إحباط مخطط إرهابي وتوقيف عناصر من حركة «غلابة» الإخوانية

خططوا لإثارة الفوضى وقذف مواطنين بكتل إسمنتية تحوي مسامير

الإسمنتية التي كان مقرراً رميها على المواطنين أمس (من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية)
الإسمنتية التي كان مقرراً رميها على المواطنين أمس (من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية)
TT

إحباط مخطط إرهابي وتوقيف عناصر من حركة «غلابة» الإخوانية

الإسمنتية التي كان مقرراً رميها على المواطنين أمس (من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية)
الإسمنتية التي كان مقرراً رميها على المواطنين أمس (من الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية)

قررت السلطات المصرية، أمس، حبس أعضاء خلية إرهابية تابعة لحركة «غلابة»، 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ لاتهامهم بإثارة الفوضى والعنف والتحريض على التظاهر. وقالت وزارة الداخلية المصرية، إنها أحبطت، أمس، مخططاً إرهابياً جديداً استهدف البلاد، معلنةً عن توقيف 5 ينتمون إلى «غلابة» والتي يشرف عليها الإخواني ياسر العمدة (هارب في تركيا). وذكرت الوزارة أن الحركة إحدى الأذرع المسلحة لجماعة «الإخوان» التي تعدها مصر تنظيماً إرهابياً. وأوضحت أن عناصر الخلية خططوا لإثارة الفوضى عقب صلاة الجمعة، أمس، وذلك برمي كتل إسمنتية بها مسامير على المواطنين، أطلقوا عليها «المبروكة».
وبينما قالت مصادر أمنية إن «المتهمين اعترفوا أمام النيابة أمس، بأنهم تواصلوا مع المحرض الرئيسي لهم في تركيا، وتلقوا الرسومات الهندسية؛ لتصنيع الكتل المسمارية وتنفيذ تلك العمليات لإثارة الفوضى والحصول على مقابل مادي»، أكد عمرو عبد المنعم، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «(حركة غلابة) كانت تخطط لإرباك السلطات في مصر بعمليات إرهابية، بدعم من قيادات الجماعة بالخارج... وكل الدلائل تشير إلى علاقة الإخوان بالحركة».
وبثت ما تسمى حركة «غلابة» فيديو على الإنترنت، موجِّهةً عناصرها إلى استخدام ما يسمى «المبروكة»، وحث أحد عناصرها، خلال الفيديو، المواطنين، على التظاهر أمس، وارتكاب أعمال عنف ضد مؤسسات الدولة.
وقالت وزارة الداخلية، في بيانها، إنه «في ضوء جهودها لرصد مخططات جماعة الإخوان الإرهابية لاستثمار القرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، في تأليب الرأي العام، رصدت متابعة قطاع الأمن الوطني بالوزارة قيام أحد الأشخاص ببث فيديو عبر شبكة الإنترنت، يحث المواطنين على التظاهر».
وأشارت عمليات الفحص والتحري، حسب البيان، إلى أن الشخص الذي حرّض في الفيديو هو الإخواني ياسر عبد الحليم وشهرته ياسر العمدة (هارب في تركيا)، وقائم على ما يسمى حركة «غلابة»... وأن ما يسمى «المبروكة» عبارة عن كتلة إسمنتية بها العديد من المسامير تُلقى على المواطنين بغرض إصابتهم، وعلى السيارات لإحداث تلفيات بإطاراتها بهدف تعطيل حركة المرور وإثارة الفوضى.
و«غلابة» هي حركة تعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الرفض الواضح لها في الشارع المصري... وظهرت الحركة مع حركات أخرى مثل «ضنك» عام 2014، وفشلت في التحريض على العنف.
وقال مراقبون إن «غلابة»، و«لواء الثورة»، و«حسم»، و«العقاب الثوري»، و«كتائب حلوان»، و«مولوتوف»، كلها حركات تبنت العنف وتنتهج منهج «الإخوان».
وكانت «غلابة» قد أصدرت بيانها الأول وطالبت فيه بالإفراج الفوري عن أعضاء جماعة «الإخوان»، وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسى... كما نشرت عدداً كبيراً من التدوينات خلال الفترة الماضية، احتوت على عشرات الأكاذيب حول الحياة السياسية المصرية، وأرقام مغلوطة عن الاقتصاد المصري.
وأكدت الداخلية في بيانها، أنه تم تحديد وضبط العناصر التي قامت بالتخطيط والإعداد لتنفيذ المخطط، وعددهم 5 أفراد، وضبطت بحوزتهم 50 من الكتل الإسمنتية المسمارية.
وأوضحت الوزارة أن تلك العناصر كانت تخطط لاستغلال صلاة الجمعة، أمس، بدفع العناصر الإخوانية إلى الاندساس في صفوف المواطنين، والقيام بعمليات عنف وتخريب في أثناء الخروج من المساجد والعمل على الاحتكاك بقوات الشرطة لإثارة الفوضى، والاعتداء على المنشآت، للإيحاء بوجود حالة من الانفلات الأمني وعدم الاستقرار على خلاف الحقيقة. وأهابت وزارة الداخلية في هذا الصدد، بالمواطنين، عدم الانسياق وراء مثل تلك الدعوات التي تحث على إثارة الفوضى والعنف.
من جهتها، قالت المصادر الأمنية، إن «قناة (الجزيرة) القطرية أسهمت في نشر حركة (غلابة) عبر تخصيص مساحات واسعة لها من خلال نشر بياناتها»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحركة يديرها عناصر إخوانية في تركيا، لإفشال الدولة وإسقاطها اقتصادياً واستهداف مؤسساتها وضباط الشرطة والجيش».
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أمر المستشار نبيل أحمد صادق، النائب العام المصري، بحبس 29 متهماً لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات، التي تُجرى معهم بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا، لاتهامهم مع آخرين هاربين داخل البلاد وخارجها بالتخابر مع تركيا، ووضع مخطط يهدف إلى استيلاء جماعة «الإخوان» على السلطة في مصر، وذلك عبر إرباك الأنظمة القائمة في مؤسسات الدولة المصرية، بغية إسقاطها بهدف الإضرار بالمصالح القومية للبلاد.
وتوترت العلاقات بين مصر وتركيا منذ عزل مرسي في يوليو (تموز) 2013،. على خلفية مظاهرات شعبية حاشدة ساندها الجيش، وهو الأمر الذي وصفته تركيا بـ«انقلاب على الشرعية»، ما أدى إلى تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين. وخلال الأعوام التالية دأب المسؤولون الأتراك على انتقاد السلطات الحالية في مصر.
وتستضيف تركيا حالياً قادة وعناصر من جماعة الإخوان، صدرت بحقهم أحكام قضائية، كما قدمت السلطات التركية تسهيلات لأنصار الجماعة، من بينها إلحاق الطلاب المنتمين إلى «الإخوان» المفصولين من الجامعات المصرية بالجامعات التركية.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».