عودة المشترين الأجانب تنعش سوق العقارات في جامايكا

المبيعات في وضع قوي جداً بسبب ازدهار السياحة والبنى العامة

عودة المشترين الأجانب تنعش سوق العقارات في جامايكا
TT

عودة المشترين الأجانب تنعش سوق العقارات في جامايكا

عودة المشترين الأجانب تنعش سوق العقارات في جامايكا

يقع المنزل المشيد على طراز البحر المتوسط في «سبرينغ فارد»، وهو مجمع سكني خاص ذو أسوار يوجد على تل في خليج مونتيغو، في شمال غربي ساحل جامايكا. ويوجد المنزل بالقرب من مناطق سياحية كثيرة من بينها شواطئ وملاعب غولف، ويبعد نحو 7 أميال عن مطار «سانغستر» الدولي، وهو من أكبر المطارات في منطقة الكاريبي.
يعلو المنزل المكون من طابقين، والمبني من الخرسانة البيضاء، سطح من القرميد الفخاري، على قطعة أرض مساحتها 1.3 فدان، ويطل على المحيط. ويتكون المنزل من 4 غرف نوم، و4 حمامات كبيرة، وحمام صغير، إلى جانب غرفة مخصصة لإقامة العاملين بالمنزل أو الضيوف، وفناء في الوسط به حوض سباحة، وحوض من المياه الساخنة، ومساحات للاسترخاء وتناول الطعام.
تم تشييد هذا المنزل، الذي تبلغ مساحته 6800 قدم مربع، عام 1994، ومعروض للبيع بما فيه من أثاث مملوك لأصحاب المنزل الأصليين، وهو مسؤول تنفيذي محلي وأسرته سيغادرون الجزيرة على حد قول نيكولا ديلابينها، وكيلة عقارية لدى شركة «كولدويل بانكر جامايكا ريالتي» التي تتولى عرض المنزل للبيع.
يتم دخول المنزل من الطابق الأرضي عبر مدخل شبه دائري يفضي إلى البهو. على أحد الجانبين يوجد حمام للضيوف، وغرفة نوم ملحق بها حمام خاص، وغرفة مكتب، وغرفة معيشة أساسية، أما على الجانب الآخر فيوجد مطبخ كبير به مساحة لتناول الإفطار، إلى جانب مساحة أساسية لتناول الطعام. أبواب كل من المطبخ، وغرفة المعيشة، وغرفة تناول الطعام فرنسية الصنع، وتنفتح على الفناء. كذلك توجد كل من غرفة العاملين أو الضيوف، وغرفة الغسيل في الطابق الأرضي أيضاً.
وفي الطابق العلوي توجد 3 غرف نوم لكل منها حمام خاص، وغرفة للجلوس ومشاهدة التلفزيون. أبواب غرفة النوم الرئيسية فرنسية الصنع وتنفتح على شرفة، وبها مساحة واسعة لتغيير الملابس، وحمام يشبه الموجود في المنتجعات الصحية، به حوض استحمام به تيار على شكل دوامة، إلى جانب دوش منفصل.
تغطي أرضية المنزل بلاطات من الخزف، والخشب الصلب، وأسقفه مدعمة بالعوارض الخشبية، وتوجد مراوح سقف، في جميع الأنحاء، وتزين المنزل قطع أثاث وكماليات تقليدية.
يمكن السير من هذا المجمع السكني المغلق ذي الأسوار في سانت جيمس باريش، الذي يسكن به نحو 185 ألف نسمة، حتى منتجع «هاف مون» على الشاطئ. يمكن لمالكي ومستأجري المنازل في مجمع «سبرينغ فارم» دخول مرافق المنتجع بما في ذلك المنتجع الصحي، ومركز اللياقة البدنية، وملاعب الغولف، والتنس، وأحواض السباحة، من خلال الحصول على العضوية طبقاً لبرامج مختلفة.
لطالما كان خليج مونتيغو وجهة سياحية تحظى بشعبية كبيرة، لما يتمتع به من طقس دافئ، وشواطئ رملية، وحياة ليلية صاخبة، إلى جانب إمكانية ممارسة مجموعة متنوعة من الأنشطة منها الغولف، والغوص، ومشاهدة الحيتان والدلافين. ويعد منزل المزرعة «روز هول غريت هاوس»، الذي تم ترميمه، ويعود إلى القرن الثامن عشر، مقصداً بارزاً يبعد عن «سبرينغ فارم» بنحو 3 أميال، في حين تقع منطقة وسط خليج مونتيغو على بعد 9 أميال تقريباً من المجمع السكني.

