تأجير الأزياء والإكسسوارات أسلوب جديد في فرنسا

حقيبة الـ«بيركين» من «هيرميس» - حقيبة «شانيل» الأيقونية
حقيبة الـ«بيركين» من «هيرميس» - حقيبة «شانيل» الأيقونية
TT

تأجير الأزياء والإكسسوارات أسلوب جديد في فرنسا

حقيبة الـ«بيركين» من «هيرميس» - حقيبة «شانيل» الأيقونية
حقيبة الـ«بيركين» من «هيرميس» - حقيبة «شانيل» الأيقونية

ما بين قلة الحيلة والمناداة بتدوير الموضة وحماية البيئة وغيرها، يحاول البعض تغيير ثقافة التسوق والنظرة إلى الموضة ككل. من هؤلاء نذكر الفرنسي يان لو فلوش صاحب موقع «ذي إنستانت لاكس» The Instant Luxe، وهو موقع يتخصص في بيع الأزياء والإكسسوارات المستعملة.
بالنسبة إلى لو فلوش فإن حلمكِ بارتداء فستان من «ديور» وحمل حقيبة من «هيرميس» أو «شانيل» ولو ليوم واحد يمكن تحقيقه بسهولة، لأنه زاد من جُرعة ابتكاره التسويقي في بداية هذا العام وبدأ يؤجر هذه المنتجات المرفهة بمبالغ زهيدة جداً بالمقارنة بأسعارها الحقيقية في حال قررت أي واحدة شراءها من المحلات أو حتى من موقعه، الذي يضم مليون عضوة حتى الآن. بعد أن انتبه إلى أنه حتى أسعار هذه المنتجات المستعملة لا تزال بعيدة المنال بالنسبة إلى بعض الطامحات اللواتي لا تسمح لهن قدراتهن المادية بدخول نادي الأناقة الراقية، فإنه استحدث هذه الطريقة، التي تدفع فيها كل واحد منهن 350 يورو في الشهر لتحصل على حق استعمال 10 قطع أزياء، قد تكون من «ديور» أو «غوتشي» أو «شانيل» أو «سان لوران» وغيرها من الأسماء الكبيرة. والطريف أنها وجدت صدى طيباً بين الفرنسيات. ويشرح لو فلوش أن المرأة الفرنسية بطبعها تُقبل على شراء قطع مستعملة ولا ترى في الأمر انتقاصاً منها، بل تعتبره جزءاً من التسوق الذكي والممتع. فكرة التأجير في المقابل لا تزال في أولها، ولم تكن واردة بالنسبة إليها في الماضي. وبينما لا يرى الجيل الصاعد غضاضة في الفكرة، لأنه يعيش في عالم افتراضي، فإن المرأة المقتدرة يمكن أن تُقبل عليها باعتبارها حلاً مثالياً لتخفيف العبء على خزانة تراكمت فيها الأزياء والإكسسوارات عبر العقود. فكما غيّرت شركة «أوبر» مفهوم التنقل والمواصلات، و«إير إن بي» مفهوم الإقامة والسفر، يريد لو فلوش وغيره ممن ركبوا هذه الموجة تغيير ثقافة التسوق والنظرة إلى الترف، وهو متفائل بالنتائج.
فمنذ يناير (كانون الثاني) الماضي إلى الآن تم تأجير نحو 4000 قطعة في الأسبوع، بعضها بمبلغ 10 يوروهات فقط في اليوم، إضافة إلى 20 يورو للتأمين. أما حقيبة «شانيل» باللون الأسود، ويُقدر سعرها في المحلات بـ4500 يورو، فإنه يوفرها للإيجار بمبلغ 25 يورو إضافة إلى 20 يورو للتأمين عليها مع تحمل نفقات وصولها إلى الزبون. ويحرص لو فلوش على أن لا تتعدى مدة الإعارة أكثر من 4 أيام حتى يتيح لأكبر عدد من العُضوات فرصة الاستمتاع بها.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.