بدء عودة موظفي السلطة إلى غزة

TT

بدء عودة موظفي السلطة إلى غزة

عاد مئات من موظفي السلطة الفلسطينية، صباح أمس، للدوام في مقرات وزاراتهم في قطاع غزة بعد 10 سنوات من الانقسام، وبترحيب ووجود لموظفي الحكومة السابقة التابعة لحركة حماس، في إطار التفاهمات التي تمت للعودة التدريجية للموظفين وفقاً لاحتياجات الوزارات.
وحسب مصادر تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، تم اختيار الموظفين من قبل الوزراء وبعض معاونيهم، وتوجيه أوامر لهم بالدوام بتعليمات مباشرة من وزرائهم. وأشارت المصادر إلى أن العودة تمت بالتوافق مع وكلاء الوزراء المحسوبين على حكومة «حماس» السابقة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن عودة 512 كادراً من الفئات الفنية التي انقطعت عن العمل، عقب أحداث الانقسام في 2007، بناءً على قرار الوزير في حكومة الوفاق الوطني جواد عواد. وأشارت إلى أن هذا العدد يمثل 25 في المائة من مجمل المنقطعين عن العمل وعددهم 1990 موظفاً سيعودون تدريجياً.
كما عاد نحو 35 موظفاً إلى وزارة النقل والمواصلات، ونحو 20 موظفاً إلى وزارة الزراعة. وسبق ذلك 313 موظفاً في وزارة التربية والتعليم، فيما ستستكمل عودة الموظفين في بقية الوزارات تدريجياً وفق قرارات الوزراء ومعاونيهم. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الوزارات لم تشهد أي خلافات في أعقاب دوام الموظفين فيها، مشيرة إلى أن «هناك تفاهمات كاملة بشأن أماكن عمل الموظفين».
وقال عضو اللجنة المركزية لـ«فتح» مسؤول وفدها للمصالحة عزام الأحمد، إن عراقيل برزت أمس، معرباً عن أمله في أن تحل قبل مساء اليوم «حتى يشعر الفلسطينيون بأن فصائلهم الوطنية صادقة فيما اتفقت عليه وتعهدت به»، كما قال في تصريح نقلته وكالة «وفا» الرسمية. ولم يوضح الأحمد العراقيل التي تحدث عنها.
وكانت {حماس} قالت إنها عقدت لقاءات مطولة مع كبار الموظفين الحكوميين في غزة «من أجل تمكين الحكومة من مهامها وعودة الموظفين تدريجياً»، داعيةً الحكومة إلى «رفع المعاناة عن السكان في غزة، والقيام بواجباتها كافة».وأثير جدل حول دعوة نقابة موظفي حكومة «حماس» السابقة إلى إضراب شامل غداً، احتجاجاً على عدم صرف رواتب موظفيها عن الشهر الماضي، أسوة بموظفي السلطة، كما نصت على ذلك تفاهمات القاهرة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.