عبّر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، عن ارتياحه لما توصل إليه مجلس الوزراء، أول من أمس، وأكد أن «ما صدر كان قراراً حكومياً، بالتزام كل المكونات السياسية الممثلة في الحكومة بالنأي بالنفس عن الشؤون الداخلية للبلدان العربية، وعن الصراعات والحروب في المنطقة». وشدد على أن «الخروج عن سياسة النأي بالنفس، سيضع لبنان في دائرة الخطر من جديد»، لافتاً إلى أن «علاقة لبنان مع السعودية ودول الخليج العربي جيدة جداً، وفي تحسّن مستمر».
وقال الحريري، في كلمة له خلال استقباله حشداً من الهيئات والفعاليات الاقتصادية ورجال الأعمال، في طرابلس وشمال لبنان: «الكل يعلم المراحل الصعبة التي مررنا بها خلال الأشهر الماضية، ولكن الهدف الأساسي كان تدوير الزوايا والتركيز على الاستقرار في البلد؛ لأنه من دون الاستقرار وتوفير الأمن والأمان للمواطن، فلا ازدهار ولا اقتصاد».
وأضاف: «لقد تريثت في إعلان استقالتي بناء على طلب رئيس الجمهورية (ميشال عون)، ولكن بعد أن تم الالتزام بتحقيق النأي بالنفس، فعلاً وليس قولاً فقط، عدت عن هذه الاستقالة، وأنا شخصياً سأتابع موضوع تنفيذ النأي بالنفس؛ لأن الخروج على الالتزام سيضع لبنان في دائرة الخطر من جديد»، مذكراً بأن «الموضوع لا يتعلق بسعد الحريري، إنما يتعلق بلبنان ومصلحة اللبنانيين، الذين يدركون أن مصلحتهم الأساسية هي مع دول الخليج والأشقاء العرب».
ولفت رئيس الحكومة إلى أن «مجلس الوزراء سيعقد جلسة في مدينة طرابلس (شمال لبنان) ستصدر عنها قرارات مهمة تتعلق بالشمال»، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على مشروع أساسي للبلد، يقضي بالاستثمار في كل البنى التحتية بكلفة 16 مليار دولار، وهو المشروع الذي يخضع للدرس والتعديل مع كافة الجهات المعنية، قبل عرضه على مجلس الوزراء ومجلس النواب.
وحذّر الحريري من «رفع الصوت وإطلاق العنتريات التي لا وظيفة لها سوى الإضرار بالبلد، في ظل ما يحصل حولنا من حرائق وحروب». وتابع: «نحن و(حزب الله) على خلاف في عدة أمور، ولَم نتوافق عليها لا من قريب ولا من بعيد، وكنا أمام خيار من اثنين، إما أن نصعّد خلافاتنا السياسية ونرفع منسوب التوتر والحملات المتبادلة بالبلد، وإما أن نعترف بأننا على خلاف مع الحزب وهو على خلاف معنا، ونبادر إلى الاهتمام بشؤون المواطن الاقتصادية ومسألة النازحين وتوفير الخدمات، وغيرها من الأمور»، مشيراً إلى أن «هذه هي الطريقة التي قررت أن أعمل بها، وهي الطريقة التي اعتمدها الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبلي، ونجحت في تحقيق إنجازات على مستوى الوطن، بينما غيري يفضل أن يصعّد الخطاب السياسي، في وقت يحتاج الناس إلى الإنجاز في كل المجالات».
وتطرق الحريري إلى علاقات لبنان مع الأشقاء العرب، وقال: «علاقتنا مع السعودية ودول الخليج جيدة جداً، وسترونها في تحسن مستمر إن شاء الله، هناك تحد في هذا الموضوع فيما يخص النأي بالنفس الذي سنحرص عليه؛ لأن هذا هو المسار الوحيد الذي ينقذ البلد، وأنا فخور جداً بأننا وصلنا إلى النأي بالنفس واتخذنا قراراً حكومياً»، مؤكداً أن الموضوع «ليس مجرد بيان، بل التزام كل المكونات السياسية بالنأي بالنفس عن الصراعات والحروب والتدخلات الإقليمية، كل هذه الأمور مدرجة في قرار مجلس الوزراء، لذلك أنا مرتاح لهذا الموضوع، ومتأكد من قدرتنا على إحراز التقدم في هذا الشأن».
وكان اللقاء قد استهل بكلمة لرجل الأعمال غسان الجسر، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس ولبنان الشمالي توفيق دبوسي، اللذين شددا على «أهمية التسويات التي تمت منذ انتخاب رئيس الجمهورية، وتأليف حكومة استعادة الثقة، وخطوات ترسيخ الاستقرار الأمني وتنشيط الدورة الاقتصادية».
الحريري: علاقتنا مع السعودية والخليج في تحسن مستمر
الحريري: علاقتنا مع السعودية والخليج في تحسن مستمر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة