت المنطقة أكثر جذباً للمشترين بفضل توسيع وتطوير البنية التحتية».
وتتراوح أسعار منازل العطلات في جامايكا بين 800 ألف دولار و10 ملايين دولار على حد قول مارش، في حين تبدأ أسعار الشقق المكونة من غرفتين، التي تقع بالقرب من الشاطئ، من 200 ألف دولار تقريباً.

من يشتري في جامايكا؟

أكثر المشترين الأجانب القادمين من الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وبريطانيا، وقليل منهم من ألمانيا، بحسب قول وكلاء عقاريين. وتمثل عمليات بيع المنازل في جامايكا إلى الأميركيين 60 في المائة، وإلى الكنديين 20 في المائة من عمليات البيع، في حين تمثل عمليات البيع إلى مشترين من بريطانيا وأوروبا النسبة المتبقية من عمليات البيع بحسب تقديرات مارش. وتقول ديلابينها: «يتم شراء عدد كبير من تلك العقارات منازل أو فيلات للعطلات، وبها طاقم كامل من العاملين»، مضيفة أنه يتم استخدام بعضها منازل لقضاء فترة التقاعد.

المبادئ الأساسية للشراء

لا يوجد قيود على ملكية الأجانب لعقارات في جامايكا. يمكن منح المشترين الأجانب قروضاً لشراء عقارات، لكن مقابل دفع مبالغ أكبر مقدماً، عادة ما تبلغ 30 في المائة، على حد قول وين دي سيلفيرا، محامي عقارات في خليج مونتيغو. يشارك المحامون في الجزء الأكبر من إجراءات المعاملات العقارية في جامايكا ومنها صياغة عقد الشراء، وإجراء أبحاث خاصة بحق الملكية، والإشراف على نقل الملكية، إلى جانب الخطوة الأخيرة من عملية البيع. كثيراً ما يتم إتمام عملية الشراء في غضون 60 يوماً، على حد قول سيلفيرا.
عادة ما يحصل محامي المشتري على أجر يتحدد بحسب سعر بيع العقار، ويتراوح بين 1 و3 في المائة. يقول سيلفيرا: «كلما ارتفع سعر المنزل، انخفضت النسبة المئوية».

اللغات والعملة

الإنجليزية. ولغة الباتواز، اللغة الأصلية في جامايكا، الدولار الجامايكي (واحد دولار جامايكي = 0.008 دولار أميركي)

الضرائب والرسوم

عادة ما يدفع البائع عمولة بيع، تتراوح نسبتها بين 5 و6 في المائة من سعر الشراء، إضافة إلى ضريبة نقل ملكية. يتقاسم كل من المشتري والبائع التكاليف الأخرى مثل الدمغة ورسوم التسجيل. تبلغ الضرائب العقارية المستحق دفعها على هذا المنزل نحو 3.200 دولار، وتبلغ رسوم اتحاد ملاك المنازل 500 دولار يتم دفعها ربع سنوياً، على حد قول ديلابينها.

* خدمة «نيويورك تايمز»

تمثل عمليات بيع المنازل في جامايكا للأميركيين 60 في المائة وللكنديين 20 في المائة من عمليات البيع


مقالات ذات صلة

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».