نظرة عامة على السوق

تأثر وضع سوق الوحدات السكنية في جامايكا سلباً بالأزمة المالية العالمية عام 2008، لكنه بدأ يشهد تحسناً بخطى ثابتة خلال الخمس سنوات الماضية، خصوصاً في قطاع المنازل الفخمة، وذلك بفضل ازدهار السياحة، وعودة المشترين الأجانب، على حد قول وكلاء عقاريين. لم يطل الإعصاران إرما وماريا، اللذان مرا بمنطقة الكاريبي أخيراً، وأسفرا عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، الدولة الجزيرة، حيث تقول ديلابينها: «نحن محظوظون حقاً».
على الجانب الآخر، يقول روري مارش، مدير في مؤسسة «كيلر ويليامز جامايكا»، إن التنمية العقارية في مجال الوحدات السكنية قد شهدت ازدهاراً ونمواً، مشيراً إلى زيادة مبيعات المنازل الفخمة الجديدة بنسبة 25 في المائة على الأقل خلال العام الماضي. وأضاف: «السوق حالياً في وضع قوي جداً». ساعد التطوير المستمر للطرق، والجسور المتهالكة، وغيرها من البنى العامة، في زيادة عمليات بيع العقارات، خصوصاً في خليج مونتيغو كما توضح ديلابينها. وتضيف: «أصبحت المنطقة أكثر جذباً للمشترين بفضل توسيع وتطوير البنية التحتية».
وتتراوح أسعار منازل العطلات في جامايكا بين 800 ألف دولار و10 ملايين دولار على حد قول مارش، في حين تبدأ أسعار الشقق المكونة من غرفتين، التي تقع بالقرب من الشاطئ، من 200 ألف دولار تقريباً.

من يشتري في جامايكا؟

أكثر المشترين الأجانب القادمين من الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وبريطانيا، وقليل منهم من ألمانيا، بحسب قول وكلاء عقاريين. وتمثل عمليات بيع المنازل في جامايكا إلى الأميركيين 60 في المائة، وإلى الكنديين 20 في المائة من عمليات البيع، في حين تمثل عمليات البيع إلى مشترين من بريطانيا وأوروبا النسبة المتبقية من عمليات البيع بحسب تقديرات مارش. وتقول ديلابينها: «يتم شراء عدد كبير من تلك العقارات منازل أو فيلات للعطلات، وبها طاقم كامل من العاملين»، مضيفة أنه يتم استخدام بعضها منازل لقضاء فترة التقاعد.

المبادئ الأساسية للشراء

لا يوجد قيود على ملكية الأجانب لعقارات في جامايكا. يمكن منح المشترين الأجانب قروضاً لشراء عقارات، لكن مقابل دفع مبالغ أكبر مقدماً، عادة ما تبلغ 30 في المائة، على حد قول وين دي سيلفيرا، محامي عقارات في خليج مونتيغو. يشارك المحامون في الجزء الأكبر من إجراءات المعاملات العقارية في جامايكا ومنها صياغة عقد الشراء، وإجراء أبحاث خاصة بحق الملكية، والإشراف على نقل الملكية، إلى جانب الخطوة الأخيرة من عملية البيع. كثيراً ما يتم إتمام عملية الشراء في غضون 60 يوماً، على حد قول سيلفيرا.
عادة ما يحصل محامي المشتري على أجر يتحدد بحسب سعر بيع العقار، ويتراوح بين 1 و3 في المائة. يقول سيلفيرا: «كلما ارتفع سعر المنزل، انخفضت النسبة المئوية».

اللغات والعملة

الإنجليزية. ولغة الباتواز، اللغة الأصلية في جامايكا، الدولار الجامايكي (واحد دولار جامايكي = 0.008 دولار أميركي)

الضرائب والرسوم

عادة ما يدفع البائع عمولة بيع، تتراوح نسبتها بين 5 و6 في المائة من سعر الشراء، إضافة إلى ضريبة نقل ملكية. يتقاسم كل من المشتري والبائع التكاليف الأخرى مثل الدمغة ورسوم التسجيل. تبلغ الضرائب العقارية المستحق دفعها على هذا المنزل نحو 3.200 دولار، وتبلغ رسوم اتحاد ملاك المنازل 500 دولار يتم دفعها ربع سنوياً، على حد قول ديلابينها.

* خدمة «نيويورك تايمز»

تمثل عمليات بيع المنازل في جامايكا للأميركيين 60 في المائة وللكنديين 20 في المائة من عمليات البيع


مقالات ذات صلة

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»