تل أبيب تخطط لبناء 14 ألف وحدة سكنية في القدس

وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت
وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت
TT

تل أبيب تخطط لبناء 14 ألف وحدة سكنية في القدس

وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت
وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت

بعد ساعات قليلة من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أعلن وزير الإسكان الإسرائيلي يوآف غالانت، أنه باشر في إطلاق مشروع لبناء 14 ألف وحدة سكنية في منطقة «القدس الكبرى»، منها 7000 وحدة في المستوطنات القائمة شرقي القدس المحتلة، ومناطق الضفة الغربية، التي ضمها الاحتلال إلى تخوم إسرائيل، وهي الخطوة التي شجبتها الحكومة الفلسطينية، واعتبرتها «تصعيداً خطيراً».
وبحسب خطة غالانت، ستبني إسرائيل 5000 وحدة استيطانية في مستوطنة «عطاروت»، وألفي وحدة في مستوطنة «بسغات زيئيف»، وإضافة إلى 5000 وحدة في حي «كتمون»، وألفين في حي «ريخيس لفان» في القدس الغربية.
وقال الوزير غالانت إنه «تباعاً لاعتراف ترمب التاريخي قررت زيادة البناء في عدد من أحياء القدس». وقد حظيت هذه الخطة بتأييد عدد من وزراء اليمين؛ إذ قال رئيس حزب المستوطنين (البيت اليهودي) وزير المعارف نفتالي بنيت: إنه «لا أعذار بعد اليوم. فالعذر الوحيد الذي منع البناء في القدس سابقاً لم يعد موجوداً ما دام أن الرئيس الأميركي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل».
وفي وقت سابق ساوى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بين اعتراف الرئيس الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبين وعد بلفور والنكبة واحتلال القدس عام 1967، ووصف الاعتراف بإحدى اللحظات الكبيرة في تاريخ إسرائيل.
وكرد فعل على هذا القرار، أصدرت حكومة الوفاق الوطني في السلطة الفلسطينية أمس بياناً أدانت فيه هذا المخطط، وقالت: إن «إعلان الاحتلال عن نيته بناء 14 ألف وحدة استيطانية في القدس يأتي ضمن التصعيد الاحتلالي، الذي يدفع إلى مزيد من المخاطر في بلادنا والمنطقة».
وحذر يوسف المحمود، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية، من تصعيد الاحتلال الإسرائيلي «ضد أبناء شعبنا وأرضنا الفلسطينية، وفي مقدمتها مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين»، مشدداً على أن «إعلان الاحتلال عن الهجمة الاستيطانية الجديدة وقمع أبناء شعبنا، الذي أوقع أكثر من مائة جريح خلال الساعات التي أعقبت إعلان ترمب، جاء في ظل خطوة الرئيس الأميركي ضد عاصمة دولتنا المحتلة». وجدد المحمود التأكيد على تمسك القيادة والحكومة بالعمل مع جميع الأطراف من أجل إرساء أسس السلام العادل والشامل، الذي لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية، واستعادة كافة حقوق أبناء الشعب الفلسطيني حسب قرارات الشرعية الدولية.
وكانت مجموعة كبيرة، ضمت نحو مائتين من المستوطنين في منطقة نابلس، قد داهموا مداخل قرية قصرة لتكريس الوجود اليهودي في المنطقة. وجاءت هذه العملية تحت قيادة وزير الزراعة أوري أرئيل، عن حزب البيت اليهودي، ونائبة وزير الخارجية تسيبي حوتوبيلي، من حزب الليكود.
من جهته، قال غسان دغلس، مسؤول ملف الاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية: إن المستوطنين يستمدون التشجيع من الهجمة التي قامت بها قوات الاحتلال في هذه القرية، ونفذت خلالها عمليات تخريب في عدد من البيوت، واختتمتها باعتقال 12 فلسطينياً بدعوى أنهم هاجموا مستوطنين الخميس الماضي عند قيام مستوطن بقتل المزارع الفلسطيني محمود عودة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.