إيطاليا تروج لاكتشافات بعثاتها الأثرية في دول الشرق الأوسط

تأكيداً على الجوانب المشتركة بين الثقافات في تاريخ منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط؛ تحتضن القاهرة حاليا المؤتمر الأثري الأول للبعثات الأثرية الإيطالية العاملة في مصر والشرق الأوسط، الذي يدور موضوعه عن الاكتشافات الأثرية الإيطالية في المنطقة، والإعلان عن الاكتشافات الأخيرة للبعثة الإيطالية في مصر.
ويعد مؤتمر البعثات الأثرية الإيطالية من أبرز وأهم الأحداث والفعاليات الأثرية كونه فرصة للالتقاء وللوقوف على مناهج أبحاث البعثات الأثرية الإيطالية العاملة في بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وإتاحة الفرصة للالتقاء والتنمية العلمية، وتقديم وتبادل النتائج الأثرية الهامة، ووضع جدول أعمال مشتركة ورؤية استراتيجية.
شهد انطلاق المؤتمر، الذي يعقد على مدار 3 أيام في القاهرة ويختتم أعماله في مكتبة الإسكندرية، الدكتور خالد العناني وزير الآثار المصري، ومبعوث وزير الخارجية الإيطالي ومسؤول القطاع الثقافي السفير فابيو كاسيزي، وباولو ساباتيني مدير المركز الثقافي الإيطالي بالقاهرة، وجوزبينا كابريوتي مديرة معهد الآثار الإيطالي، وعدد كبير من علماء الآثار.
وقال وزير الآثار المصري، إن هذا المؤتمر فريد من نوعه لأنه يضم البعثات الأثرية من جميع دول الشرق الأوسط، مضيفا خلال كلمته، أن التعاون بين مصر وإيطاليا يعود لأكثر من 200 عام خاصة بعد اكتشاف العالم الإيطالي جيوفاني بيلزوني لمعبد أبو سمبل عام 1817 وكذلك اكتشاف مقبرة سيتي الأول بالأقصر، مضيفا: البعثات الأثرية الإيطالية تقوم بعمل استثنائي بحماية آثار النوبة، وكذلك لها دور فعال في محافظات الإسكندرية والمنيا والفيوم.
يذكر أن أكثر من 20 بعثة أثرية إيطالية تعمل على الأراضي المصرية في أطر بيئية مختلفة، وذلك بمناطق الوادي والصحراء الشرقية والصحراء الغربية والواحات والدلتا، كما تعمل في نفس الوقت العديد من البعثات الأثرية الإيطالية في البلدان الأخرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فيما شهدت مصر أقدم بعثة أثرية من معهد علم البرديات بفلورانسا، التي بدأت العمل في مدينة أنتينوبوليس المصرية مع بدايات القرن الماضي، كما يرجع الفضل في ميلاد علم الآثار في مدينة الإسكندرية إلى الإيطاليين من دارسي هذا العلم.
من جانبه، قال باولو ساباتيني مدير المركز الثقافي الإيطالي بالقاهرة، إن المركز يبذل قصارى جهده لإبراز التعاون الثقافي بين مصر وإيطاليا والذي يمتد لأكثر من ألفي عام، مؤكداً على ضرورة هذا المؤتمر الذي يعد فرصة كبيرة لتبادل وجهات النظر بين علماء الآثار الإيطاليين من الشرق الأوسط.
وأضاف أن البعثات الأثرية الإيطالية تلتزم التزاماً مستمرا بتحديث مناهجها وفقا للاتجاه الأكثر تطوراً في المجال التكنولوجي، حيث تلعب إيطاليا دورا رائداً في مجال أحدث الوسائل التكنولوجية التي يتم تطبيقها على التراث الثقافي.
وأكد مبعوث وزير الخارجية الإيطالي ومسؤول القطاع الثقافي السفير فابيو كاسيزي أن إيطاليا ستخصص عام 2018 كعام للاكتشافات الإيطالية في الشرق الأوسط، موضحا أن البعثات الأثرية تعمل في الدول التي شهدت اضطرابات مثل العراق وليبيا وسوريا على سبيل المثال، لافتا إلى أن الوجود الإيطالي يرجع إلى فترة زمنية بعيدة في سيرنايكا الليبية، والبعثة الأثرية الشهيرة لجامعة سابينسا بروما ومديرها باولو ماتياي في سوريا، علاوة على البعثات الأثرية في تركيا.
بدورها، قالت الدكتورة جوزبينا كابريوتي مديرة معهد الآثار الإيطالي إن البعثة الأثرية في مصر تقوم بنحو 20 مهمة وتسعى بكل جهدها لحماية الآثار واكتشاف جديد من أسرار الحضارة العظيمة.