{ليش لأ} !

حتى الآن ما زال الجدل والنقاش محتدماً في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الدردشات واللقاءات حول قرعة كأس العالم 2018 في روسيا، وتحديداً قرعة المنتخبات العربية الأربعة المشاركة فيها، وهو رقم تاريخي يحدث لأول مرة منذ 1930 يوم انطلقت كؤوس العالم في الأوروغواي وتوجت بها صاحبة الضيافة ذات العدد السكاني القليل والقليل جداً وفازت على الأرجنتين 4 - 2... ثم تمكنت الأوروغواي عام 1950 من كتابة تاريخ جديد وقهر المستحيل عندما توجت بطلة للعالم من الأرض البرازيلية أمام منتخب السامبا الذي لم يتخيل ناقد أو مراقب أن يخسر على أرضه في استاد ماراكانا الشهير 2 - 1.
الأوروغواي نالت بطولة كوبا أميركا 15 مرة، وهو رقم قياسي وآخر مرة توجت بها عام 1995 على حساب البرازيل بركلات الترجيح.
الأوروغواي قدمت للعالم لاعبين كباراً وإن لم يكونوا بمستوى جاراتيها العملاقتين ولكن كرتها مُهابة الجانب ومع هذا لا يمكن اعتبارها من القوى العظمي مثل ألمانيا والبرازيل والأرجنتين وإيطاليا الغائب الأكبر عن المونديال وآخر إنجازاتها في كؤوس العالم هو المركز الرابع في جنوب أفريقيا 2010 والخروج من دور الـ16 في 2014 أمام كولومبيا.
أما روسيا فمن دون نقاش يعتبر منتخبها هو أضعف منتخب أوروبي مشارك في البطولة ولا يشفع له سوى أنه صاحب الضيافة وسيلعب أول مباراة في المونديال أمام السعودية.
لهذا كانت كل منتخبات وجماهير المجموعة الأولى سعيدة، فالكل يعتقد أنها مجموعة معقولة جداً حتى إن الكابتن سعيد العويران قال إنه لو أراد البعض وضع المجموعات على المزاج ما جاءت هكذا.
طبعاً مجموعة المغرب صعبة بل صعبة جداً بوجود إسبانيا والبرتغال وإيران، حتى إن البعض أطلق عليها مجموعة الموت. أما مجموعة تونس فقد تكون أقل صعوبة بوجود بلجيكا وإنجلترا وبنما (التي أخرجت أميركا) ولكنها ليست سهلة أبداً، لهذا يبقى تصنيف مجموعة السعودية ومصر بين اللاصعب واللاسهل، ففي كرة القدم لا يوجد منتخب سهل، خاصة في نهائيات كأس العالم، ولكن في الوقت نفسه لا يوجد مستحيل ونتذكر عشرات ومئات الأمثلة على المنتخبات المجتهدة التي دخلت من دون تاريخ في كؤوس العالم وهزمت القوى العظمى.
ولعل أجمل ما صاحب قرعة المجموعة هو التعليقات من الطرفين السعودي والمصري المرتاحين جداً للوجود جنباً إلى جنب في الرياضة كما في كل الأمور الأخرى، وهناك من توقع تأهلهما سوياً لدور الـ16 ونحن نقول... ليش لأ؟!