30 سنة من ذاكرة قتيبة

> للمخرج العراقي قتيبة الجنابي فيلم جديد في مسابقة مهرجان دبي السينمائي الدولي عنوانه «قصص العابرين» يعود به إلى المهرجان الذي عرض فيه فيلمه السابق «الرحيل من بغداد» سنة 2010.
> كان ذاك ‬ أول فيلم روائي طويل للمخرج العراقي الذي يعمل ويعيش في بريطانيا، وذلك بعد عدد لا بأس به من الأفلام القصيرة التي‬أخرجها والتي‬أثارت الكثير من الإعجاب بسبب تشرّبها المكان والطبيعة والضوء. وضع الكاميرا (وهو مدير التصوير أيضاً)، في‬المساحات المفتوحة لكي تنقل اللحظة من اليوم لجانب طبيعة المكان. وهو مشدود لوحدة الشخصيات في‬الأماكن التي‬تبدو بدورها وحيدة، كما لو أن المدينة كائن لا شبيه له، أو كما لو أن المزرعة البعيدة، هي جزء من أرض لا مثيل لها في‬أي‬مكان آخر. ‬
> فيلمه الجديد عنوانه «قصص العابرين» الذي يرد ذكره في برنامج المسابقة على أنه «صور ومشاهد تجتمع للمرة الأولى في إطار حكاية تروي أحاسيس ومشاعر 30 عاماً من المنفى». بذلك، يعد الفيلم، لن تكون هناك حكاية تُروى «بل توليف لما صوره» المخرج على مدى عقود.
> يقول لي المخرج في جلسة صباحية: «الواقع أن هذا الفيلم جاء نتيجة ظروف مختلفة. الذي حدث أن أنطوان خليفي (المسؤول عن البرمجة العربية)، اتصل بي وسألني ما الذي حدث لفيلم كنت عزمت على تحقيقه منذ ثلاث سنوات هو «شتاء داود». قلت له إن الفيلم لم يبدأ التصوير بعد، لكن لدي 12 دقيقة من فيلم يمكن أن يُجهز».
> شاهد خليفي الدقائق الاثنا عشر ثم طلب المزيد فأرسل له قتيبة 40 دقيقة أخرى. هنا تدخل المدير الفني للمهرجان وأوصاه باستكمال الفيلم وإضافة صوت تعليق على مشاهده.
> «صورت الفيلم على مدى 30 سنة. هو توليف لمشاهد التقطتها من الحياة من بغداد وإلى لندن مروراً بكل المحطات المهمة التي عشتها زماناً ومكاناً. هو فيلم شخصي جداً. أكثر فيلم يقترب مني لأنه عن معايشتي لما مر علي كعراقي في العراق أولاً ثم في المهجر».
> أما «شتاء داود» فهو فيلم روائي جاءت الموافقة على تمويله قبل حين قريب: «المشكلة هي أن التمويل الآتي من الاتحاد الأوروبي يشترط التصوير في أوروبا. الآن وقد تم التغلب على هذه المشكلة، قد أبدأ التصوير في أي لحظة».