أعلنت منظمة الأمم المتحدة ومسؤولون فيها، أمس، أن 14 من قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة قُتِلوا، وأُصِيب أكثر من 40 آخرين في هجوم دموي وُصِف بأنه الأسوأ في تاريخ القبعات الزرقاء، بشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال بيان للمنظمة، أمس: «قُتِل ما لا يقل عن 14 من عناصر الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وأصيب كثيرون بجراح، فيما وصفه الأمين العام أنطونيو غوتيريش بأنه (أسوأ هجوم) على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في التاريخ الحديث».
وأوضح أنه «في وقت متأخر من مساء أول من أمس، هاجمت عناصر تابعة لقوات التحالف الديمقراطي، عناصر من بعثة منظمة الأمم المتحدة لحفظ السلام في منطقة بني، شمال كيفو، مما أدى إلى قتال طال أمده بين عناصر الجماعة المسلحة المشتبه فيها، والقوات الأممية والقوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية».
وقال غوتيريش: «إن هذه الهجمات المتعمدة ضد قوات حفظ السلام الدولية غير مقبولة وتشكل جريمة حرب»، مضيفاً: «أدين هذا الهجوم بشكل لا لبس فيه».
كما دعا سلطات الكونغو للتحقيق في الحادث وتقديم مرتكبي الحادث إلى العدالة على وجه السرعة، معتبراً أنه «يجب ألا يكون هناك إفلات من العقاب على مثل هذه الاعتداءات هنا أو في أي مكان آخر».
كما رأى الأمين العام أن الهجوم يعد مؤشراً آخر على التحديات التي تواجه قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنه تم إبلاغه بوصول التعزيزات العسكرية، من قائد قوة بعثة منظمة الأمم المتحدة إلى مكان الحادث، فيما لا يزال الإجلاء الطبي للإصابات.
وأقر مسؤول بالأمم المتحدة بمقتل وإصابة «عدد كبير» من قوات حفظ السلام في الهجوم الذي وقع في إقليم شمال كيفو في وقت متأخر من مساء أول من أمس.
وبحسب المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، فإن 14 قُتِلوا وأصيب 40 على الأقل من جنود حفظ السلام أيضاً خلال معارك، دون إعطاء تفاصيل.
وقالت مصادر غير رسمية إن ما لا يقل عن عشرة من عناصر قوات حفظ السلام التنزانيين لقوا حفتهم في الهجوم الذي شنه متمردو القوات الديمقراطية المتحالفة في مقاطعة كيفو الشمالية شرق الكونغو الديمقراطية.
لكن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام قالت في المقابل إن أشخاصاً يُشتَبَه بانتمائهم لميليشيا قتلوا خمسة جنود كونغوليين، إضافة إلى 14 من قوات حفظ السلام الدولية في هجوم على قاعدة للبعثة في شرق الكونغو، وأضافت البعثة في بيان أن 53 جندياً من القوات الدولية أُصِيبوا أيضاً في الهجوم.
وقالت البعثة إنها تنسق مع الجيش الكونغولي، للقيام برد مشترك بالإضافة لعمليات إجلاء طبي للمصابين من القاعدة الواقعة في بيني بإقليم شمال كيفو.
وقال ستيفان دوجاريك والمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تغريدة له على موقع «تويتر»، إثر الحادث، فيما أنه «الاعتداء الأسوأ الذي يتعرض له جنود حفظ السلام في تاريخ المنظمة الحديث».
من جهته، قال جان بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام: «قلوبنا وصلواتنا مع الأسر ومع رفاقنا في بعثة حفظ السلام. التعزيزات وصلت إلى الموقع وتواصل البعثة عمليات الإجلاء الطبي».
وكانت مصادر أمنية محلية قد اتهمت متمردي القوات الديمقراطية المتحالفة بالمسؤولية عن قتل ما لا يقل عن 40 شخصاً خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في بيني بمقاطعة كيفو الشمالية.
وهاجم المتمردون عدة معسكرات للجيش في بيني، قبل أن يسيطروا على ثلاثة منها، فيما قال ناجون من الهجمات إن المتمردين أطلقوا سراح عدة أشخاص عشوائياً قبل أن يقتلوا بتهور آخرين كانوا يحتجزونهم.
وتعد الحكومة الأوغندية القوات الديمقراطية المتحالفة جماعة إرهابية، وبدأ ظهورها غرب البلاد لكن وجودها امتد إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة.
وتشهد منطقة شرق الكونغو حالة من عدم الاستقرار لوجود عدة جماعات متمردة مسلحة محلية وأجنبية. وكشفت بيانات للأمم المتحدة عن مقتل آلاف المدنيين في نزاعات مسلحة مختلفة بالمنطقة منذ 2016.
وأجبر النزاع في الكونغو 1.7 مليون شخص على النزوح عن أماكن سكناهم خلال العام الحالي، حيث تعتبر هي الدولة الأكثر تضرراً في العالم من النزوح نتيجة النزاع، بحسب وكالات الإغاثة.
لكن زادت حدة النزاع بسبب الفشل في تنظيم الانتخابات العام الماضي، فيما تعانى البلاد من اضطرابات واشتباكات بين ميليشيات تتنازع على السيطرة على الأرض.
وقالت مسؤولة في مجلس اللجوء النرويجي: «إنها أزمة كبيرة، حجم النزوح يفوق ذاك الناجم عن الأزمات في سوريا واليمن والعراق»، بينما أعلن مركز لرصد النزوح الدولي أن نحو 5500 شخص نزحوا عن بيوتهم يومياً خلال هذا العام، لعدة أسباب، من بينها تفجر نزاعات جديدة واستمرار القديمة والتأخر في إجراء الانتخابات.
لكن لامبيرت مندي وزير الإعلام في الكونغو الديمقراطية شكّك بالتقرير، وقال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية إن عدد النازحين أقل مما ورد فيه، مشيراً إلى أنهم لا يبلغون المليون، موضحاً أنه على النقيض مما ذكره التقرير فإن بعض النازحين يعودون إلى أماكن سكناهم من الدول المجاورة.
شهدت منطقة شمال كيفو المتقلبة، الواقعة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، عدداً من الهجمات على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وقبل شهرين قتل اثنان من ذوي «القبعات الزرقاء» التابعين للأمم المتحدة وأصيب 18 آخرون عندما تم قصف قاعدتهم.
8:2 دقيقة
عشرات القتلى والجرحى من القوات الأممية بهجوم في الكونغو
https://aawsat.com/home/article/1107716/%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%89-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%AD%D9%89-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88
عشرات القتلى والجرحى من القوات الأممية بهجوم في الكونغو
وصف بأنه الأسوأ في تاريخ «القبعات الزرقاء»
- القاهرة: خالد محمود
- القاهرة: خالد محمود
عشرات القتلى والجرحى من القوات الأممية بهجوم في الكونغو
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة