مصر: 20 مليون جنيه لإعمار مدينة «مذبحة المصلين»

TT

مصر: 20 مليون جنيه لإعمار مدينة «مذبحة المصلين»

كثفت الحكومة المصرية من خطواتها، للوفاء بتعهداتها بتنمية مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، وفي حين افتتح وزير التنمية المحلية هشام الشريف، أمس، فعاليات مؤتمر تنمية وتطوير قرية الروضة، أعلنت منطقة تعمير سيناء، تخصيص 20 مليون جنيه لبناء مئات الوحدات السكنية، وإعمار وتطوير البنية التحتية، وإقامة مشروعات صغيرة لمواطني المركز.
ويضم مركز بئر العبد، عدة قرى، منها «الروضة» التي شهدت في 24 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، هجوماً إرهابياً نفذه مسلحون، يُعتقد أنهم من تنظيم «داعش سيناء»، فيما عرف إعلامياً بـ«مذبحة المصلين» والتي راح ضحيتها 311 شخصاً (بينهم 27 طفلاً) كانوا يؤدون شعائر صلاة الجمعة في مسجد القرية، وتعهدت الحكومة في أعقاب الحادث بتنفيذ مخطط تنموي لكل قرى المركز.
وافتتح وزير التنمية المحلية، واللواء عبد الفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، وأعضاء مجلس النواب عن محافظة شمال سيناء، ومسؤولون تنفيذيون وبعض الأهالي مؤتمر «تنمية وتطوير قرية الروضة».
وقال الشريف إنه موفد من الحكومة «للاستماع للأهالي ومطالبهم مقترحاتهم بشأن خطة التنمية المنتظرة، وتأكيد أن مصر ستتقدم وتريد تحويل المحنة (هجوم الروضة الإرهابي) إلى منحة»، داعياً الأهالي إلى «التكاتف لوضع خطة قصيرة المدى وأخرى بعيدة لتحقيق الهدف من الزيارة».
وشدد الشريف على «دعم وجدية القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة، لتحقيق وإحداث تنمية حقيقية اقتصادية واجتماعية لمدينة بئر العبد وجميع مدن وقرى محافظة شمال سيناء»، متعهداً بنقل كل «مطالب أهالي المدينة للعمل على تنفيذها وحل كل المشكلات التي تتطلب تدخلاً سريعاً وعاجلاً من الوزراء المعنيين».
من جهته استعرض رئيس مدينة بئر العبد، نصر الله محمد، التقسيم الإداري والجغرافي للمدينة، وقال إنها «تضم 24 قرية وعهد سكانها 91876 نسمة، وبها فرص واعدة للاستثمار والتنمية».
وأكد رئيس منطقة تعمير شمال سيناء، المهندس مصطفى عايش «تخصيص 20 مليون جنيه لإنشاء 300 وحدة سكنية، ورفع كفاءة منازل قرية الروضة في مركز بئر العبد بشمال سيناء، وكذلك رفع كفاءة شبكتي الطرق الداخلية والمياه في القرية، وإنشاء تجمع زراعي، وآخر خدمي يضم مشاغل للخياطة والتطريز، ونول سجاد، ومعرضاً دائماً للمنتجات، وقاعة اجتماعات ومكاتب إدارية، وذلك على أحدث الطرز المعمارية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.