النظام وحلفاؤه ينهون وجود «داعش» غرب نهر الفرات

TT

النظام وحلفاؤه ينهون وجود «داعش» غرب نهر الفرات

أعلنت مصادر متقاطعة أن قوات النظام السوري وحلفاءها أنهوا أمس الأربعاء وجود تنظيم داعش غرب نهر الفرات في محافظة دير الزور، ما أدى إلى انتقال الطائرات الحربية الروسية لدعم عمليات «قوات سوريا الديمقراطية» ضد التنظيم شرق النهر.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن قوات النظام مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية ولبنانية وعراقية وإيرانية وفلسطينية وأفغانية، تمكنوا من تحقيق آخر تقدم «استراتيجي» لهم في غرب نهر الفرات، بحيث سيطروا على كامل الجيب الأخير الذي كان متبقيا لـ«داعش» بين منطقة عشائر بغرب البوكمال وشرق بلدة الجلاء، لافتا إلى أنه «بهذا التقدم فإن قوات النظام تنهي وجود التنظيم في كامل غرب نهر الفرات بريف دير الزور بعد أن كانت الاشتباكات العنيفة ترافقت مع عمليات قصف مكثف وغارات مستمرة من الطائرات الحربية على محاور القتال الذي دار بين الجانبين».
وأشار «الإعلام الحربي» التابع لـ«حزب الله»، إلى أن «الجيش السوري وحلفاءه المتقدمين من قرية السيال التقوا مساء أمس القوات المندفعة من قرية العشاير، وأحكموا سيطرتهم على منطقة الحرية ومعمل الحديد ومحور سكة القطار في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي بعد مواجهات مع فلول «داعش»».
ولفت المرصد إلى أنه وفور انتهاء الطائرات الروسية وقواتها من دعم العملية العسكرية لقوات النظام وحلفائها في غرب نهر الفرات، التفت طائرات موسكو إلى دعم العملية العسكرية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي، للسيطرة على آخر 18 بلدة وقرية موجودة في شرق نهر الفرات وممتدة من منطقة درنج وصولا إلى الحدود السورية - العراقية. وأشار إلى أن «هذا الدعم تجلى من قبل روسيا لقوات عملية (عاصفة الجزيرة)، عبر استهداف عدة مناطق في شرق الفرات، كان آخرها بلدة الجرذي الغربي، على الضفة الشرقية لنهر الفرات بالريف الشرقي لدير الزور، ما تسبب في وقوع مجزرة راح ضحيتها 14 مواطنا بينهم 6 أطفال ومواطنات على الأقل، كما أصيب نحو 10 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة».
وقد غيَّرت المستجدات الميدانية الأخيرة خريطة الصراع وتوزع نفوذ القوى العسكرية الموجودة ضمن محافظة دير الزور، إذ وثّق المرصد تراجع سيطرة «داعش» إلى نحو 8 في المائة من مساحة المحافظة، مقابل توسع سيطرة قوات النظام إلى 53.4 في المائة، لتمتد في كامل القسم الواقع غرب الفرات من حدود ريف دير الزور الشمالي الغربي، مع الحدود الإدارية لريف الرقة الشرقي، وصولا للحدود السورية - العراقية، مسيطرة على قرى ومزارع وبلدات ومدن، أهمها الميادين وبقرص والبوعمر والموحسن والمريعية والجفرة وعياش والشميطية ومدينة دير الزور والتبني والخريطة وقرى أخرى في الضفة الغربية لنهر الفرات. كما يسيطر النظام على مساحة في شرق نهر الفرات مقابلة لمدينة دير الزور ومطارها العسكري، متمثلة من قرية الحسينية في شرق الفرات إلى قبالة مدينة دير الزور، وصولا إلى قرية طابية جزيرة.
أما «قوات سوريا الديمقراطية» فتسيطر حاليا على مساحة 38.6 في المائة من مجمل مساحة محافظة دير الزور، حيث تسيطر على كامل شرق الفرات من حدود دير الزور الشمالية الغربية مع محافظة الرقة، وصولا إلى المنطقة المقابلة لبادية الشعيطات، في شرق الفرات، التي تضم أكبر حقل نفطي في سوريا، وهو حقل العمر، وأكبر معمل وحقل غاز في سوريا، وهو حقل كونيكو، وحقول التنك وصيجان والجفرة ومناطق ممتدة من شمال مدينة دير الزور وصولا إلى ريف الحسكة الجنوبي وإلى الحدود السورية - العراقية.
وبالتوازي مع انتهاء المعارك غرب الفرات واحتدامها في الشرق، عاد الهدوء ليسود جبهات القتال بين «هيئة تحرير الشام» وتنظيم داعش في الريف الحموي الشمالي الشرقي، عقب الاشتباكات العنيفة التي شهدتها الساعات الـ24 الفائتة، إثر هجوم نفذه عناصر التنظيم على منطقتي الضبيعة ومويلح أبو هديب أدّى إلى مقتل 13 عنصرا من «هتش» وما لا يقل عن 6 عناصر لـ«داعش».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.